زاد الاردن الاخباري -
يستعد المهتمون وهواة الفلك غدا الاحد لرؤية حدث فلكي تاريخي هو اقتراب أحد المذنبات من كوكب المريخ عند الساعة التاسعة و27 دقيقة مساءً بتوقيت المملكة .
والمذنب المسمى (سايدنغ سبرينغ ) الذي يزور المجموعة الشمسية لأول مرة سيكون في أقرب مسافة من كوكب المريخ ليوم غد الاحد , إذ تقدر مسافة الاقتراب بحوالي 87 ألف ميل (193 ألفا و500 كيلومتر) وهي تقريبا نصف المسافة بين الأرض والقمر الأرضي ، وأقرب بحوالي عشر مرات من أقرب مذنب معروف مر بالقرب من كوكب الأرض , وسيمر المذنب من امام المريخ بسرعة تصل الى 34 ميلا بالثانية وفقا للفلكي عماد مجاهد .
واضاف لوكالة الانباء الاردنية (بترا) ان العلماء يستبعدون ارتطام المذنب بسطح المريخ , الا ان الخطر الذي تعمل وكالة الفضاء الاميركية (ناسا) على تجنبه قدر الإمكان سيكون على المجسات المريخية التي تدور حول المريخ خارج غلافه الغازي مثل الأقمار الصناعية التي تدور حول الارض ، حيث يمكن ان تشكل الذرات الغبارية هائلة السرعة المنطلقة من المذنب والتي تقارب سرعتها سرعة طلقة المدفع الرشاش خطورة على المجسات، اذ يمكن ان تدمر الخلايا والمعدات الدقيقة فيها.
واشار الى انه وبحسب خبراء الفلك فان هذا المذنب الذي يمكن رصده في سماء المملكة من خلال المناظير والتلسكوبات الفلكية العادية , انفصل عن (سحابة اورت) التي تقع خارج مدار كوكب بلوتو وتمتد حتى أقرب النجوم الى الشمس وهو (بروكسيما قنطورس) وتتكون من الماء ومركبات الكربون ونشأت مع نشوء المجموعة الشمسية قبل حوالي 4500 مليون عام .
واوضح انه وبسبب تأثير جاذبية أحد النجوم القريبة على سحابة اورت، تنطلق كتل ضخمة من الجليد المتجمد من السحابة نحو الفضاء، وعندما تقترب بعض الكتل من المجموعة الشمسية ومن الشمس وتتأثر بحرارتها فتظهر على شكل مذنبات ، لهذا يكون هنالك نوع من المذنبات تزور المجموعة الشمسية لأول مرة ، ومنها المذنب الذي ننتظر مشاهدة اقترابه من المريخ .
وقال الفلكي مجاهد ان العلماء يستعدون لدراسة هذا المذنب لما يحمل من مواصفات المادة الخام الرئيسة التي تشكلت منها الشمس والكواكب السيارة وكل مكونات المجموعة الشمسية .
ودراسة المذنب (سايدنغ سبرينغ) بحسب الفلكي مجاهد ستكون من خلال اسطول من المركبات الفضائية ، منها ( المستطلع المريخي المداري ) المزود بكاميرات فائقة الدقة والحساسية إضافة الى أجهزة تحليل طيفي متطورة ، حيث يمكنها تحليل تركيب نواة المذنب والغازات والاتربة الموجودة فيه ، ومعلومات أخرى مهمة ينتظر العلماء بشغف الكشف عنها بالاضافة الى الاستعانة بالمجس المريخي (اوديسي) لرصد المذنب حال اقترابه من كوكب المريخ والذي يحتوي على كاميرات وأجهزة تحليل طيفي .
واشار الى ان الفترة المتاحة امام المجسات لدراسة المذنب لا تتجاوز 98 دقيقة ، كما ان نواة المذنب صغيرة لا يتجاوز قطرها الميل الواحد (حوالي 1600 متر) والتي تزيد من صعوبة الرصد، ومع ذلك فبإمكان الكاميرات وأجهزة التحليل الطيفي في المجس دراسة تكوين نواة المذنب وتحليل التربة والغازات فيها ، كما ان مشكلة أخرى يمكن ان تواجه رصد المذنب من المجس وهي انه يزداد لمعانا ويخفت فجأة في فترات زمنية غير منتظمة وعشوائية ، وهي صفات وسلوكيات قد تجلب المشاكل في عملية الدراسة .
بترا