شيب الوقار وبسمة القلب وطاقة الشباب ولفظ السماحة كلها غابت قبل سنين ثلاث ولم ولن تعد انت يا من كنت تذهب شرقا غربا لتخفف عن مريض اوتساعد محتاج او تنير الدرب لخاطيء او تنصح حيث الحكمة تكون هي الشفاء انت يا من كان باتيك الجمع من كل طيف ولون ودين فقط ليكونوا في مجلسك وليكون حديثهم لليوم التالي اخالك الان في انتظارهم في البرزخ الاعلى ولا احد ياتي لانهم لن ينهوا احاديثهم في سيرتك الطيبة بعد .
يا من زلزل قلوبنا رحيلك وغابت انظارنا في انتظارك ودمعت قلوبنا لرؤياك حتى كاد المستحيل ان يكون لنا املا وغيابك مؤقتا وانتظارك عادة تعودنا عليها لان فراقك كان في غفلة عن تفكيرنا ولحظة من اللامعقول في وجداننا فخدعتنا وكانت هي الحقيقة التي بغضناها .
الحال يا صاحب السماحة كما تركته وقد ساء من بعد الفراق ولم يستطع العطار اصلاح ما افسده الدهر وكأن الحكمة غابت مع حكمائها والفساد استشرى مع صناعه والقافلة تسير ببطأ بعد ان ثقلت احمالها والشواطىء ما عادت تحتمل استقبال الربان فضاعت البوصله
علك يا شيخنا وانت قريب من صاحب الدعاء ان تدعوه ليقف مع عباده اليائسين البائسين بعد ان تشتت بهم السبل فانت كافل اليتيم خير من دعى وهو الكريم الغفار خير من استجاب .
فانت يا سماحة الوالد كنت محمودا في دنياك فجمدت الله واراحك من عذاب الدنبا وكنت سعيدا وانت ترسم السعادة على وجه طفل او قلب امرأة وكان لموتك في اسمك نصيب فعشت محمود سعيد ومت والكل يحمد الله انه تعرف اليك وكان سعيدا بكل لحظة قضاها لجانبك .
فاهنأ يا صاحب السماحه بما انت فيه من رحمة الله واعاننا الله على الفراق فهو مر بل امر من حقيقة الوجود بهذا الحال .
((من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمن من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا )) صدق الله العظيم
ليرحمك الله وليغفر لك انه الرحيم الغفار .
احمد محمود سعيد
دبي – 7/ 7/ 2010