كشفت الأيام عن زيف ارقام النمو الاقتصادي التي كانت تقدمها الحكومات المتعاقبة للرأي العام الأردني , هذه الأرقام التي أوصلتنا إلى ما نحن فيه من أزمة حقيقية بعدما ألحقت هذه الحكومات الاقتصاد الأردني بمشاريع البنك الدولي الذي جلب لنا الدمار والخراب منذ زمن .. والذين قبضوا على عنق القرار الاقتصادي الأردني وبركوا على صدر الوطن والمواطن بجثثهم المتورمة وهم يرددون أهزوجة الولاء التي تاجروا بها على الوطن ما عاد زيفها ينطلي على أحد بعد أن زاد امتصاصهم لمقدرات الوطن ودماء أبناءه .
من هنا نؤكد أن المدافعين عن سياسات الحكومة والمتخندقين خلفها إنما يجدون بهذه المواقف المشبوهة جداراً عالياً يتحركون خلفه ليتاح لهم العبث بمقدرات هذا البلد واقتصاده وموارده والتجاوز على حقوق الآخرين والتغول على العامة وهم بعيدون عن سياسة ( المساءلة ) التي يفترض أن تكون أولى أولويات أي حكومة كانت ..!!
أما الحكومات المتعاقبة فقد أشبعتنا فرمانات بضرورة اتباع سياسات الترشيد وضبط النفقات وشد الأحزمة على البطون وهي أي الحكومات هي من أرهقت البلد بالديون وبالتالي فرض سياسة التجويع التي نخشى ما نخشى أن تكون هذه السياسة جزء من تسوية سياسيه يتم فرضها على الأردن على المدى البعيد ..!!! لكن على الحكومة أن تدرك أن ترك هؤلاء المتنفذين والعابثين والخارجين عن مقتضى مصلحة الوطن سيؤدي بالتالي لتوفير مناخ أكثر صحة لنمو جراثيم الفساد والمحسوبية ونشاط فيروسات الترهل والتجاوز ايضاً على العرف العام الأردني لطعن الأردن في الصميم لا قدر الله ..!
بعدما اساؤوا للوطن وسمعته وأجنداتهم الخاصة ليس فيها سوى ابتزاز الفقراء وفرض ( رجيما قاسيا ً) عليهم واستقطاب قروشهم والتجارب كثيرة في هذا المجال وقد عاشها الأردنيون بكافة تفاصيلها وعلى أكثر من صعيد الأمر الذي أدى بالتالي إلى اهتزاز أركان البنيان الاجتماعي الأردني .! هؤلاء المتلونين اصحاب الشعارات المزيفه الذين يبلعون خيرات الوطن صباح مساء دون حياء , وصناع البطولات الوهمية الكاذبة فانهم حين تدلهم الخطوب ينكشفون ويتوارون عن مقتضيات الدفاع عن الوطن بل يتهافتون ويتسابقون الى البنوك لتحويل مدخراتهم وأموالهم ( اموال الحرام ) الى الدولار او اليورو .. هذه الأموال التي سرقت من أموال هذا الشعب الكادح الفقير ومن الوطن الذي يبقى كبيراً وعضيماً بأبنائه المخلصين الذين كانوا أبداً مع هذا الوطن ومع قيادته القوية المنيعة التي اجتازت كل الصعوبات والمخاطر التي تعرض لها هذا البلد على مدى عقود مضت..!
ولنا في قول القائل خير حكمة حين قال ..
( جزا الله الشدائد كل خير )
لأنها تكشف الذين يسارعون إلى توضيب حقائبهم وتحويل دنانيرهم لأنهم ينظرون للأردن لا كوطن ولكن كفندق للراحة وجني الأموال بطريقة أو بأخرى .. هؤلاء حريصون على الأردن ويطالبون بالحقوق والواجبات أيام العز لكنهم في الملمات يسارعون الى التنصل والتبرؤ منه والإسراع في مغادرته عند اول ازمة تواجههم .. ونبقى نردد ونقول أن الدين لله وحده أما الوطن فهو للجميع .. وحمى الله الأردن من تفريطهم وإفراطنا ..
MOQEEM98@YAHOO.COM