أرعبني الحكم الذي صدر بحق المتهمين الاربعة في قضية المصفاة , لن يعرف النوم طريقه الي في قادم الايام والليالي , وأنا جل خوفي بأن أحلم بكلمة القاضي تعلن على الملأ : حازم عواد المجالي السجن ثلاث سنوات.... , يا إلاهي , ما هذه الصدمة , ما هذه القسوة , إختلاسات بالملايين , ورشوات بالملايين , وقصص طالعة وسواليف نازلة , هل يُعقل انها تستحق هذا الحكم العنيف , هل كل هذه الجلبة والجعجعة , تستحق هكذا حكم قاسي , حكومة جعلت عنوان وجودها مصفاة القضية , فهل إستحق المذنبون هذا الجزاء الرهيب؟؟؟؟؟؟؟؟.
نعم أعلم أن هنالك إستئناف أو تمييز , وأعلم ان القضية لم تنتهي , ولن تنتهي , أعلم كل هذا وأكثر , ولكن ما أعجبني وأثار الدهشة في نفسي , أن كل من أعرفهم من أبناء الوطن البسطاء العاديين , وما أكثرهم , كانوا ينتظرون حكما لا يقل عن المؤبد الا ببضع سنين , لما أخذته هذه القضية من حيز في الاعلام الرسمي وغير الرسمي , وما رافقها من عنونة إنتصار الحكومة وحربها على الفساد , فدولة الرئيس سمير الثاني الرفاعي تمترس وراء قضية المصفاة , وكلما إنتقدناه صادمنا أنصاره انه محارب الفساد , وانه هو الذي أعلن التمرد على السوسة التي تنخرُ جسد الدولة , وحتى ومع كل الغمزات و الأصابع والأيادي والخيزرانات التي أشارت الى علاقة القضية بأيام دبي كابيتال والليالي الملاح , الا أن تحويل القضاة والرواشدة وشاهين والرفاعي ( الظنين ) الى القضاء وبتلك الكيفية وتلك المنهجية , كانت سلاح أنصار حكومة سمير الثاني الرفاعي , والان نرمي السؤال لهم ونسألهم : هل حُكم ثلاث سنوات على أية قضية فساد كبيرة مهما كانت , تستحق أن تكون مظلتكم التي تحتمون تحتها , هل فعلا الملايين التي أُدعي أنها صُرفت وسُرقت وبُعثرت حكمها ثلاث سنوات فقط !!!!!!!!!!!!؟؟؟؟؟.
لقول القضاء في بلدي أرفعُ بكل تبجيل وإحترام قبعتي , لم ولن تهزكم تصريحاتهم , وندواتهم ومنتدياتهم , لم تكترثوا الى من الذي ينتفعُ من وراء إتهام الاربعة , من الذي سيبتسمُ فقط حين تكون الإدانة , ولا شيء غير الإدانة والتجريم , إنهم القُضاة رجال من وطني يعشقون الوطن ولكنهم يعشقون الحق أكثر.
لست ممن يطعنون في حكم القضاء , ولست ممن يعتدون على فلسفة العدل أساس الحكم , و لا أُناقش حُكماً قد صدر, ولا أعترض على نهاية قضية قال القاضي فيها كلمته , فالحكم عنوان الحقيقة , والحقيقة أسمى من أي عقيدة , ولكنها الأسباب يا سادتي التي أدت الى صدور هذا الحكم ما نبحث عنها , والطرق التي عبدت والشوارع التي فتحت من اجل ان يذهب الرجال الى المحكمة فينالون حكمهم من رجال العدل , من الذي فتح باب المحكمة أهي الأفعال أم هي ردود الأفعال ؟؟؟؟؟؟ .
في العالم الغربي تحتاج بعض الوثائق الرسمية الى أكثر من ثلاثين سنة حتى يتم الكشف عنها وإعلانها للعامة ليعرفوا ما خُفي عليهم وكانت يوما كواليس وصالونات وترتيبات , ولكن في وطني الاردن لا نحتاج الا لتصريح حكومي يعلن فيه ذلك المتأبط شراً , تخطيطهم وقراراتهم حتى نعرف نواياهم , ونعرف أسرارهم , نعم وطني أكبر من كل شيء ولكن تبقى في الأفكار والظنون حارتنا ضيقة , نعرف لماذا هذا يُتهم ولماذا هذايكافئ والاثنان قاما بنفس الفعل , فويحك أيتها الأجندة الخاصة , و ويحك يا سياسة تصفية الحسابات ما ألعنك وما أخبثك وكم من ورائك صدر وسيصدر حكم بثلاث سنوات.
سيذهب سمير ويأتي عبدالمنعم ومن بعده زيد مع حفظ الأرقام , ومن ضحك اليوم سيُحكم عليه بأربعة سنوات غدا , وأربعة بدلامن ثلاث نظرا لإرتفاع الضرائب في عهدهم , لذلك أقول لهم وبكل هدوء لا تضحكوا مشرعين أفواهكم , لان من يضحك أخيرا يضحك كثيرا وأنتم ما زلتم في أول المشوار , ولا تشمتوا يا رفاق الجيمات وأندية التدليك , لان دوركم قادم ولا محالة , وصدقت العرب حين قالت والعرب حين قالت لم تقل من فراغ ولا من خيال , قالت العرب :
لا تمدح انهارك الا لما يمضي
ولمن لا يفهمها أنصحهُ بالإنتظار وعدم الذهاب فلا بد من بعد كل فاصل أن نواصل.
البريء مؤقتا
حازم عواد المجالي