زاد الاردن الاخباري -
عشرون عاما على ذكرى توقيع اتفاقية وادي عربة بين الاردن و"اسرائيل"، تلك الاتفاقية التي أجمع مراقبون بانها لم تحقق اي مكاسب حقيقية للجانب الاردني، بل على العكس كانت ثقلا كبيرا عليه من عدة نواحٍ اهمها، الغضب الشعبي الدائم من تلك الاتفاقية التي طالتها مطالبات متكررة بإلغائها.
أثبتت معاهدة السلام "وادي عربة" بأن الوثائق الرسمية والتواقيع لا تصنع سلام الشعوب حسب النائب جميل النمري، مؤكدا بان المغفور له الملك الحسين قد اشار الى ذلك مرات عديدة.
اشار النمري في حديثه لـ"العرب اليوم" الى ان معاهدة السلام لم تصنع سلاما، وانما قامت بتكبيل الاردن بشروطها، ولم تحقق النتائج المرجوة من اي معاهدة سلام، بل على العكس كانت نقطة توتر دائم بين الشعب والحكومات لأن السياسة الاسرائيلية استمرت في اضطهاد الشعب الفلسطيني والتنكر لقضيته.
ما تقوم به اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني حسب النمري خلق مناخا متوترا في الاردن، وجعلت من مطلب إلغاء المعاهدة مطلبا دائما للحكومات السياسية في البلد والاحتجاجات الشعبية، وذلك طالما قد سمم المناخ السياسي الداخلي خصوصا فيما يتعلق بالتعميق الديمقراطي والتغيير السياسي في الاردن، مؤكدا بان للمعاهدة تأثيرا سلبيا كبيرا في الحريات الديمقراطية والاصلاح السياسي في الاردن، ولم تحقق اي مكاسب للجانب الاردني.
أكد النمري انه وبالرغم من مرور كل هذا الوقت على المعاهدة ولكن الحقيقية ما زالت ان اسرائيل هي العدو برغم أنف المعاهدة، وما زالت الحكومات تجد نفسها في الوضع الحرج لحماية المعاهدة والمحافظة عليها في ظل الرفض الشعبي العام لها.
من جانبها أكدت امين عام حزب حشد عبلة ابو علبة ان عشرين عاما على توقيع معاهدة وادي عربة مع دولة العدوّ الصهيوني لم تثمر عن اية نتائج ايجابية للأردن، ولم يكن متوقعا ذلك على كل حال، وحسب التصريحات الرسمية الاسرائيلية، فقد افادت هذه المعاهدة اسرائيل في فتح بوابات التطبيع مع العرب.
هكذا هم.. اعداء عنصريون لم يتخلوا عن احلامهم في التوسّع والاستيلاء على مزيد من اراضي الغير حسب ابو علبة، ناهيك عن عدم احترام المعاهدة او اي من ملحقاتها المتعلقة بالشؤون الاقتصادية والمائية وحماية المسجد الاقصى، واضافة لكل ذلك ان ساستهم لم يتوقفوا عن التصريح بان الاردن هو وطن بديل للفلسطينيين!!
ان ادارة الصراع مع العدوّ الصهيوني العنصري كما اشارت ابو علبة تتطلب ارادة سياسية وطنية بمقاومته بكل السبل، بما في ذلك العمل على تقوية المناعة الذاتية، والتركيز على عامل التنمية المستقلة، والتحصين الداخلي، ووحدة الموقف الوطني في مواجهة مخططات العدوّ الذي لا يقيم وزنا لعهود منذ تاريخ طويل مضى.
أكدت ابو علبة ان عقد معاهدة وادي عربة منذ عام 1994، لم يحم الاردن من مخططات الاستيطان واستهداف سيادته كما يحصل الآن في الاغوار المحاذية للأردن، وكما يحصل ايضا في القدس.
من جهة اخرى تعتقد ابو علبة ان العلاقة التاريخية المتميزة بين الشعبين الاردني والفلسطيني تتطلب استحقاقات من نوع خاص، في سبيل وحدة موقف الشعبين في مواجهة الاحتلال الذي يستهدف الاردن ايضا، فكم من حرب شنتها قوات العدوّ الصهيوني على الشعب الفلسطيني منذ عام 1994، وذهب ضحيتها آلاف الشهداء والجرحى، والمعتقلين الذين هدمت منازلهم واقتلعت مزروعاتهم، فالعدو الصهيوني حسب ابو علبة بحاجة الى استراتيجية من نوع مختلف للتعامل معه، فهو لا يفهم الا لغة المقاومة.
المحلل السياسي الدكتور لبيب قمحاوي اشار الى ان الطرف الاسرائيلي هو الطرف الوحيد الذي حقق مكتسبات حقيقية من المعاهدة، مستهجنا باننا ما زلنا مصرين على وصف ما تم الاتفاق عليه في وادي عربة بانه سلام مع ان هذا الكلام غير منطقي لان اسرائيل لم تقدم شيئا للاردن ولا لفلسطين حتى نستطيع ان ندعي ان هناك سلاما.
واضاف قمحاوي بان اسرائيل لا تزال تفعل ما يحلو لها في الاماكن المقدسة في فلسطين ولا تحترم ما يسمى بالولاية الاردنية على الاماكن المقدسة فيها، ما يثبت بان اسرائيل الطرف الرابح وبالمجان من المعاهدة، مؤكدا بان وادي عربة عبارة عن أكذوبة نحن ماضون بها لتحقيق مكاسب بحتة لاسرائيل دون اي مقابل.
العرب اليوم