زاد الاردن الاخباري -
خاص - احمد عريقات - عند بدء موسم زيت الزيتون تبدأ محاولات تسويق زيت الزيتون المغشوش، وتقول الحقيقة ان وراء كل محالة غش ناجحة طرف رئيس طمع في أن يحصل على شيء بسعر أقل من السعر الطبيعي له .
والأخضر البلدي له قصة قد لايعرفها الكثيرين ممن يسكنون المدن ويعبرون الطرقات في المناطق الزراعية ويشاهدون اشجار الزيتون وهي مثقلة بحباتها الخضراء الزيتية ، فتلك الحبات تقطف حبة حبة وعن طريق اصابع اليد الواحدة بكل دلال وحنية من قبل قاطفها ، وهناك من يقسوا عليها ويستخدم العصا وهنا تجد شجرة الزيتون تأن تحت ضرباته وتقول لنفسها لن اعطيك من زيتي ما تريد .
وبعد قطاف الحبات " حبة حبة "تجمع من على المفارش ويتم غربلتها من اوراق أمها كي توضع في اكياس وتنقل للمعصرة ، وهذه القصة المختصرة مقدمة لأكثر لحظات الأخضر البلدي سعادة وهي عندما يجلس الفلاح أو صاحب الشجرة أمام حنفية المعصرة بانتظار ما تقدم له تلك الشجرة المباركة .
وداخل المعصرة تشعر بإجلال وعظمة هذه الحبة من خلال تعامل اصحابها معها وهم يضعونها في الجرن ومن ثم ينتظرون صعودها لمكان فرز الورق عن الحب ، ومن ثمغسلها بالماء وبعدها تذهب الى قلب العصارة وتختفي حبة الزيتون ويجلس هو امام الحنفية ينتظر خير الأرض وخير الشجرة المباركة .
وكل هذه الخطوات تتطلب الصبر وتحمل المشقة والاتكال على رب العباد في أن يكرم صاحب الحبة من خيرها ، وتنتهي تلك الحبات بشلال من الذهب الأخضر يستقر في قعر تنكة وتحمل على الاكتاف تقديرا لبركتها .