لكل منا طريقة للتعبير والابداع، فهناك تباين واضح ما بين عقولنا، ثقافاتنا، ديننا، تعليمنا، وبيئآتنا المحيطة، قد ينكرك الناس والمجتمع لاختلافك فكريا او جسديا عنهم، قد لا يرو الجمال في الاختلاف وقد ينعتوه بالتخلف حينا وبالجنون حينا، وقد يصل الأمر لانكارهم وجودنا لعدم توافقنا معهم على جميع الأصعدة، لكننا رغم كل الاعتراضات موجودين، رغم ما يحصل وما سيحصل، رغم موافقاتهم واعتراضاتهم، رغم همسهم وصراخهم أنت موجود فعلا.
اخلق لنفسك دوما حيزا لا تجعله مباحا للجميع، اختلف، فكر، ابدع، انتقل لمستوى آخر ارقى واشمل واجمل مما انت فيه، لن يتوقف الناس عن انتقادك، او توبيخك، او حتى مضايقتك، فالاختلاف في عرفنا حرام.
قالها صديق لي يدعى ياردان كانتو :
"لست مجبرا على ان اثبت للناس وجودي فانا موجود بالفعل، لا يهم ما يعتقده الآخرون عنك ما دمت انت مؤمن بذاتك"
أوجد هذا الصديق لنفسه بقعة ضوء بعيدة عن ظلام مجتمع يرفض لأجل الرفض لا غير، انتشر عبر شبكات التواصل الاجتماعي بشكل غريب ومثير للاهتمام، يقول في احدى سطوره للتعريف عن نفسه:
"ادعى ياردان كانتو ذكر مريخي تجاوز عمري 124 عاما فضائيا قدمت للارض في مهمة سرية استضافني خلالها صديقي البشري لبعض الوقت ثم غادرنا سويا في طريقنا للمريخ عبر المكوك هو لم يتجاوز 24 عاما ارضيا يدرس الطب النفسي، وسيتم تشريح جسده اللزج فور هبوطنا"
يراه البعض مجنونا، او مجرد صيحة أخرى لمن يريدون الشهرة، ويراه البعض الآخر حَلالاً للعقد وطبيبا نفسيا، يصدقه البعض، ويكذبه الكثيرون لكنه برغم هذا وذاك موجود بالفعل..
ياردان كانتو الذي يرى كوكبه المريخ، كوكبا مثاليا للعيش بنقائه وبعده عن تفاهات البشر العاديين استطاع ان يعبر عن كل ما يدور حوله بصورة منطقية بحته، عقلانية منكهة بالقليل من المشاعر، ليس فقط للسلوكيات البشرية بخيرها وشرها، لكنه ايضا يريد اخراج ياردان الذي بسكن كل شخص من بوتقة الصمت التي تحاصره، وهذا كان سبب تطورهم كما كتب وتفوقهم على البشر بمئات السنين الضوئية، الفكرة ليست في وجود مريخي من عدمه، لكنه تحليل من نوع آخر يجذب العقول لفكرة رافضة لمعتقداتنا حتى يتيحو له الفرصة للتعمق بذواتهم، والبوح بمكنونات خلجاتهم.
هذا النوع وغيره الكثير من الفكر الابداعية تستحق الوقوف عليها لأخذ العبر، للتجديد، التطوير، الحلم، الامل، للتغيير، ولكل شيئ يكسر جدار الصمت الذي استباحنا نسخاً عاملة بمجالات لا تتغير منذ عصور قديمة.
كن مريخيا لو أردت واصنع لنفسك مكوكك الخاص ولا تستعيره من احد كي تحلق متى شئت وكيفما أردت في عوالم مختلفة، وكن انت التغيير الذي ينتظره العالم، لا نسخة معتمدة من سارقي الأحلام.
.
.
أسماء العسود.