"الوجبة الأخيرة " .. آخر تطورات قضية عائلة العويوي

زاد الاردن الاخباري -

لا زالت نتائج التحقيق في قضية وفاة الطفل الأردني عز الدين العويوي ووالدته في البحر الميت مغيبة عن الشارع الأردني، وسط احتجاج شعبي ومطالبات بإظهار النتائج من قبل وزارة الصحة ومعاقبة المتسببين في حادثة التسمم التي أودت بحياتهما.

مدير المركز الوطني للطب الشرعي الدكتور قيس القسوس أكد أن «نتائج التحقيق في وفاة الطفل ووالدته لم تنته بعد ولم يصدر التقرير النهائي، فالفحوص المخبرية ما زالت في طور الدراسة».

في وقت سابق، قامت وزارة الصحة بتشكيل لجنة مشتركة بناء على توجيهات وزير الصحة الدكتور علي الحياصات لإجراء الفحص اللازم على جثة المتوفاة وطفلها والوقوف على أسباب الوفاة مشيرة إلى ان التقرير القطعي لتحديد سبب وفاة الأم سيرين عبدالسلام سيصدر بعد ظهور نتائج الفحوص المخبرية من عينات الكشف والتشريح للجثة.وكانت سيرين شاور توفيت وطفلها إثر تعرضها وعائلتها لتسمم غذائي في أحد الفنادق الراقية في البحر الميت.

وعن تفاصيل الحادث قال والد الطفل علاء العويري «بعد ان تناولنا وجبة الإفطار في الفندق توجهنا إلى المسبح وبعد ذلك طلبنا وجبة غداء ومن ثم صعدنا للغرفة وبدأت أعراض التسمم عندي ومن ثم عند عز وبعد ذلك زوجتي».

وزاد عندما شعرت بحالة من الإعياء طلبت مساعدة ادارة الفندق عند الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، التي أرسلت لنا طبيب الفندق وقدم دواء لي ولزوجتي ولم يكشف على الطفل عز كونه كان نائما، فأعطى زوجتي دواء وقال لها عندما يستيقظ يتناول الدواء، لكن حالتنا ساءت وعدت وطلبت مساعدة الفندق فطلبوا عندها الدفاع المدني وتوجهنا إلى مستشفى الشونة وكانت الساعة الرابعه صباحا، وبقينا هناك حتى السابعة صباحا وعدنا للفندق لكن وضعنا اصبح يسوء رغم ان الطبيب بالمستشفى أكد لنا ان وضعنا سيتحسن خلال ساعات من تناول الدواء».

وأكمل «عدت إلى عمان مع أسرتي في سيارتي السياحية ورافقنا موظفون من الفندق، وما ان وصلنا حتى كان طفلي عز قد توفي قبل وصولنا للمستشفى بأكثر من ربع ساعة، وأدخلت زوجتي للطوارئ وكان وضعها في بادئ الأمر جيدا لكن حالتها تدهورت بعد الساعة الثانية من بعد منتصف الليل وأصيبت بالتهاب رئوي حاد وفشل رئوي وعليه تدهورت حالتها رغم محاولات إنقاذها ومنحها اكثر من (10) صدمات كهرباء لكنها فارقت الحياة عند الساعة الرابعة».

العويري طالب بإعادة تشريح جثة طفله للتأكد من سبب الوفاة، مضيفا ان عملية التشريح استمرت لما بعد الساعة الثالثة عصرا ، مشيرا إلى انهم قرروا ان تدفن في عمان هي وطفلها.

مدير مستشفى الشونة الجنوبية الدكتور فايز الخرابشة قال «ان عائلة مكونة من أربعة أفراد راجعت المستشفى فجر الثلاثاء الماضي يعانون آثار التقيؤ وآلاما في البطن مع الغثيان».

وأوضح «ان أفراد العائلة وبعد اجراء الفحوصات لهم تبين انهم مصابون بالتسمم جراء تناولهم وجبة (همبرغر)، وتم تقديم العلاج اللازم لهم داخل المستشفى، وكانت حالتهم الصحية بين الحسنة والمتوسطة، مشيرا إلى ان رب الأسرة طلب عند الساعة السادسة صباحا من اليوم ذاته خروج عائلته من المستشفى والعودة بهم إلى الفندق رغم بيان الكوادر الطبية له اهمية بقائهم تحت الملاحظة الطبية».

وأضاف «بعد عودة العائلة إلى الفندق طلب الأب طبيبا مختصا من عمان حضر إلى الفندق وقدم لهم العلاج، الا انه وفي الساعة السادسة مساء ساءت الحالة الصحية للعائلة وتم نقلهم إلى المستشفى الإستشاري في عمان حيث توفي الطفل قبل وصوله المستشفى وتوفيت الأم صباح الخميس، أما الأب والطفلة فحالتهما الصحية الآن جيدة جدا».

وبين «ان بقاء العائلة لمدة 7-8 ساعات خارج المستشفى دون اعطائهم سوائل وريدية والعلاج اللازم والتي تعطى داخل المستشفيات، قد يكون السبب الذي أدى إلى تطور الحالة الصحية لأفرادها».

مدير مديرية الأمراض السارية في وزارة الصحة الدكتور محمد العبداللات أكد ان الأم كانت تعاني قبل وفاتها من مضاعفات التهاب رئوي،و تم أخذ العينات المخبرية منها واجراء فحص الكورونا وكانت النتائج سالبة.

وأشار إلى ان العائلة كانت قد طلبت وجبة خاصة في الفندق ولم تكن الوجبة ضمن البوفيه المفتوح، مشيرا إلى انه بعد حدوث حالة التسمم عملت فرق الإستقصاء الوبائي في مديرية الأمراض السارية وكوادر مديرية صحة محافظة البلقاء ومؤسسة الغذاء والدواء لتحديد حالة اشتباه التسمم وأخذ العينات اللازمة من المواد الغذائية والكشف على مطعم الفندق، وإغلاق المطعم الذي قدم وجبة الطعام.

رئيس جمعية الفنادق الأردنية ميشيل نزّال بين ان مسؤولية الرقابة على المنشآت الفندقية فيما يخص الغذاء خاضعة لمؤسسة الغذاء والدواء، فيما تبقى صلاحية الإغلاق بموجب قرارتها لوزارة السياحة و الآثار.

وشدد نزّال على وجود رقابة دائمة وحازمة على فنادق البحر الميت في موضوع الغذاء وغيره من الجوانب، وحدوث هذه الحالة حتما يقف وراءها كثير من التفسيرات أرى أحدها «التسمم الغذائي» الذي لا يمكن في أقصى حالاته ان يؤدي للوفاة.

واتفق مع مطالبات أسرة الفقيدة بضرورة توفير عناية وخدمات صحية وطبية في البحر الميت، مطالبا بضرورة تحويل جميع الحالات الصحية إلى عمان وليس للشونة مشددا على ضرورة وجود رقابة دائمة وحثيثة على جميع المنشآت السياحية والفندقية.

القدس العربي

ف . ع