العرب اليوم - يزن العبداللات
مما لا شك فيه ان للمسلسلات التي تعرض بكثرة في الشهر الفضيل دورا فعالا في تنشيط السياحة واستقطاب الالوف من السياح الى بلادهم.شاهدنا على مر السنوات الماضية بكثرة المسلسلات التركية والتي لفتت انظار العالم العربي لما عرضت من مناظر خلابة وقصور لمشاهير عبر الزمن, تنادي كل من شاهدها لزيارتها والتمتع بها. وفعلا قامت الشركات السياحية بتنظيم رحلات لزيارة القصر الذي صور فيه مسلسل (نور ومهند) مما دعا السلطات لترميمه والسماح للناس بدخوله وقد سمعنا انه اذا اردت ان تنام في غرفة نور ومهند على سبيل المثال تكلفك (100) دولار .
ومن ناحية اخرى نظمت في سورية وبالتنسيق مع شركات سياحية اردنية لزيارة المكان الذي مثل فيه الاجزاء الاربعة لمسلسل (باب الحارة) وقد كان لهذه المسلسلات الدور ايجابي في جلب العملة الصعبة والمردود الاقتصادي الكبير لرفد السياحة في البلاد . وحتى يكون الوضع بايسر حالاته قامت الشركات بتخفيض الاسعار حتى يتسنى للكل الذهاب الى هناك وقضاء عطلتهم في ربوعها ولا تتعدى تكلفة بعض الرحلات الى سورية (20) دينارا اردنيا في حين تبلغ تكلفة قيام المواطن الاردني مثلا برحلة الى العقبة المئات من الدنانير!!!!
اين دور مسلسلاتنا الاردنية في اظهار الجانب الجمالي لمناطقنا السياحية الخلابة والتي لا تقل اهمية عن باقي الاماكن في الدول العربية, واين دور الاعلام في ابراز الهوية الاردنية لجلب السياح الى بلدنا وقد حباها الله المناخ المعتدل والآثار التي تدل على العراقة والاصالة في الجمال والابداع.
لماذا لا تنظم وزارة السياحة رحلات بتكلفة قليلة حتى يتسنى لنا وللجميع زيارة مواطن الجمال في المملكة, والتمتع بروعة مناظرها الطبيعية, والفوائد التي نجنيها من رحلة مثلا الى البحر الميت لما في طينه من فوائد في معالجة الكثير من الامراض, ولما تتمتع به العقبة من مناخ خلاب, والبتراء والتي نالت بجدارة شرف ان تكون من عجائب الدنيا السبع, اين جمال اعمدة جرش, ورقة ودفء عراق الامير, وعمان وشموخ جبالها السبعة, وقلعة الربض, وحمامات ماعين التي ساعدت الكثير من الناس على الشفاء من امراض استعصت على الطب وبقدرة ما وهبها الله من نعم اشفتهم من عللهم .
لماذا هذا التجاهل لكل مناطقنا السياحية التي قد تكون سببا في سد عجز الميزانية السنوي? يجب علينا ان نصل الى مصاف الدول الكبرى والصمود في وجه كل من يحاول العبث او التلاعب بارضه الطهور. كلنا امل بوزارة السياحة لعمل برامج يومية تعرض على شاشتنا الحبيبة تُعّرف عن مكان سياحي ويعاد في اوقات متاخرة حتى يتسنى لمن هم بالخارج ان يشاهدوه, ويتشجعوا على زيارته.