زاد الاردن الاخباري -
خاص - الثغر الباسم "العقبة" يبكي تلك المناظر الذي تستبيح المكان في ظل انتشار القمامة ، والروائح الكريهة التي صيرت من العقبة بؤرة موبوءة ، وكارثة تئد جمال المدينة الراقية ، وتجعل من صورتها الحضارية ، صورة لا تسر الناظرين إليها .
ويبدو ان سلطة إقليم العقبة "محنطة" عن آداء واجبها، مهمشة تلك الأصوات المنادية بضرورة النظر بالتقصير الذي جعل من المدينة الجميلة مدينة برسم التهميش ، والبعد عن الإلتزام بمدينة كان الأردن يباهي بسحرها وعبقها ، والآن فقد انقلبت الموازين وباتت مدينة تفتقر لأدنى مقومات الجمال .
ولا يوجد مكان ، او بقعة في العقبة ، إلا وتعاني من شح النظافة ، فالصور التي حصلت عليها "زاد الأردن" أثناء تجوال في المدينة ، يُظهر أن رئيس السلطة قاب قوسين أو أدنى من التقاعس الواجبي ، والذي يحتم على الحكومة إعادة النظر بمنصبه ، فالمدينة كانت بالأمس مدينة ترتقي للجمال والنظافة والحضارة ، واليوم فإنها في حضيض المدن ، والتي أضاعت بهجة البحر ، وصفاء السماء ، والرمال الذهبية ، وتبدأ رحلة المعاناة واهالي العقبة.
ويبدو أن العطاء الاخير للسلطة بإدارة لبنانية وبقيممة (9.5) مليون دينار ، لم تتضح معالم الإنجاز من خلاله بعد ، فـ"المكتوب مبين من عنوانو" ، ولم يظهر خلال الفترة القليلة القادمة أي نوع من العمل الذي يظهر نظافة المدينة ، ويزيد من ألقها بل على العكس ، تكدست القمامة في الشوارع ، وتراكمت الحاويات أمام المحال التجارية والمنازل ، وباتت الشكاوى تطال السلطة التي تسببت بهذه الكارثة المأساوية .
مواطنون وجدوا أن العقبة ليست بالواجهة التي اعتادوا عليها ، فقد كانت بالامس لوحة فنية ، بجمالها ونظافتها ، واليوم فقد أضحوا يستيقظون على روائح كريهة ، ومناظر تندى لها الجبين ، متسائلين عن السبب الذي حدا بتراجع نظافة المدينة ، والبعد عن الاهتمام بها .
وليس هذا فحسب بل باتت المساجد ، والأرصفة والمحال التجارية باهتة ، داكنة ، غير حضارية يشوبها المكان القذر ، وتتعالى منها الروائح التي لا ترقى بمواطني العقبة ، ليظهر التساؤل ، هل السلطة في إجازة تستجم بعيدا عن هواء العقبة؟! ، ام أن الشركة اللبنانية لا تعرف طريق العقبة بعد؟! ، ان معدات الشركة لا تصلح للعمل ؟!
"زاد الأردن" حصلت على صور - نرفقها آخر الخبر - وكانت الصاعقة ، ان تظهر مدينة سياحية بمظهر بال ، عث ، وأن تكون ملامحها مطموسة أمام تلك القمامة ، فبدلا من سحر المكان بدت القمامة واضحة للعيان ، وبدلا من شواطئ ساحرة ، ورمال ذهبية ، روائح كريهة وخيبة أمل جعلت من المدينة الحضارية ، مدينة مصيرها مجهول والسبب واضح أمام تقصير السلطة .
فكيف سنستقبل سائح العقبة أمام هذا الإهمال ، وكيف ستكون صورتنا ، وكيف سنعيد بهاء "الثغر الباسم" ، فمن غير المعقول أن يظهر عامل وطن يحمل "مكنسته" و"مجروده" أمام هذا الكم من القاذورات ، ، حتى أن الحاويات تكدست ولا يوجد متسع .
العقبة تحتضر ، ولا يوجد من ينعشها ، العقبة تئد جمالها ولا يوجد من يحييها ، وقد بات المواطنون يسترجعون ذاكرتهم امام هذه الفوضى والتي اجتاحت المكان ، واحتضرت تاريخ مدينة عريقة ، وبات "ثغر الأردن الباسم " حزين على ما آل إليه .
مواقع التواصل الاجتماعي بدأت منبرا للمواطنين ، متهمين السلطة بالعجز عن تحقيق آمالهم في مدينة نظيفة ، مستشعرين بضيق على ما أصابهم من ابتلاء ، مطالبين بسحق المقصرين ونبذهم خارج المدينة ، وباتوا يقارنون اليوم بالأمس ، والصورة النقية التي لازمت العقبة لسنين ، واليوم أضحت الصورة شائبة وبحاجة إلى تبديد قذارتها .
فما كان متوقعا من اللبنانيين لم يعكسه الواقع ، فمعروف عنهم ان لديهم لمسات ساحرة في إظهار جماليات المكان ، إلا انهم خسروا الرهان بالرغم من استلامهم للمشروع أياما قليلة ، لكنهم عجزوا عن الكثير ، فسلطة العقبة ، يجب ان تراعي أن للمكان زمان ، وللحديث بقية .
نترككم والصور ..