مستنكف عن الأنتخاب

على خلاف قناعتي وعكس عادتي الموسمية ، قررت الأستنكاف عن الأنتخابات النيابية هذه المرة ، ولهذا السبب اعتبارات من البروقراطية ووضع العصي بالعجلات صادفتها ، ومع أنها قوانين ، الا أنها قوانين عاقرة وافرازات لعقول صدئة غير قابلة للتطور ، ولنظرات لا تتعدى موطئ الأقدام ، ولا تخدم الوطن ولا المواطن ، أتمنى لو نعرف ذلك العبقري الفذ الذي تقيأ مثل هذه القوانين التي تنفر من المشاركة العامة وممارسة الحق الدستوري للمواطن ، واليكم القصة من أولها :
بحكم كوني كنت أعيش في عمان / الجبل الأخضر ، وكنت انتخابيا أتبع الدائرة الثانية ، وأنتخب هناك ، ولكن لظروفي الخاصة اشتريت بيتا في مدينة التلوث والوباء ، مدينة المحرقة ومصنع الخميرة ، وفضلات المصانع وزبالة الذين يجمعون الملايين من الرصيفة ، وينامون في أرقى مناطق عمان حيث يمنع اطلاق زوامير السيارات ، ويشربون الماء المقطر ويغتسلون بالماء المفلتر ، ويتنفسون الهواء النقي والنسيم العليل ...!!!
هذه المرة وبعد مضي هذه السنوات ، أصبح لنا في الرصيفة موطئ قدم ، وصار لنا معارف ومصالح ايضا ، لذلك قررت الذهاب الى مكتب الأحوال المدنية وتغيير الدائرة الأنتخابية ، على زعم أن هذا واجبي ...إذا جاز التعبير ...!!!!
المهم ذهبت ومعي سند تسجيل الأرض ، حيث اشتريتها وعليها البيت التسوية الذي لا زلت أقيم فيه ، ودفتر العائلة ، وقبل أن أتورط بالوقوف بالدور الهائل ، سألت المدير أو مساعده (الله يعيننا على الصدق) ، عن المطلوب غير سند تسجيل الأرض ، ودفتر العائلة ، فأعلمني أن سند تسجيل الأرض وحده لا يكفي وغير مطلوب أصلا ، لأن المطلوب رخصة بناء البيت ، أو عقد إيجار مصدق من البلدية ، وفواتير ماء وكهرباء بأسمي ، وشهادات مدرسة لأولادي من مدارس الرصيفة ، ومضبطة من مختار مصدقة من المتصرف ، تثبت أنني من سكان المنطقة ، اضافة عندما أكمل هذه المطلوبات احضار ختم من دائرة التفتيش والمتابعة ، لأن حرمي المصون من مواليد القدس ، وهذا مطلب حق لا غبار ولا جدال عليه ، إلا أنه يمكن أن يؤخذ مثل باقي المعلومات من الأحوال المدنية ، بوضع موظف أمني في كل دائرة أحوال مدنية ، ولواء الرصيفة يسكنه نحو نصف مليون نسمة ، لو دفع كل مواطن ربع دينار رسم اضافي راتبا لموظف المتابعة لحل اشكالا ووفر على الناس جهدا ومالا ووقتا يهدروه بين دوائر الأحوال المدنية ودوائر المتابعة والتفتيش ، وهذا مجرد اقتراح يلقى في الزبالة مثل كل اقتراحات المواطنين الأخرى ...!!!
آمنت بطلب فواتير الماء والكهرباء وشهادات المدرسة التي تثبت انني أسكن في بيت في الرصيفة ، إن كان ملكا لي والملك لله ، أو بالأجرة ، المهم أنني أقيم في الدائرة الأنتخابية ، ولدي أيضا فواتير هاتف أرضي وأنترنت ، زيادة البياع ، كا انه عندي فواتير ماء وكهرباء وشهادات مدرسية لأبنائي ، ألا تثبت هذه كلها للأحوال المدنية أكثر من خاتم المختار وشهادته الزور ، حيث سيقبض مني ويختم لي وهو لا يعرفني ؟؟؟
كان المختار ضرورة فيما مضى ، في العهد العثماني ، في أوائل تأسيس المملكة ، أما في المملكة الرابعة ، وفي عصر تطور الأتصالات الهائل ؟؟؟
أعتقد أن من سن هذا القانون بحاجة لمراجعة طبيب نفسي يكشف على قواه العقلية ، ومني وعليّ ، ما دام ختم المختار وقد انقرض عصره ، وانضم الى عهد الدينياصورات ، لن أغير منطقتي الأنتخابية ، ولن أنتخب لا نائب ولا بلدية ولا سواه ، وسأصبح عنوانا للسلبية بعد أن كنت أحاربها بكل قواي ، والقضية قضية تافهة ، فسوف يصل الى المجلس الجديد ثلاثة أرباع المجلس القديم ، ولن يتغير إلا رقم المجلس ، وهو غير مهم حتى أننا لا نحفظه ...!!!!
وسيمرر المجلس الجديد مثل أسلافه العظام كل القوانين والتي هي ضدنا وليست من مصلحتنا ، وسيقوم جلالة الملك بحله لأنه يحمل الأغلبية الفاسدة التي رحلت مع المجلس السابق ..!!!
أما أنا فسأوفر جهدي ومصاريف تنقلاتي لمدة اسبوع في حر الشمس بين الدوائر حتى انجز الأوراق الثبوتية التي تلغي أقامتي في عمان وتثبتها في الرصيفة ، مع أن هذا خبل وهبل وتياسة ، أجلكم الله ، وأن لأولادي حكمة وبعد نظر أكثر مني لأنهم يرفضون تغيير مكان الأقامة الى الرصيفة ، وهذا يشبه الذي يتخلى عن الجنسية والأقامة في أمريكا ويذهب لطلب الجنسية الصومالية ، أو البنغالية ...!!!
وأنا أقر وأعترف أنني لن اسعى الى مركز انتخاب ، لا في عمان ولا في الرصيفه ، وأنني أقاطع الأنتخابات ، ولن ترصع هويتي بنجمة أخرى ، ولن يقص طرفها الآخر ...!!!
وشكرا لمن سن هذه القوانين فقد أراحنا أراح الله قلبه ، وحولنا من ناشطين ايجابيين الى سلبيين خاملين...!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
وأشهد انني سأكون ما بقي لي عمر سلبيا سلبيييييييييييييييييييييييييييييييييا سلبيا ...!!!!!
الداعي بالخير
صالح صلاح شبانة