زاد الاردن الاخباري -
كثيرات هنَ من اخترنَ البقاء في المنزل للعناية به وبساكنيه مفضلات بذلك لقب "ست بيت" على سيدة عاملة. التربية والعناية بالزوج والأبناء والمنزل امور تنطوي على دراية ومعرفة وحتى ثقافة لابد من توفرها لدى من تقوم بهذه الادوار جميعها نظرا لأهمية هذه الادوار وانعكاسها مباشرة على المجتمع بأسره. من أين تستقي ست البيت ثقافتها وهل تسعى هذه السيدة للحصول على المعرفة التي قد تكون في بعض الأحيان ايسر لمن تخرج من مثيلاتها الى سوق العمل وتتداول مع الناس بصورة يومية؟.
سيدات اعترفن انهن وجدن ضالتهن في برامج تلفزيونية واذاعية واخريات بتن يعتمدن الشبكة العنكبوتية كوسيلة لتنمية معرفتهن بأمور الحياة ..اخريات اكتفين بما اكتسبن من علم وثقافة فيما سبق عهد الزواج للمضي قدما في علاقتهن بأزواجهن واطفالهن؟.
الاستطلاع التالي كشف النقاب عن دعوات تنادي بضرورة ايلاء هذا الجانب الاجتماعي قسطا اكبر من العناية لاسيما موضوع قرارات تحتاج ست البيت الى ثقافة في اتخاذها لأنها تمس لبنة المجتمع الرئيسة "الأسرة".
دروس وحلقات دينية
الثلاثينية ميسون عزام حدثتنا عن سنوات زواجها الأولى التي قضتها كزوجة تعتني بالزوج بداية ومن ثم انشغالها بتربية اطفالها وما يترتب على ذلك من تنظيم المسكن واعداد الطعام والاهتمام عموما باحتياجات افراد مملكتها.. الا ان هذا الانشغال ترك ايضا لديها وقت فراغ لم تجد في الهاتف او التلفاز ما يسده فقررت أن تفعل شيئاً مفيداً يزيدها ثقةً بنفسها ويعمل على تطوير معرفتها "دينياً واجتماعياً وثقافياً" بحسب قولها.
ميسون وجدت ضالتها في اكتساب ثقافتها عن العالم الخارجي في حلقات ودروس كانت تنظم من قبل القائمين على مسجد الحي الذي تقطنه وعائلتها.
وتزيد ميسون "فعلا وجدت في هذا الأمر ما أهلني للتعامل مع مطبات كثيرة كانت تواجهني في تربية ابنائي والتعامل مع متغيرات الحياة" ، وتتابع: "هذه الحلقات والدروس وان كانت ذات طابع ديني الا انها ايضا عمدت على اكسابي ثقافة ومعرفة من خلال استضافة عالمات وطبيبات وقانونيات كنَ يغدقن علينا من ثقافتهن وعلمهن".
ونوهت ميسون الى ان انتسابها لمثل هذه الحلقات محا كثيرًا من المفاهيم والمعلومات الخاطئة التي اخذتها فيما مضى من قنوات فضائية عشوائية لأنها اي الحلقات الدينية قريبة اكثر من واقع حياتها وحياة اسرتها".
برامج تلفزيونية
فيما بينت ام صالح انها تستمد ثقافتها في التعامل مع زوجها وابنائها من برامج حوارية دأبت على متابعتها في بضع قنوات فضائية وعن ذلك تقول "اتابع عددًا من الفضائيات المحلية والعربية التي تقدم برامج اسرية هادفة". وتضيف "لا انكر انني تعلمت كثيرًا من الاشياء التي افادتني في حياتي اليومية وعلاقتي مع زوجي وابنائي الا انني اهيب بكثير من السيدات ضرورة الانتباه لمن يقدم النصيحة والمشورة من حيث كونه متعلما ومثقفا وقريبا من عاداتنا وتقاليدنا حتى لا تخسر الفائدة المرجوة من هذه البرامج".
وتؤكد بيان الرمحي انها تقرأ الصحف اليومية والمجلات يوميا لتبقى على تواصل مع احداث العالم خارج اسوار منزلها .وتوضح عنان المشتركة في عدد من المجلات الأسرية الى جانب صحيفة يومية انها تعتمد على هذه المطبوعات في تنمية ثقافتها ومعرفتها .
وتزيد عنان "افتخر بمعرفتي وثقافتي لاسيما حينما اشارك في نقاشات وحوارات تستدعي ان تكون على اطلاع بمجريات الأحداث المحلية وحتى العالمية".وتضيف عنان "هذا الاطلاع مكنني من تسجيل اسمي في الضمان الاجتماعي الذي اعرف قوانينه بدقة وهو ما سيقودني ايضا الى المشاركة الصحيحة والسليمة في الانتخابات النيابية المقبلة على سبيل المثال".
الانتظام في دورات
كثيرات من سيدات المنازل اعترفن ان هناك نوعًا من "القيمة" التي تؤمنها ثقافة العمل والتعلم للسيدة العاملة رغم ما يتحملنه من اعباء منزلية وشؤون اسرية.. هذا الأمر حفز كثيرات على الالتحاق بدورات لاكتساب مهارات وتعلم طرق جديدة ومفيدة مكنتهن من تنمية مهاراتهن واكتشاف قدراتهن واستثمارها.
ولأن عددًا لا بأس به من الجمعيات والمؤسسات والمنظمات المجتمعية قد اخذت على عاتقها تأهيل ربات المنازل وتقديم العون لهن ، فقد يسر الأمر التحاق سيدات كثيرات بدورات وورشات عمل تثقيفية وتدريبية لاسيما تلك التي تعنى بمجال تربية الأبناء: هذه العملية الديناميكية التي تحتاج الى مواكبة لما يستجد من تطورات تعنى بالتربية والتعليم.
ومن هذا المنطلق عمدت سيدات وربات منازل الى الالتحاق بدورات متعددة بعضها في مجال الكمبيوتر والإنترنت وبعضها في مجال تعلم لغة جديدة واخرى لتعلم مهارات منزلية من شأنها رفع سوية أسرهن.
ام سمير التي انقطعت عن متابعة تعليمها في مرحلة مبكرة جدا بسبب زواجها وسفرها للخارج مع زوجها باتت اليوم ماهرة جدا في استخدام الحاسوب والإنترنت وذلك اثر التحاقها بدورات محت لديها هذا الجهل الإلكتروني بحسب تعبيرها.
وتعتبر "ام سمير" نفسها عضوة فعالة في العديد من المنتديات الاجتماعية والاسرية التي تتخذ من الشبكة العنكبوتية مقرا لها وتتواصل عبرها مع العديد من السيدات اللواتي بتن يتبادلن خبراتهن وتجاربهن واحاديثهن معا.
وبعد
ربة المنزل أو "ست البيت" هو دورّ بمثابة وسام على صدر كل امرأة عظيمة اختارت تأدية رسالتها فى بيتها وتستحق عليه كل تقدير وإحترام.
وبالطبع لا يعنى تقديرنا وإحترامنا "لست البيت" وحرصنا على توسيع مداركها ونوافذ ثقافتها على العالم بأسره ان نغفل دور وشأن المرأة العاملة ، بل إننا نحترم كل إمرأة جادة وصاحبة رسالة تؤدي دورها بمسؤولية واقتدار سواء أكانت "ربة بيت" تقوم على رعاية عائلتها ومنزلها أم كانت تضيف الى تلك الأعباء عبء خروجها إلى العمل لضرورة تفرضها مقتضيات العصر الذي نعيش. هنّ يستحققن منا كل تقدير وإحترام ولنعمل جميعا على اعداد تلك التي "إذا أعددتها.. أعددت شعبًا طيب الأعراق".
الدستور - رنا حداد