زاد الاردن الاخباري -
تستهدف منظمة اليونيسف 1.1 مليون طفل في الأردن لتلقيحهم خلال شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي، ضمن جهود احتواء مرض شلل الأطفال مجددا الذي انتشر في منطقة الشرق الأوسط أخيرا.
ووفقا لمنظمة اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية، أحرزت جهود استئصال المرض تقدما هائلا بعد تأكيد ظهور 36 حالة في سورية العامين 2013 و2014، وحالتين في العراق العام 2014.
واتسمت الحملة منذ انطلاقها العام الماضي بالإستجابة والتنسيق بين الحكومات المعنية في الدول المصابة المهددة بالخطر ومنظمات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمنظمات الدولية غير الحكومية لتحقيق هدف رئيسي وهو حماية الأطفال من هذا المرض الفتّاك.
وأطلعت منظمة يونيسيف ومنظمة الصحة العالمية ممثلي وسائل الإعلام الذين حضروا من مختلف بلدان الشرق الأوسط إلى بيروت، لحضور المنتدى الإعلامي حول الإنجازات التي تحققت حتى الآن، والعقبات التي يواجهها فريق العمل لاحتواء تفشي شلل الأطفال، الناجم عن النزاع في سورية والعراق العام الماضي.
وبينت اليونيسف إحراز تقدم ملحوظ في مواجهة المرض من خلال جولات التحصين المتزامنة في مختلف أنحاء المنطقة منذ تأكيد ظهور حالات الإصابة في العام 2013.
وأكدت "لا بد من بذل المزيد من الجهد لنصل إلى 25 مليون طفل تحت سن الخامسة بجرعات متكررة من لقاح شلل الأطفال الفموي، وسيتمحور التركيز من الآن فصاعدا على جولات التلقيح المتزامنة في عدة بلدان التي ستنطلق في تشرين الثاني نوفمبر مستهدفة الأطفال دون سن الخامسة، في ثماني دول هي: سورية، والعراق، ولبنان، والأردن، وتركيا، ومصر، والضفة الغربية وقطاع غزة وإيران.
وقالت المديرة الإقليمية لليونيسف لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ماريا كاليفيس "لقد تم إحراز تقدم هائل منذ أن عرف شلل الأطفال طريقه مرة أخرى إلى سورية العام الماضي، وبفضل الجهود الضخمة التي قام بها شركاؤنا للوصول إلى الأطفال في المناطق التي يصعب الوصول إليها في ظل ظروف صعبة، لم يتم الإبلاغ عن أية حالة جديدة لشلل الأطفال في سورية أو العراق منذ نيسان أبريل."
وأضافت: "لكن علينا مواصلة هذا الجهد وأن نظل يقظين لتمكين الأطفال من النمو والازدهار من دون خوف من المرض."
وفي سورية، سيتم استهداف 2.9 مليون طفل لتلقيحهم، وفي العراق، سيتم استهداف 5.8 مليون طفل، وفي لبنان، سيتم استهداف 550 ألف طفل، وفي مصر، سيتم استهداف 15 مليون طفل، واستهداف 300 ألف طفل في تركيا لتلقيحهم في تشرين الثاني (نوفمبر).
وأنقذ ملايين الأطفال بفضل هذا اللقاح الآمن منذ بدء ظهور حالات الإصابة بشلل الأطفال، إلا أنه يجب بذل جهود خاصة للوصول إلى الأطفال الذين نزحوا جراء أعمال العنف الجارية في سورية والعراق وفاتهم المشاركة في حملات التلقيح السابقة بسبب القتال العنيف الدائر.
ويقدر عدد الأطفال المعرضين لخطر الإصابة بشلل الأطفال في سورية بحوالى 200 ألف لأنهم لم يتمكنوا من الحصول على اللقاح خلال حملات التحصين بسبب إقامتهم في مناطق يصعب الوصول إليها جراء النزاع الجاري.
من جهته، قال مدير استئصال مرض شلل الأطفال والاستجابة لحالات الطوارئ في منظمة الصحة العالمية كريس ماهير: "مع أن شلل الأطفال انخفض بنسبة تفوق 99 % منذ بدء الجهود العالمية لاستئصال هذا المرض، إلا أن مخاطر انتشاره في المنطقة لا تزال مرتفعة.لذا فإننا نناشد الآباء والأمهات لتقديم الدعم الكامل لهذه الحملات التي ستستمر حتى بداية العام 2015".
وَأضاف: "إن القضاء على انتشار شلل الأطفال في الشرق الأوسط يعتبر خطوة حاسمة تجاه تحسين حياة الأطفال الأكثر ضعفاً في العالم".
يذكر أن شركاء المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال وضعوا هدفا واضحا بإنهاء انتشار المرض في الشرق الأوسط بحلول نهاية العام 2014.
وستراجع الجهود المبذولة اليوم لتحقيق هذا الهدف خلال اجتماع تقييم الاستجابة الشاملة مطلع السنة الجديدة الذي سيتمحور حول كيفية تعزيز نهج التلقيح الروتيني في المنطقة.
وتقود هذه المبادرة العالمية الحكومات في مختلف دول المنطقة ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الروتاري الدولية والمركز الأمريكي لمكافحة الأمراض والوقاية منها واليونيسف، بدعم من مؤسسة بيل وميليندا غيتس والبنك الإسلامي للتنمية ومجموعة من الجهات المانحة من القطاعين العام والخاص.
يشار إلى أن المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال قد تمكنت منذ العام 1988 من القضاء على المرض في جميع أنحاء العالم بنسبة تفوق 99 %.