حتى قبل أن يرد السلام هذا ماقاله لي دكتور لدى دخولي عيادته في أحد المراكز الطبية الفاخرة (حضرتك على التأمين أو تدفع كاش؟) وأعتذر للقراء الكرام لإستخدامي كلمة (كاش) فهي كلمة انجليزية معربة لكنني وددت أن أوضح الصورة تمامآ فيما قيل لي.
فالطبيب بطبيعته يجب أن يستقبل المريض بابتسامة وذلك للتخفيف من مرضه أو مشكلته وهذه سيكولوجية التعامل مع المريض التي درسوها في كلية الطب , لكننا نجد الطبيب قد تحول الى رجل مبيعات مايهمه من هذا العميل أو المريض هو رقم سيدفعه وليس المساعدة في شفائه باذن الله والتخفيف من معاناته , فما أن يعلم الطبيب أنك مغطى صحيآ من قبل شركة التأمين حتى يكتب وصفة طبية مطولة من الأدوية والعقاقير ويطلب منك تحاليل عدة لمرض بسيط وعلاجه ممكن أن يتم بأسهل من ذلك وذلك ايمانآ من الطبيب المعالج أن شركة التأمين ستدفع رغمآ عن أنفها ما طلبه منه الطبيب وبالتالي يرتفع دخل المستشفى ويرهق كبد المريض المسكين من كثر الأدوية وترهق حالته من كثر التحاليل والسبب في ذلك أن ادارة المستشفى تضع معيارآ ماليآ للطبيب عليه تحقيقه فاذا حققه أصبح يشكل مصدر دخل للمستشفى وطبيبآ ناجح واذا راعى ضميره ولم يحققه سيجد الطبيب نفسه تلقائيآ خارج أسوار المستشفى فيضطر هذا الطبيب للتجرد من القيم الإنسانية لمهنته الرائعة والإنسلاخ عن المعايـير الدينية والعلاجية ويرهق المريض اما بالتنويم أو كثرة الأدوية أو بالتحاليل , والمريض بطبيعته يكون ضعيفآ نوعآ ما من الناحية النفسية فيخشى أن يرفض مايطلبه منه الطبيب وذلك خوفآ على حالته الصحية من التدهور ويلعب أطباء البيع الإنساني على هذا الوتر مستغليـين جهل المريض بالعلاج المناسب وتغطيته الطبية المؤمنة.
مشكلة أخرى تطفو على السطح هي عدم موافقة بعض شركات التأمين لطلب الطبيب المعالج للمريض من اجراء تحاليل أو صرف أدوية هنا يدخل المريض في دوامة وتتلاطشه أمواج طلبات الطبيب البائع تارة ورفض شركات التأمين تارة اخرى , فيجهل المريض في هذه الحالة عن مدى مصداقية الطبيب البائع في وصف علاجه ويجهل مدى معرفته بحقوقه التأمينية اتجاه شركة التأمين وفي هذه الحالة أعتقد أنه لابد من تدخل وزارة الصحة لمساعدة هذا المريض المسكين وانصاف حقه من المستشفى ومن شركة التأمين , الا أن معظم المرضى يجهلون حقوقهم بهذا أيضآ وذلك لنقص العمل التوعوي من وزارة الصحة للمريض لمعرفة ماله وماعليه من حقوق وكذلك عدم معرفته بقنوات الإتصال بحيث يفترض من وزارة الصحة أن تضح لوحات في ممرات ومداخل المستشفيات والمراكز الطبية الخاصة أنه في حال الشكوى على المستشفى أو على شركة التأمين التواصل مع الأرقام والإيميلات المكتوبة على هذه اللوحة , وبالتالي سيعلم القائمون على ادارة المستشفيات الخاصة وشركات التأمين أن هناك قنوات اتصال تفاعلية مباشرة بين وزراة الصحة والمريض , وسيعمل للمريض بدلآ من الحساب ألف حساب ولا نتركه كالفريسه بين فكين (المستشفى وشركة التأمين).
خاتمتها نصيحه:
كثرت في الآونة الأخيرة عمليات ربط المعدة بغرض التخسيس من الوزن فقد أفادني أحد الإطباء الضليعين في علم طب الباطنية والأمعاء أن ربط المعدة ضار جدآ وذلك لإستخدام القوة الطبية لمنع عضو سليم في جسم الإنسان من القيام بمهامه الطبيعية أي عكسآ قسريآ لطبيعة بشريه وأفادني أن العديد من المرضى توفوا نتيجة هذه العمليات وأن العديد منهم عان أمراض مستعصية بعد فترة من هذه العمليات , وفي نهاية القول مقالي هذا بالطبع لايشمل جميع الأطباء وشركات التأمين بل يشمل البعض والبعض والبعض منهم.
فـادي ابـراهيم الذهبي
اعلامي