هل هي قضية صعبة؟؟, معادلة شبه مستحيلة؟؟؟, هل هي نظرية في علم السياسة والإجتماع جديدة تم إكتشافها و وضعت أُصولها ؟؟؟, هل هذا عصر جديد لأفكار جديدة لم تطبق ولم يعمل بها سابقا؟؟؟,
تمهلوا سادتي الكرام , وتريثوا قليلا , فليس شيئا مما ذكر أعلاه صحيح , والتاريخ , تاريخنا نحن الاردنيون من قبل الإمارة وأثناء الإمارة والى أن تم إعلان المملكة يُثبت أن الموضوع بسيط , وغير معقد , وأنه جُرب ومُجرَب للان , فلا تعارض بين العشيرة والحزب , وإن حصل فهنالك خلل في أحديهما أو كلاهما , وترتيب الأولويات يأتي بناءا على ترتيب الغايات التي نُريد تحقيقها , بناءا على مُعطيات كل مرحلة وكل ظرف , بيتي أولا , وقريتي أولا , وعشيرتي أولا , ومحافظتي أولا , وفوق هذا وكله الأردن اولا دائما وأبدا , والعشائر هي منبعُ الأحزاب , وحتى لا نظلم او نتعنصر فالعشائر أيضا تشمل أبناء المنطقة الواحدة حتى وإن لم يجمعهم رابط الدم , فربَ إخوة لك لم تلدهم أُمك , أما الحزب فهو التنظيم الذي يتم من خلاله تحقيق أهداف وبرامج تخدم الوطن كله من شرقه لغربه ومن شماله لجنوبه دون إستثناء , ولا يخدم فقط من هو منتسبٌ للحزب , وإنما جمعتهم أفكارهم وإتفاقهم على الوسائل التي تُحقق الغايات المنشودة للوطن كله.
لستُ بمعرض التنظير الاكاديمي , ولكن الشوشرة الأخيرة التي ظهرت على الساحة الإعلامية , كردود فعل على تصريحات معالي عبدالهادي المجالي أمين عام الحزب الوطني الدستوري , حين قيل انه قال : الحزب أهم من العشيرة , والتي اقتنصت منه دون إكمال الفكرة من وراء التصريح وعلى مبدأ " ولا تقربوا الصلاة " , وهذا الهجوم عليه من بعض الأشخاص والجهات , التي كعادتها دائما تهاجم المصدر دون ان تفهم ما يُصدر , فهذا ما كنا وما زلنا نرفضه ولا نقبله , فكم من كاتب ومفكر كتب وأعطى رأيه وهوجم بناءا على سكنه و وظيفته وإسمه ونوع سيارته...الخ , دون الإكتراث لما كتب , ومن الأفكار ما أطلق , إقراؤوا عديد التعليقات على المقالات والتحليلات في كل المواقع ولكم فيها أكبر دليل وبرهان .
الحزب أهم من العشيرة إذا كنا ما نحن بصدده هو الوطن , والمواطن أينما وجد , لان الحزب يجتمع فيه من كل الوطن ومن مختلف الفئات والمناطق والعشائر , فهل لو أردنا وضع برنامج لمحاربة البطالة , نجتمع كمجلس للعائلة ونقرر ذلك لنحل هذه المشكلة في الوطن كله , أم أن الحزب بكوادره هو الأقدر والأفضل ويأخذ رتبة الأهم في ذلك ؟؟؟؟ , فماذا يجمعني مع السلطي والاربداوي والمفرقاوي والخليلي والنابلسي من الاردنين ...الخ , هل هي العشيرة الخاصة أم الحزب والأفكار , ولا ننسى أننا كلنا في الاردن عشيرة واحدة متوحدة , ولكن الحزب يأتي بالدرجة الاولى , لما يعني الوطن كله , هذا دستورنا , وهذا نبراسنا وما سعى له أجدادنا وما نسعى له نحن ومن بعدنا أولادنا, نعم هنالك شروط للحزب الناجح , قد لا تتوافر في معظم أحزابنا الحالية ولكن الأُسس يجب عدم العبث او التلاعب بها , ولا يجب أن نلغي القاعدة بناءا على الإستثناءات .
أما موضوع الفلسطيني الذي لا يوجد منه في الاردن , نعم جملة غريبة , معترضة , غير مفهومة , ولكن اذا عُرف السبب بطلَ العجب , السبب بكل بساطة أنها مبتورة , وغير مُكتملة النُضج , ولقد سألت معالي عبدالهادي المجالي شخصيا بالموضوع , قبل أن أحكم على ما نُسب له , وليس من باب اللحم والدم الذي بيننا ولكن من باب أننا كلنا في الاردن شركاء , والتصريح الذي بُترت منه الفكرة , أنه لا يوجد فلسطيني أو غير اردني على العموم يتولى أي منصب حكومي , أو وظيفية حكومية إشترط الدستور انه لا يتولاها الا الاردني , أما اذا كان المقصود انه من أصل فلسطيني , فهذا أمر مختلف , لان هذا المسؤول اردني بحكم جنسيته , ويحاسب على أعماله وأفعاله على هذا الاساس , أما كونه من أصل فلسطيني , فكم من مسؤول أصله شامي أو يمني او مصري ...الخ , إذاً الموضوع دستوري واقعي منطقي , وليس كما حوكم الرجل بناءا على البتر , فهل يُعقل أن رجلا مثله لا يعلم أن هناك فلسطينيون في الاردن , غريب وعجيب ومريب!!!!!!.
ما الذي يحدث ؟؟؟ , وكيف أصبحت الأمور تُدار في وطني ؟؟؟, ما المخطط المرسوم والمطلوب تنفيذه رضينا أم أبينا ؟؟؟, تَفَكَروا في الموضوع قليلا , ستجدون أن المصالح الشخصية والخلافات الشخصية هي أساس التحرك , وعمود الهجوم , نعم كل من قرأ التصريح كما نُشر لم يُعجبه وأثارَ حفيظته , ولكن الحكمة غابت عمن أعلنوا الهجوم فورا , ولعلها حكمة ولكن من النوع الأسود من كتاب السحر الاسود , فاحذروهم وإنتبهوا لهم , إنهم عهرةُ النت في هذا العصر الذي نعيشه , حين تحدثت سابقا في موضوع أن عبدالهادي كفرد من العائلة ليس مكانه الاعيان , قالوا هذا شأن داخلي , ولا يجب إطلاع العامة عليه, وان العشيرة ليست هي مجلس الامن ومحور الدولة , وإن كانت الغاية من وراء كلامي كل عشيرة وكل عائلة وجماعة في الاردن , ولكن حين يُصرح عبدالهادي بمنطقية وحرفية , أعلنوا لواء العشيرة والتعنصر لها , واختزلوا الوضع السياسي العام لكل الاردن بالعشيرة , وتناسوا شعاراتهم الرنانة التي كان أساسها : أن فكرة الحزب تعني إشراك جميع الفئات الشعبية في قرار وطني واحد بعكس الفكرة المستوحاة من العشيرة التي تحتكر الرآي والقرار لمن لا يستحقه من فئات مجتمعية تسعى للمناصب والمكاسب فقط ,
ولا تنسوا كم من وطني سياسي له في تاريخنا بصمات ولم يكن ابن عشيرة كبيرة أو عائلة معروفة قبل وجوده , هذا الإختزال لم يكن مبني على فكر أو منهجية وإنما على تصفية حسابات شخصية , وما خُفي في البطون أكثر وأعظم.
هل ستعتبرونني أنتصف لابن عمي ؟؟؟؟ لا ضير سادتي فهذا أساس فكرنا العشائري , ولكن هو والله إنصافاً للفكرة , ولفحوى الموضوع , وحتى لا نهدمُ بيتا من أجل إغلاق شُرفة منزل رجل أخر , ولا تضيع الأحلام والطموحات الجميلة من وراء النوايا الخبيثة , أنا مع تصريحات المجالي أمين عام الحزب إقتناعا وليس إقتداءا , وهذا طموحنا الذي نسعى له طوال عمرنا ان يكون الاردن بلدا مُنظما و مستعدا دائما , وان تجمعنا الأفكار والوسائل المتبعة , لأن الأهداف المنشودة والى حد بعيد متفق عليها ولا يوجد خلافات أو إختلافات متعلقة بها , واتمنى على كل من في نفسه شيئا تجاه الأخرين أن يحكم على أقوالهم وأفكارهم دون الحكم على شخوصهم , وإن كان يرى أن الشخصية أساس الأفكار , فاتقوا الله فينا وأنصفوا الأفكار والمعتقدات ولا تغتالوها في سبيل تحقيق إنتقامكم , أو مصالحكم الشخصية , والفكرة هي التي جعلت رسولنا الحبيب يترك اهله وعشيرته ليهاجر بها ليؤسس الدولة .
يا سادتي إن لم يعجبكم لباسي فاسمعوا منطقي , أو… أليس إن سكتنا فالصمت أبلغ من الكلام أحيانا كثيرة .
حازم عواد المجالي