من أجمل العبارات التي تتناولها الألسن هذه الأيام مقولة أن النائب هو ضمير الأمة وهو بلا شك قول له جرس خاص يمس النفوس من الداخل لما يحمله من معاني سامية لكنه سرعان ما يختفي هذا الضمير تحت أضواء النجومية ..! فقد بدأت جولات أصحاب الضمائر الحية بإقلاق راحة الناس بزيارات اغلبها نصف ليليه في محاولة لإقناع جمهور الناخبين أن قلب القوانين فوقاني تحتاني خدمة للناس أمر سيكون سهلاً للغاية وأن الانتماء يجب أن يكون للأردن وليس للحكومات وان عائدات التنمية يجب أن توزع بالتساوي وأن الجميع سواسية في الحقوق والواجبات والأهم انه لا جوع ولا حاجة بعد إجراء الانتخابات ووصول أصحاب السعادة إلى العبدلي .. مسكين هذا الضمير الذي أصبح أداة لا بل جسراً يعبره البعض للوصول إلى مآرب وغايات ترتسم معالمها في داخل النفوس البشرية الأمارة بالسوء .!
فهناك من يلّوح بكلتا يديه منادياً بافاقة الضمير من غفوته وهو يتحدث عن التنمية السياسية والحريات العامة الى جانب تكافؤ الفرص وتوخي العدالة.. وهناك من يعض على أنامله غيظاً وهو يتمتم البلد ضاعت بسبب أصحاب الضمائر الميته خاصة اذا ما تعلق الأمر بالحديث عن البعد الاستراتيجي للأردن وسط المتغيرات الإقليمية وآخر لا يفقه من العلم شيء لكنه يتحدث بضمير حي عن الفقر والجوع وأن الحلول بين يديه ولسوف يعمل على انجازها على أرض الواقع في اليوم الأول من دخوله البرلمان ..!!
إذاً الكل طوّب الضمير باسمه واعتبره ملكية خاصة له يمضي به كيفما تريد المصالح وحيثما تشتهي المواقف المشبوهة ليكون هذا الضمير المزيف أداة فاعله من أدوات تمزيق الوطن في أفواه المارقين لتكون النتيجة بالتالي مزيدا من الانهيار للوطن والإنسان لتحيى من جديد أوهام الحياة والأحلام تولد من فم الاماني الميته لتبقى حكراً على من قدسوا الخرافات وساهموا باعدام الانسان ..!! إن نيران التجارب السابقة في هذا المجال كانت قد أكلت جزءاً كبيراً من عقولنا وقلوبنا والجميع يهّرول خلف عواطفه وخلف الادعاءات الزائفة التي رفع لوائها فئة بطونية متكرشة لا يهمها الا اشباع شهواتها ونزواتها بأخلاق وأفكار بعيدة كل البعد عن الضمير الذي يختبئون خلفه وما زالوا يمتطونه للتعبير عن أحقادهم الدفينة لذلك وجب التأكيد على أننا لا نريد ضمير يكون صاحبه لعنة على الوطن ولعنة على الانتماء والفقراء ولعنة على العدالة .. لا نريد سيوفاً جديده تسلط على رقاب العباد ..! فالشعب الاردني غير معني بسماع ومشاهدة مهاترات لا يعترف بأرضيتها بل يكون معنياً وممتناً لكل جديد وجدي , ويكون ممتناً أيضاً لكل الذين يوقظون فيه القدرة على التغيير والتعامل مع معطيات العصر المتغير وبمعنويات افضل مما هي عليه الآن ..
ودمتم يا اصحاب الضمائر الحية لناخب لم ولن يرشح أحداً مهما بلغ علو كعبه السياسي