زاد الاردن الاخباري -
“كوكب الزهرة” كوكبٌ للفتيات فقط، هذه هي التسمية التي أطلقتها صاحبة المشروع، بأن يكون هنالك “كوفي شوب ومطعم” يكون مخصصا للفتيات ببيئة خالية من التدخين مع تقديم طعام صحي.
حلا العطيات، هي صاحبة المطعم، والذي يحظى منذ افتتاحه مؤخراً بإعجاب وزيارة العديد من السيدات اللواتي يجدن فيه مكاناً مناسباً ليكون محطة استراحة وترفيه لهن، في أجواء تتميز بالأريحية في الجلوس؛ إذ إن كل من يقدم الخدمات في المقهى من الفتيات، لتستقبل الألوان الزاهية الوردية “الزبونات”، مع أجواء أنثوية تطغى على المكان.
وفي حديثها عن فكرة “كوكب الزهرة” وأهدافه، أكدت العطيات أن البذرة الأولى لفكرة المطعم والمقهى جاءت من شعورها بحاجة السيدات والآنسات لمكان يجتمعن فيه بأجواء آمنة، بحيث يسمح للفتيات بالجلوس لتناول الطعام أو الحديث والاجتماع مع صديقاتهن بكل راحة، في بيئة صحية خالية تماماً من التدخين.
وتقول العطيات “إن المكان متنفس ترفيهي وصحي في بيئة تراعي الخصوصية وتؤمن للزبونات متنفسا مريحا وفعاليات ثقافية متنوعة، بالإضافة إلى ضرورة تصحيح مفهوم “الكافيه” بحسب تعريفه العالمي بأن يكون مكانا للالتقاء وتبادل المعلومات والثقافة والتعارف بين الأفراد أو إنجاز الأعمال، وليس مكانا للالتقاء لتدخين الأرجيلة والسجائر”.
ولكون الكثير من الأشخاص يفضلون الالتقاء وتناول الأطعمة على اختلافها، ولكون السيدات هن أكثر الأشخاص معرفةً بـ”الطبخ وأصوله”، فقد حرصت العطيات على أن يتوفر في الكافيه الكثير من الأطعمة على اختلاف أصنافها؛ إذ تؤكد أن إدارة الكافيه تحرص على أن تقدم مأكولات ومشروبات عالمية بعيدا عن المأكولات السريعة المشبعة بالدهون أو التي تعتمد على المنكهات والألوان الصناعية، ويخدم الشابات اللاتي يتبعن برامج معينة للتغذية.
وتتمحور رسالة ورؤية “كوكب الزهرة” من خلال تأكيد العطيات أن يكون “ملتقى الذواقة من سيدات وآنسات المجتمع اللاتي يجمعهن حب التميز والعيش بأسلوب عصري وصحي، وإيجاد المكان الأمثل للسيدات للتمتع بأوقاتهن والالتقاء مع الصديقات أو إنجاز أعمالهن في بيئة متميزة”.
وتتواجد الكثير من السيدات في الكافيه، كونه يقع في منطقة مناسبة وقريبة من محافظة العاصمة، فهو بالقرب من جامعة عمان الأهلية على طريق السلط، وتتميز المنطقة بكثرة الأشجار، ووجود العديد من المتنزهين، كما أنه قريب من المناطق السكنية في السلط والفحيص وصويلح والمناطق الحديثة حولها كالسرو والكمالية وكذلك عمّان الغربية، كمتنفس متميز، عدا عن كونه على الشارع الرئيسي مما يسهل الوصول إليه بالمواصلات العامة.
العطيات حاولت تحويل مشروعها إلى قصة نجاح، وليس فقط مشروع تجاري، لتثبت أن بإمكان السيدة مهما كانت ظروفها أن تصنع مشروعها التجاري الخاص بها، من خلال دراسة جدوى عميقة ووجود محفزات وعوامل النجاح حولها؛ إذ إنها عاشت في مدينة جدة في السعودية حتى نهاية العام 2013، وقدمت قبل نحو عام إلى الأردن للاستقرار بعد سنوات الغربة، وحصلت على العديد من المؤهلات العملية، وعلى جائزة أفضل طالب من الجامعة الإسلامية العالمية في كوالالمبور بماليزيا.
ولم يتوقف نجاحها هنا؛ إذ إنها عملت كمعيدة ثم كمحاضرة لمواد الإدارة الاستراتيجية وإدارة العمليات وبحوث العمليات الكمية ومبادئ الإدارة إلى العام 3013 في جامعة دار الحكمة لمدة 5 سنوات، وحاصلة على شهادات دولية في إدارة الجودة وإدارة سلاسل التوريد، ومؤشرات الأداء.
وقالت العطيات، إنها بعد عودتها للأردن تقدمت للكثير من الوظائف في بعض الشركات والمؤسسات ولم تجد مبتغاها رغم مؤهلاتها. وبعد مرور عام قررت أن تتحول من باحثة عن وظيفة إلى صانعة لها، وأرادت أن تطبق النظريات الأكاديمية على أرض الواقع وتبدأ مشروعا استثماريا يضع بصمة في عالم المشاريع الصغيرة ويخدم المجتمع وتحديدا فئة لم تستهدف من قبل، وهي فئة النساء المحافِظات وغير المدخنات.
وتشدد العطيات على أن أكثر من دعم فكرتها هم أفراد عائلتها، وبالأخص والديها اللذين كان لتشجيعهما ودعمهما “أكبر الأثر على نفسي والذي دفعني للمضي قُدما وتحمل جميع الصعاب”، وهي تقضي حالياً ما يقارب 12 ساعة يوميا في الكافيه تتوزع بين الأعمال الإدارية والتخطيطية لشؤون الموظفات والمشتريات والحسابات والتسويق والعلاقات العامة وبين الأعمال التنفيذية في المطبخ والصالة ومراقبة جودة المأكولات وجودة الخدمة ورضا الزائرات واقتراحاتهن.
العطيات أرادت بهذا المشروع استهداف فئة من المجتمع الأردني لم تخدم مسبقا، وهن النساء اللاتي يردن حياة عصرية فيها الترويح عن النفس في بيئة راقية ومريحة لا تضر صحتهن وصحة بناتهن، وهذه الفئة هي الأكثر تجاوبا معها وإقبالها جيد، وحاليا ترتاد منتسبات الجمعيات النسائية المكان كنوع من الترويح أو التغيير ضمن فعاليات مؤسساتهن، وكذلك طالبات المدارس والجامعات يجتمعن في كوكب الزهرة ويقضين وقتا ممتعا، الى جانب تنظيم فعاليات ثقافية تهم المرأة الأردنية بطرق مبتكرة وإبداعية.
وحول تسمية المقهى بـ”كوكب الزهرة”، قالت العطيات إن الاسم جاء اقتباساً من الكتاب العالمي “الرجال من المريخ والنساء من الزهرة” للمؤلف جون جري، والذي أرجع اختلاف طبائع الرجال عن النساء -مجازا- لكونهم قادمين من كواكب مختلفة، فكانت للاسم دلالة على أنه مكان خاص للجنس الناعم، يفهم بعضهن بعضا، وتتركز الخدمة فيه على ما ترغبه النساء وما يحببنه في كوكبهن.
الغد