- بدأت مؤخرا في الولايات المتحدة الأمريكية حملة صهيونية أمريكية قائمة على قدم وساق وديناميكية فاعله تأخذ أبعادا سياسية وعنصرية مقيته ضد الجالية المسلمة التي يبلغ تعدادها سبعة ملايين نسمة في الولايات المتحدة الأمريكية هدفها التطاول على المسلمين و حشد الرأي العام ضدهم بما يشمله من منع بناء المراكز الإسلامية والمساجد ودور العبادة في المؤسسات ، وكذلك الى الحد من التحاقهم في التعليم العالي والعمل بمؤسسات كبيره وإستراتيجية حساسة كالجيش والداخلية والأمن ، وقد ظهرت في الحافلات والباصات في مدن الولايات المتحدة مؤخرا ما يسمى بالإعلانات الاجتماعية التي تعرض على المسلمين مساعدات للتخلي عن معتقداتهم ! اليافطات المفضوحة ألصقت من قبل منظمة لم تكن معروفة في السابق تسمى \" (SIOA) ويعني اسمها: \"أوقفوا انتشار الإسلام في أميركا\". وتقودها الصحفية والناشطة السياسية باميلا هيللر التي أسست المنظمة ولها نشاطات على شبكة الإنترنت تشير الى استمرار دعمها ومساندتها للعدو الصهيوني والتي أشارت في احد مقالاتها إلى تبرير قتل الأطفال في غزة باعتبارهم ارهابيوا المستقبل !1
ويبدوان هذه الحملة تحمل في طياتها تحقيق أكثر من هدف ، ومنها ان هناك نية لمسلمي نيويورك في بناء مركز ثقافي إسلامي ومسجد على مقربة من منطقة \"غراوند زيرو\" التي دمرت فيها ناطحتا السحاب إثناء أحداث الحادي عشر من سبتمبر. وقد صادق المجلس الاجتماعي لمانهاتن على مشروع البناء، إلا أن الأهالي المستائين وأقارب ضحايا العمليات الإرهابية يهددون سلطات المدينة بتنظيم احتجاجات جماهيرية حاشدة فيما لو بدأ تنفيذ المشروع ، وكذلك لا يستبعد أن يكون مشروع بناء المركز الثقافي في مانهاتن مجرد ذريعة ، بينما السبب الحقيقي هو فزع المحافظين والعامة المؤيدين لهم من تكاثر السكان المسلمين في الولايات المتحدة. والهدف الأخر من وراء الحملة المعادية للإسلام هو الرغبة في صرف أنظار الرأي العام عن الانتقادات الموجهة الى إسرائيل بسبب جرائم حربها وحصارها لغزة وقرصنتها على أساطيل المساعدات الإنسانية وقتل أفرادها بوحشية والتي أثارت الرأي العام العالمي وخاصة اليهود والمواطنين الأمريكيين الذين أدانوا العملية بشده ومنحت الفرصة للعالم للمطالبة بفك الحصار وإدانة الممارسات العنصرية الإسرائيلية ضد مواطنين ابريا محاصرين منذ أربعة سنين من جهة ، والى تغطية العمليات العسكرية الفاشلة للولايات المتحدة في العراق وأفغانستان وقتلها للأبرياء بدون داع وتغطية أي عدوان أمريكي صهيوني على إيران لاحقا .
إن لم يجد المئات من الكتاب ووسائل الإعلام الأمريكية التي تتفنن وتبدع في التحريض ضد الإسلام بغيتهم في تحقيق أهدافهم العلنية المباشرة التي مارسوها سرا وعلانية دون ان تحقق جدوى تذكر في المرات السابقة وفي عهد بوش الابن امثال رئيس منظمة \"مركز الحرية\" اليهودي المتشدد ديفيد هورويتز، ودانيل بايبس، والمعلق دينيس براجر، ومايكل سافدج ، وشون هانيتي، وروبرت سبنسر و السيناتور الجمهوري السابق ريك سنتورم، و الأمريكية العربية الأصل وفاء سلطان وغيرهم ضآلتهم في المرات السابقة ، فقد وجدوا في هذه الحملة التي حصلت على الموافقة الرسمية من إدارة الرئيس اوباما بغيتهم في توسعة الحملة ودعمها بل واستمرارها بشكل دائم لا ينقطع رغم خطاب الرئيس اوباما للمسلمين في العام الماضي في جامعة القاهرة والذي ذهب فيه إلى احترام الديانات الإسلامية واعتبارها مصدرا للحضارات الغربية ومنع أي حملات مضادة للإسلام والمسلمين والذين اعترف لهم بالفضل في بناء أمريكا الإ أن أولئك الناس يبتسمون حين يذكر هذا الخطاب ويعتبرونه ذرا للرماد في عيون المسلمين لا يعبر عن أي موقف صادق للإدارة الأمريكية التي خاطب رئيسها الشعب اليهودي قبل أيام بتذلل واضح وتأكيد على دعمهم وحماية استقرارهم من أي خطر يحدق بهم !
الإدارة الأمريكية الحالية كغيرها من الإدارات الأمريكية سيئة الفعل والقول تمارس لعبة الضحك على الذقون ، فلا دعما لقضية العرب قدمت ، ولا استقرارا في المنطقة أمنت ، ولا حتى وعودا التزمت بها حيال انسحاب إسرائيلي متوقع كانت تتحدث عن انجازه ، بل وعلى العكس من كل ذلك فالمؤامرات المعادية للإسلام والمسلمين بلغت ذروتها في عهد الرئيس اوباما وعلى الملاء مباشرة دون حياء او حساب للعرب والمسلمين و على عكس ما كانت عليه إدارة بوش المحافظة جدا و التي ما كانت لتسمح أبدا أن تكون العدائية واضحة تلتصق فيها الإعلانات على جدران البيوت والحافلات في الولايات المختلفة وبموافقات رسميه بشكلها العلني العنصري المقيت والذي يعبر إما عن ضعف في أداء الرئيس وطاقمه او عدائية لم يستطيع الرئيس اوباما كبح جماحها فظهرت رغما عنه ! وأمام كل ذلك علينا الانتظار كالعادة انتخابات جديدة تأتي برئيس أمريكي جديد نأمل منه العون والمساندة في حل قضيتنا لنكتشف انه كسابق عهد سلفه عدائي للمسلمين وخادم أمين لليهود !!