زاد الاردن الاخباري -
جلنار الراميني - تبكي حين تراها ، تذوب العاطفة في حنايا الضمير الإنساني ، سيدة مصرية تقبع في منزل عفا عنه الزمن ، وما تجد من نفسها إلا متضرعة لله بالدعاء ، ليقيها شرّ سؤال الناس ، فهي "عزيزة" النفس بالرغم من ملمات الدهر .
السيدة نجوى نصّار ، ستينية متزوجة من أردني منذ السبعينات ، إلى أن توفاه الله في عام 1999 ، وبدأت بعدها رحلة المعاناة ، فلا حول لها ولا قوة ، فهي لا تجدّ كسارة خبز تسدّ رمق عيشها .
تحدثت لـ"زاد الأردن" ، بلهجة قوية، إلا أن الضعف واضح في ثنايا صوتها ، مبينة ان صندوق المعونة الوطنية كان يصرف لها 60 دينارا ، وقد اقتطعه ليصل إلى (40) دينار ، علما ان إيجار غرفتها 30 دينار ، ولا يبقى لها سوى (15) دينار ، فماذا هي فاعلة أمام زهد هذا المبلغ امام قوت يومها ، وأدويتها ، ومصاريفها، ولا معين لها ؟!
الشتاء جاء ، فلا مدفأة ، ولا أغطية للنوم ، ولا غاز للطبخ ، بل الغرفة مقتصرة على "ثلاجة" خاوية ، وبعض أواني الطبخ للمنظر ، وسقف الغرفة في الطريق إلى الإنهيار ، ومع هذا فلم تنسى ذكر الله ، والاستغفار لعل في ذلك أمل قادم يُزيح عنها غبار الزمن .
ان تشاهد غير أن ترى ، فالمشاهد قاسية ودمعة إمرأة أرملة ، لا ولد لها يُساندها ، يجعلك تقف أمام نفسك ، لتحصد الآخرة ، وتساعد هذه المرأة ففي كل صدقة أجر كبير .
السيدة تعيش في الأزرق الشمالي ، تنام وتسيقظ ومعدتها خاوية ، تنام وسط البرد القارس ، فالأغطية لا تكفي حاجتها ، باعت كل ما تملك ، حتى لا تمد يدها ، لكنها اليوم تبكي وسط ركام القدر .
الفزعة الأردنية من أهل الخير لإعادة لتلك السيدة املا في باقي حياتها ، فوضعها الصحي يتراجع ، ووضعها المادي لا يعلمه إلا الله ، آملين ان نجد صدى لأحرفنا التي تاهت أمام حالة الحاجة "نجوى"، كما نطالب وزارة التنمية الاجتماعية ممثلة بصندوق المعونة الوطنية الوقوف عند هذه السيدة ، علما اننا نحتفظ بكافة المعلومات التي تُعنى بالسيدة.