زاد الاردن الاخباري -
بدات تتدحرج كرة الثلج التي تعتبر جماعة الاخوان ارهابية لتصل بقرار رسمي الى الامارات بعد اعلان ذلك في مصر مطلع العام وفي السعودية في 7 آذار الماضي، غير ان سياسيين استبعدوا لجوء الاردن الرسمي لقرار حظر الجماعة.
قرار الامارات حظر الجماعة جعل نائب المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين زكي بني ارشيد يوجه سيلا من الشتائم، البعيد عن النقد السياسي للامارات، في حين رحبت جامعة الدول العربية بالقرار وتاييدها له في ظل موجات الارهاب التي تجتاح المنطقة العربية.
وكانت الامارات العربية المتحدة نشرت السبت قائمة للتنظيمات "الارهابية" تضم 83 مجموعة اسلامية تنشط على المستوى العالمي ويقاتل القسم الاكبر منها في سورية، ومن بينها تنظيم "داعش" المتطرف والاخوان المسلمين وتنظيم القاعدة، وانصار الله الحوثيين في اليمن والداعية القطري يوسف القرضاوي.
اردنيا، اكد العين وزير الشؤون السياسية السابق موسى المعايطة استقلالية القرار السياسي المحلي عن اي تجاذبات اقليمية او عربية، منتقدا لغة الخطاب التي تحدث بها نائب المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين زكي بني ارشيد، واصفا لغته "بانها ردح وكلام مليء يالمغالطات والاكاذيب".
وراح استاذ العلاقات الدولية في الجامعة الهاشمية الدكتور جمال الشلبي لنظرية "خيط معاوية" مع الاخوان وعدم الوصول للقطيعة بين الدولة والجماعة، وعدم الالتحاق بركب مصر والسعودية والامارات بحظر الجماعة.
ويقول المعايطة ان كل دولة تقدر مصلحتها، ونحن نقدر مصلحتنا بان من يخالف القانون يتم تطبيق قانون مكافحة الارهاب عليه، بشكل فردي وليس على الجماعة او التنظيم السياسي الذي ينتمي له ما لم يصدر عن التنظيم اي مواقف تؤكد لجوءه للعنف والبعد عن السياق السلمي في المعارضة.
وحول الاسباب التي لا يرى الشلبي انها ملزمة لصانع القرار الاردني باللجوء لحظر الاخوان، يقول: انه تاريخيا لم تحصل قطيعة بين النظام والاخوان، برغم ممارسة الحرد والنقد السياسي من قبل الاخوان للدولة والنظام، كما ان تيار الاخوان توغل بالمجتمع الاردني فليس ممكنا الوصول الى قرارات غير شعبية.
ويستطرد الشلبي:"الاردن يميز بين التيارات التكفيرية والاسلام السياسي كالاخوان الذي تفاعل مع الدولة على مدى نصف قرن، كما ان المحيط الملتهب حول الاردن يجعلة يقيس الاوزان بميزان الذهب تحسبا لاي ردات فعل عكسية.
زكي بني ارشيد عبر عن موقفه ازاء القرار الاماراتي بانفعال واضح، حين اعتبر القرار "خدمة للمشروع الصهيوني الماسوني"، كما وصف الامارات باقذع العبارات والاوصاف، بعيدا عن النقد السياسي للقرار.
مراقبون اعتبروا حديث بني ارشيد تعبيرا عن "صبيانية سياسية وافتقار لابسط قواعد الاشتباك في النقد السياسي"، وانه لا يعبر عن موقف الجماعة الرسمي برغم انه المتحدث باسم الاخوان.
واعتبر بني ارشيد الامارات بانها راعية الارهاب، وتصادر ارادة الشعوب، وتخترق هُوية الامة، واصفا اياها، بانها "تقوم بدور الشرطي الاميركي في المنطقة، وتقف خلف كل اعمال التخريب والتدمير لمشروع الامة وتتآمر على قضايا الامة وضد حركات التحرر الوطني وتدعم الانقلابات وتتبنى تمويل حركات التجسس والاغتراب فهذه القيادة هي الخلايا السرطانية التي تريد تحويل الوطن العربي الى امارات عبرية تابعة لإسرائيل".
العين موسى المعايطة رد بقسوة على كلام بني ارشيد متهما شخصيته "ردح مليء بالاكاذيب ويدل على عدم اتزان يخلط الاوراق لجذب الشهبية والجماهيرية".
وتساءل المعايطة عن سبب الزج بقضية الاقصى وفلسطين في خطاب بني ارشيد معتبرا ذلك خلطا للاوراق ومزاودة ديمغاوجية لا تفيد"، داعيا بني ارشيد لتقديم مقترحات لانقاذ الاقصى في اطار التضامن العربي والاسلامي، بدل التباكي عليه.
يذكر ان معظم المنظمات الـ 83 هي تنظيمات مشاركة في النزاع في سورية التي تشهد حربا اهلية منذ اكثر من ثلاث سنوات.
وشدد القانون الامارتي الجديد لمكافحة الارهاب، العقوبات في مجال لتصل الى الاعدام والاحكام القاسية بالسجن والغرامات التي تصل الى 100 مليـــــون درهم (27 مليون دولار) لمن يشاركون في او يرتكبون اعمالا ارهابية.
العرب اليوم