زاد الاردن الاخباري -
انتحار شاب شنقا في جبل النصر
موفق كمال -
عمان - سجلت أمس حالة الانتحار السادسة في المملكة منذ بداية العام الحالي بعد أن تم العثور على شاب ثلاثيني شنق نفسه في الساحة الخلفية لمنزله، الأمر الذي أثار دعوات المختصين ومن بينهم رئيس المركز الوطني للطب الشرعي الدكتور مؤمن الحديدي لإجراء دراسات حول زيادة حالات الانتحار خلال هذا الشهر تحديدا.
وخلال الأسبوع الماضي شهدت العاصمة عمان ثلاث حالات انتحار لثلاثة أشخاص جميعها كانت شنقا، ومن بينهم طالبة جامعية كانت تدرس في كلية التمريض، بالإضافة الى حالتي انتحار في منطقة الرصيفة بمحافظة الزرقاء عندما أقدم شاب على القاء نفسه من بناية يصل ارتفاعها الى خمسة طوابق، وانتحار سيدة مطلقة بعد أن تناولت كميات من العقاقير.
وانتحار أمس كان لشاب يعاني من اضطرابات نفسية منذ ما يزيد عن 20 عاما في منطقة جبل النصر بعمان مسجلا حالة الانتحار الرابعة التي تتم من خلال الشنق والسادسة منذ بداية العام الحالي.
في الوقت ذاته دعا الطبيب الشرعي الحديدي الى ضرورة إجراء دراسات وأبحاث تتعلق بالأسباب والدوافع التي تؤدي الى الانتحار، موضحا أن عدد حالات الانتحار بلغ العام الماضي بحسب سجلات المركز الوطني للطب الشرعي 65 حالة انتحار تمت عن طريق الشنق أو السم أو إطلاق العيار الناري أو القفز عن مرتفعات، بالإضافة الى 400 محاولة انتحار خلال ذات العام.
وأكد الحديدي لـ"الغد" أن عدد محاولات الانتحار أكثر من ذلك لكن هناك محاولات لا تصل الى الشرطة او الطب الشرعي لأسباب اجتماعية أو خشية المساءلة القانونية لمن يحاول الانتحار، مبينا أنه مقابل كل ثلاثة ذكور منتحرين هنالك انثى واحدة.
وكان المركز الوطني للطب الشرعي تعامل خلال عام 2007 مع 40 حالة انتحار بينما تعامل في عام 2008 مع ما يقارب 60 حالة انتحار، لافتا الحديدي الى ازدياد مطرد في حالات الانتحار.
اختصاصي الطب النفسي الدكتور وليد سرحان غير متفائل على صعيد اجراء دراسات بخصوص المنتحرين، لكنه أوضح أن القضية بحاجة الى استراتيجية وطنية تقدمها وزارة الصحة لمعالجة أمراض الاكتئاب النفسي والاضطربات النفسية، مشيرا الى أن الاكتئاب النفسي بحاجة ايضا الى فريق عمل مساند في معالجة المريض.
ويتابع السرحان: أن حالات الانتحار موجودة في الاردن منذ زمن طويل لكن وسائل الإعلام لا تركز عليها كثيرا، لافتا الى انه يتوقع ازدياد حالات الانتحار اكثر في السنوات المقبلة طالما هناك تقصير عام في معالجة أمراض الاكتئاب النفسي.
ويضيف أن الدول المتقدمة التي يتساوى عدد سكانها بعدد سكان الأردن يوجد بها نحو 1000 طبيب نفسي لستة ملايين نسمة، في حين عدد الاطباء النفسيين في الاردن يصل الى 40 طبيبا، من بينهم 20 طبيبا تجاوزوا سن التقاعد.
وأضاف أن نسبة 80% من المنتحرين يعانون من اكتئاب نفسي، بينما يصل عدد المنتحرين الى 20% من المصابين بأمراض نفسية أخرى.
وأشار الى أن الاردن يعاني من نقص في الطب النفسي والكوادر المساندة للطب النفسي وهذا الفريق غير موجود، خاتما تصريحاته بأن آخر من يفكر بالانتحار هم النرجسيون، في حين إن الشخصيات الاكتئابية والسيكوباثية هم أكثر من يقدمون على الانتحار واحيانا يقتلون من يحبون ليخلصوهم من عناء الحياة حسب اعتقادهم.
وبحسب المحامي أحمد النجداوي فإن للانتحار اسبابا عاطفية أو مالية أو اجتماعية، لافتا الى سوء الاوضاع الاقتصادية وغلاء الاسعار وتفشي الفقر والبطالة، مضيفا ان هناك كذلك حالة يأس من الحياة بسبب التعقيدات في الشأن الاجتماعي والسياسي فضلا عن شعور الناس بالإحباط.
وأضاف أن تردي هذه الاوضاع يؤدي الى التصدع في الحالة النفسية للانسان، ما يدفعه الى الانتحار نتيجة الإحباط والخلل في التفكير السليم، داعيا في الوقت ذاته الى البحث عن أسباب الانتحار ومعالجته بشكل علمي وعملي من قبل المتخصصين.
الغد