وزارة الثقافة "غائبة"

الأردن لم يُسدد دينه للشاعر الراحل "عقل" - فيديو

زاد الاردن الاخباري -

جلنار الراميني - الشاعر اللبناني الكبير سعيد عقل رحل عن عمر يناهز (102) عاما أمس الجمعة، واستطاع أن يترك خلفه موروثا من الشعر الذي ما زال تتغنى به الأجيال حتى يومنا هذا.

عقل ، كان العقل المحنك الذي استطاع أن يقود مسيرة الغناء العربي إلى موكب آخر حيث الشعر الذي غنته المطربة اللبنانية "فيروز" ، وشعر عن الحب والجمال،عدا عن قصائد عبر بها عن حبه لدمشق واعتزازه بها، ويذكر من هذه القصائد "سائليني" و"يا شام عاد الصيف" و"شام يا ذا السيف" و "غنيت مكة".

وليس هذا فحسب ، بل تغنّى بالأردن ، وامجادها ، وكان لها نصيب الأسد ، فظهرت الكلمات شامخة ، تحاكي شموخ الأردن ، وأصالته القومية ، وما زالت حروفه الشعرية حلقة وصل بين العقل والقلب ، وهذا الشاعر اللبناني الذي تغنى بالاردن يحتم علينا كأردنيين أن ننحني أمام قامته الشعرية ، وندرك ان حروفه لن تتكرر لأنه أبدع ، واتقن ، فبقي شعره  في الذاكرة ه ماء زلالا .

فالأغاني الفيروزية "أردن أرض العزم" و "عمان في القلب " إضافة إلى "هذا الضحى عمان" ، من إبداعات الشاعر الراحل سعيد عقل ، وقد سعدنا بعقله الأدبي وما زال الشعراء يحاكون مدرسته الأدبية في الشعر .


في هذا المقام ، لعقل حق على الأردن ، خاصة من قبل الجهات المعنية ممثلة بوزارة الثقافة ، فلم يكن للوزير كلمة في نعي هذا الموروث الرائد ، فقد كان الصمت والتغيّب لوزارة الثقافة علامات فارقة ، فعقل انتقل إلى عالم الموت، ومن الاجدر ان نكافأه في وفاته باستذكار أعماله القومية ، والتي كان الأردن على صفحاته الشعرية ، فاستطاع ان يخلد اسم الأردن في أغاني فيروز ، فهو الشخص الذي رسم بقلمه خارطة حب أزلية للأردن.

وزارة الثقافة .. سعيد عقل هو عقل أدبي ومن الاجدر رسم معالم إبداعاته على خارطة الثقافة الأردنية ، ومن شكر الناس شكر الله ، وما زال عقل "مديون" للأردن ، وعلينا سداد دينه .

يذكر ان عقل ولد في زحلة في 4 يوليو/تموز 1912 وتلقى تعليمه الأول في مدرسة "المريميين"، وكان يرغب في التخصص بالهندسة، لكن شاء القدر أن يتعرض والده لخسارة مالية فادحة أجبرته على ترك المدرسة والعمل لمساعدة أسرته.

انتقل سعيد عقل إلى بيروت للإقامة الدائمة فيها، خاصة بعدما بات يكتب في الصحافة المحلية، كما تابع تحصيله العلمي في مدرسة الآداب العليا ومدرسة الآداب التابعة للأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة وفي الجامعة اللبنانية، ومن ثم انتقل إلى مرحلة التدريس فألقى محاضرات في تاريخ الفكر اللبناني في جامعة الروح القدس، كما ألقى دروسا لاهوتية في معهد اللاهوت في مار أنطونيوس الأشرفية.