كثرت بالآونة الأخيرة لجان التحقيق التي تشكلها الحكومة للتحقيق في قضايا وأخطاء تسببت بها مؤسسات حكومية أو مسئولين وموظفين حكوميين ألحقت خسائر وأضرار مادية ونفسية فادحة بالمواطنين.
يبدو أن لجان التحقيق أصبحت مخرج طوارئ جيد للحكومة للتهرب من تحمل مسئولياتها , فكثير من هذه اللجان لم تخرج بأي نتائج او توصيات وذهبت أدراج الرياح والنسيان او بعبارة أخرى أصبحت هذه اللجان تشكل لذر الرماد في العيون لتخدير وتسكين المتضررين .
المواطن فقد الثقة والمصداقية بهذه اللجان وبات يدرك أن هذه اللجان تشكل للتستر على أخطاء المسئولين وإعفائهم من الحساب والعقاب على حساب الضحية المواطن.
الطفلة سيلين (11 عام) راجعت مستشفى حكومي على اثر لدغة عقرب , تم تشخيص حالتها على أنها كسر بالقدم , وبعد أربعة أيام فارقت الحياة ( رحمها الله ) .
لدغة عقرب تشخص كسر قدم !! الله اكبر, ألا يوجد أعراض تدلل على التسمم ؟؟ ألا يوجد تصوير أشعة ؟؟ ألا يوجد مختبر لفحص الدم ؟؟ ألا يوجد طبيب ؟؟.
نؤمن بالقضاء والقدر ونتفهم ان من يعمل يخطئ ونقبل الأخطاء والهفوات الخارجة عن الإرادة , لكن من غير المعقول القبول والسكوت عن استهتار وإهمال ولامبالاة بحق حياة الإنسان , ولا يمكن القبول بسياسة التستر على المسئولين ولفله المواضيع عندما يتعلق الأمر بحياة الإنسان, فهذه جريمة تستحق العقاب .
نتمنى من لجنة التحقيق التي شكلها معالي وزير الصحة للتحقيق بحادثة الطفلة سيلين ان تتحلى بالمسئولية والمصداقية وان تعلن عن نتائج التحقيق وتحدد المسئولين عن هذا الخطأ والإهمال وان يتم معاقبتهم , وان يأخذ كل صاحب حق حقه .