زاد الاردن الاخباري -
جلنار الراميني - بإرادة وعزيمة انطلقت "أم فريد"- اسم وهمي - للحياة ، فهي مطلقة ، ولديها طفل عمره (9) سنوات ، تكدّ في سبيل سد رمق حياتها ، متحدية الصعاب التي تواجهها ، تعمل في عدد من المجالات في مجال تصوير الحفلات ، وتنظيف الشركات ، عدا عن عملها في صناعة الأجبان والألبان ، تكرس جل وقتها من أجل حياة كريمة .
"أم فريد" تعيش في منزل عائلتها ، حيث والديها الطاعنان في السن ، وشقيقتيها، تعود متأخرا ، فعملها طوال النهار لم يشفع لها ليلا ، فتواصل الليل بالنهار.
إلا أن حياتها تغيرت رأسا على عقب ، فقد تجدد شبابها ، بعد ان تعرفت على رجل ، فقد وعدها بالزواج مرارا ، فباتت ترتب هندامها ، وتتزين من أجل الاستحواذا على قلبه ، وتعويض ما فاتها من طليقها الذي أذاقها مرارة الأيام ، فباتت تشغل نفسها في وقت فراغها بمهاتفته ، والتحدث إليه عبر "الوتس أب" ، وباتت تخرج معه ، فهي "زوجته" المستقبلية ، فلقد تغير مظهر "ام فريد" ، فالضحكة لا تفارقها ، والتعب يُزاح فور سماع من أحبته.
مرت سنوات ، و"ام فريد" تنتظر حلمها في استقرار بعيد عن الألم والحسرة ، وما زال يعدّها ، وفي يوم خرجت معه ، وذهب الرجل لمركبته لتفقد شيء ما ، تبادر لذهنها أن تفتح جهازه "الخلوي" لتتفاجأ بأن "الوتس أب " الخاص به ، يحتوي على صور فتاة متبرجة ، وهنا كانت الصاعقة ..
لم تتحدث "أم فريد " بكلمة مع هذا الرجل ، بل اكتفت بالابتسامة فقط ، علما انها قامت بنقل صور الفتاة على جهازها الخلوي ، وبقيت شاردة الذهن ، متساءلة هل سيبقى "الحظ" التعيس يلاحقني ، وهل سنوات عمري ذهبت هكذا ؟!..
فغدا الثلاثاء عيد ميلاد حبيبها ، وما زالت تفكر بما شاهدت ، وقد اتفقت مع صالون لإظهارها بطريقة "مبهرة" ، لتلفت انتباهه ، فالرجل خدعها ، وما زالت محافظة عليه ، والصمت والحسرة يسيطران عليها ، إلا أنها تمالكت أعصابها ، فهي لا تريد أن تخسر مرة أخرى رجلا آخر ، بالرغم من أنه "كاذب".
"ام فريد" جهزت له هدية ، وطبق حلوى لتلتقيه غدا ، وصورة تلك الفتاة ما زالت في جهاز "أم فريد" وفي فكرها، والمسمى "الحبيب" يخدع ويكذب ، غير مكترث لمشاعر امرأة مخلصة.
ملاحظة : هذه قصة واقعية وقمنا بإدراجها للعبرة ، ولتكون رسالة لكل أنثى لتحافظ على نفسها من هؤلاء العابثين بالمشاعر.