اليس من واجبهم علينا أن نُذَكِرَهم ، ومن حق اهل الفضل علينا أن نَذكُرَهم؟
عقدت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وبالتعاون مع مركز جامعة كولومبيا الشرق اوسطي للابحاث، المؤتمر الوطني لتطوير الخطط الدراسية وأساليب التعليم والتعلم والبحث العلمي في عمان عاصمة معزز التعليم، وحادي ركب العلماء، وبرعاية ملكية سامية، وذلك في الفترة ما بين 15 – 17 / 6/2010 ، حيث اتى هذا الجهد المتميز، إستجابة للتوجيهات الملكية السامية التي تؤكد على ضرورة تطوير وتحديث قطاع التعليم العالي بشكل مستمر، وتنفيذ للاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي
(2007-2012).
وطبعاً توصل المؤتمرون الى العديد من التوصيات، وحددوا اهم التحديات والمعيقات، إلا أن الأمر الأهم والملفت للأنظار هو التوصية الأولى والتي تنص على أن :
\" يرفع المشاركون في المؤتمر برقية شكر وتقدير لصاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم (حفظه الله) على رعايته الكريمة لهذا المؤتمر واهتمامه المتواصل بتطوير قطاع التعليم العالي والبحث العلمي\".
طبعاً لم تأتي هذه التوصية في هذا المكان وفي هذا الزمان بالذات عبثاً، بل لعدة اسباب اذكر منها:
1- لقد تذكر السادة المؤتمرون الأجلاء، ما قدمه ويقدمه الهاشميون للوطن وهلى كافة المستويات، وأحدها هو التعليم العالي والجامعات، الم يخصص منذ بضعة ايام خمسة بالمائة من المقاعد الجامعية لأبناء المعلمين، دعماً للعلم وللمعلمين وللطلبة، وذلك تنفيذاً للرغبة الملكية التي تؤمن بتوفير الفرص للجميع.
2- لقد تذكر السادة المؤتمرون الأجلاء ، أن المملكة الاردنية الهاشمية (حفظها الله) تحوي على ما يزيد عن ثلاثون جامعة ومؤسسة تعليم عالي، وأن الفضل في انشائها، وبقائها، ونموها، وازدهارها في فترة قياسية انما هو لله اولاً، وللهاشميين الأشراف من بعد، وأن الملك الباني المرحوم الحسين العظيم قد باع بيته في أحد الأيام من أجل الحفاظ على بيت عبادة وتعلم ومركز اشعاع فكري، ولا ينسى اي منصف تلك الوقفة الهاشمية، الملكية، الاردنية، الصادقة التي علمت الجميع معنى العطاء، والحرص على بيوت الذِكر والعلم والعلماء.
3- لقد تذكر السادة المؤتمرون الأجلاء، أن التعليم الجامعي في الأردن، ورغم الظروف الاقتصادية العالمية الصعبة، يحاول المنافسة مع الاخرين، والمراجعة لحاله وتطوير ذاته ما أمكن، وأن إدارة التعليم العالي تُصر على التطوير والتحديث والتجديد ولا تعرف المستحيل، ولا اقل دلالة على ذلك من التعديلات الجديدة التي طرأت على قوانين التعليم العالي والجامعات، والتي ينتظر منها ان تحدث التغيير الذي لن يصلح حال الجامعات من دونه. فكانت التوصية المشار اليها اعلاه بمثابة تصويت على الترحيب بالقوانين المشار اليها انفاً.
ارى أنه من واجب إدارات الجامعات، وقبل تقديمهم الخريجين للمجتمع بأن تذكرهم، بأن لا ينسو فضل اهل الفضل؟
الا يهمنا ان تكون غراسنا ووصايانا في قلوب أبنائنا الطلبة هي \"أن الحمد لله\"، ومن ثم الشكر للوطن وللقيادة الهاشمية على ما قدموه لهم؟
اليس من واجبهم علينا أن نُذَكِرَهم ، ومن حق اهل الفضل علينا أن نَذكُرَهم؟
الا نوصيهم في أخر لقاء لنا معهم قبل تخرجهم بأن يكونوا على وفاق مع انفسهم، ومع اوطانهم، ومع قيادتهم، ونحثهم على الوفاء في جميع الاحوال وعدم التلون بلون الموقع.
أ.د. مصطفى محيلان muheilan@hotmail.com