الحمائم يحصدون غالبية مقاعد الشعب الإخوانية بمعاقل الصقور

زاد الاردن الاخباري -

د.صلاح العبّادي - شكل فوز التيار المعتدل في جماعة الإخوان المسلمين المعروف بـ»الحمائم» في المناطق التي تشكل معاقل تيار الصقور المتشدد، مفاجأة صادمة، بعد أن حصد الحمائم غالبية مقاعد الشعب الإخوانية التي كانت خلال السنوات الماضية حكراً على التيار المتشدد.

تيار الاعتدال في جماعة الإخوان المسلمين حصد خلال الأسبوع الحالي ثلاثة مقاعد من شعبة عمّان الثانية الواقعة في منطقة جبل الحسين، بينما ذهب مقعدان منها لمحايدين ليس لهم علاقة في تيار الصقور المتشدد. وهو أمر يدل على أن وهن تيار الصقور الذي تبدد، إضافة إلى تكشف اقنعتهم، الأمر الذي أدى إلى تراجع شعبيتهم في مناطق كانت حكراً لهم!. كما أن استحواذ تيار «الحمائم» المعتدل على شعب الكرك والرمثا والكورة والسلط وسحاب وثلاث شعب في محافظة اربد، وغير ذلك من شعب؛ أمر يدل على جدية الإصلاح الذي يحدث داخل جماعة الإخوان المسلمين، وأن أصحاب النهج المعتدل والوسطي هم الذين يفوزون في مقاعد الشعب الإخواني مقابل تراجع تأثير صقور جماعة الإخوان. تراجع تأثير جماعة الإخوان المسلمين خلال حقبة من الزمن الذي سيطر فيه تيار الصقور على مفاصل القيادة في الجماعة، إلى جانب تراجع شعبيتهم أمر دفع بهم إلى العزوف عن تسديد اشتراكاتهم، وعدم الوفاء بالالتزامات المالية المترتبة عليهم للجماعة!.

كما أن عدم الوفاء بالالتزامات المالية المترتبة على عدد لا بأس به من صقور جماعة الإخوان المسلمين أمر يدل على محاولتهم البحث عن شرعية للهزيمة التي لحقت بهم من خلال إطار شرعي تمثل في عدم تسديد رسوم الاشتراكات لتجنب المواجهة عند صناديق الاقتراع، وهي محاولة مكشوفة وواضحة للعيان.

كما أن فئة أخرى من الصقور حاولت عدم رؤية الحقيقة المتمثلة في تراجع شعبيتهم، وسددوا الرسوم المالية المترتبة عليهم وشاركوا في انتخابات الشعب الإخوانية واخفقوا بجدارة، بعد أن فقدوا تأثيرهم ومصداقيتهم، خصوصاً وأن فعالية حاشدة دعت اليها الحركة الإسلامية مؤخراً لنصرة المسجد الأقصى وحشدوا من خلالها مايزيد عن الالف من المواطنين بقليل تضامناً مع المسجد الأقصى؛ قُبيل أن يكتشف من شارك فيها أن ظاهرها الدفاع عن الأقصى، وحقيقتها الدفاع عن أشخاص محددين لا علاقة للأقصى بهم، لاسيما وأن من رفعت صوره في مقدمة المسيرة لا علاقة له لما حدث من تعرض المسجد الاقصى للاعتداءات الإسرائيلية.

المتمعن لما يدور داخل جماعة الإخوان المسلمين يدرك أهمية التغيير الذي يطرأ في هذه المرحلة على واقع الجماعة، من ناحية سيطرة تيار الحمائم على الشعب الإخوانية، وتراجع دور وتأثير الصقور، جراء الأخطاء الفادحة التي ارتكبوها على حساب جماعة الإخوان المسلمين التي كان لها دورها الوطني والدعوي في مرحلة مهمة من تاريخ الأردن الحديث. كما أن التوقعات تشير إلى أن جماعات الإخوان المسلمين ستستعيد الألق الذي كانت عليه قبل عقود من الزمن بعد أن يستكمل تيار الاعتدال السيطرة على الشعب الإخوانية الـ(36)، وكذلك بعد انتخاب مجلس الشورى والمراقب العام وأن يتم انتخابهم بتمعن على نحو يكونون فيه من الأكثر اعتدالاً؛ وهو الأمر الذي يضمن تصويب واقع الجماعة واصلاح ما اصابها من خراب، وكذلك استعادة دورها الدعوي.

الراي