قبل عدة سنوات لم يكن في الأردن سوى عدد قليل من المقاهي المنتشرة في بعض مناطق عمان والتي تقدم الأرجيلة كشيء أساسي بالإضافة الى أصناف المشروبات والوجبات الخفيفة.
أما الآن فأصبحنا نرى أن عدد المقاهي في الأردن يفوق عدد المقاهي الموجودة في اي عاصمة عربية!! والغريب أن هذه المقاهي نجحت في استقطاب الفتيات اللواتي أصبحن مدخنات للأرجيلة بصورة لم يسبق لها مثيل، حيث غزت واستقطبت الفتيات لتدخين الأرجيله التي كانت منذ عهد قريب حكرا على الرجال. فغدا غالبية رواد المقاهي اليوم فتيات من جميع الأعمار .
بعد هذا الانفتاح الذي طرأ على المجتمعات العربية وخصوصا في الأردن وبعد انتشار الكبير للمقاهي، أصبحت ظاهرة الأرجيله "مودرن" لدى الفتيات .
لذا نجد تدخين الأرجيله عند الفتيات مجرد رغبة عارمة، فرغبات النساء تختلف وتتفاوت، فقد تجد من تشرب الأرجيله من هي مدفوعة بإحساسها بالمتعة ورائحتها الجذابة ودخانها الكثيف والجلسة الجميلة الشاعرية .
وقد تلجأ بعض النساء كما الرجال في التدخين الأرجيله هروبا من الواقع، فتجد في الأرجيلة تخفيفا من معاناتها وراحة لأعصابها، كما أن هناك نساء تمارس هذه العادة لامتطاء مصطلح أنها من سيدات المجتمع، وتقليدا للرجال ليثبتن أنهن على نفس القدر من المساواة في كل ميادين الحياة.
بعض النساء الأرجيله بالنسبة لها ترجمة لحريتها الشخصية، إذ لا تعترف بالعادات والتقاليد بقدر ما تؤمن بالحريات، والأرجيله من ضمن حريتها الشخصية فلا تسمح لأحد بالتدخل بها ولا حتى في حياتها العامة.
وهنا يجب تسليط الضوء على بعض العوامل التي تجعل الفتاة تقدم على ذلك فربما يقف خلف ذلك عوامل أسرية متمثلة في التفكك الأسري والخلافات الزوجية التي تقود إلى إهمال التنشئة الاجتماعية السليمة، أو يعزى ذلك إلى وجود فرد في الأسرة يدخن السيجارة أو الأرجيله, أو ضعف الوازع الديني .
أن تناول الأرجيله من قبل الفتيات يفقد الفتاة أهم ما تتميز به من الحياء والجمال, لان حياء المرأة من أسباب جمالها، جمال المرأة في حيائها، فحياء المرأة هو رأسمالها فيه عزها ، وبه تحفظ كرامتها.
وكما تفيد الدراسات أن الأرجيله تحتوي على مواد ذات آثاراً كبيرة ومدمرة لجمال المرأة وصحتها كتغير لون الأسنان، وظهور علامات الشيخوخة في مرحلة مبكرةً من العمر .
كما أنها تضر بالصحة حيث تقل المناعة مما يجعل الفتاة عرضة لأمراض القلب والرئة والسرطانات المختلفة، كما تؤثر على الخصوبة وتؤدي إلى التشوهات الجينية، كما تقضي على مكانة الأم عند أبنائها ويكونون عرضة للإدمان بكل تبعاته.
إن ازدياد تدخين المرأة للأرجيلة في المقاهي أو في أي مكان آخر أصبح ظاهرة واضحة في هذه الأيام وهي في نمو مضطرد. ومن الطبيعي جدا أن تدخل المقهى وتجد بنات يمسكن بالأرجيلة. إن لهذه الظاهرة أبعادا اجتماعية ونفسية لا بد من التحذير منها، فهي الظاهرة الدخيلة وتعتبر تمردا على العادات والتقاليد ومرفوضة دينياً وعرفياً .
خـلـيـل فـائـق الـقـروم