الحركة الوطنيةالاردنية
لقد كثر الحديث عن وجود حركة وطنية اردنية وانا لا اشك في وجود ما يجمع لتكوين هذه الحركة، غير انه على ارض الواقع لا يوجد تنظيم يؤطر لهذه الحركة ويجمع من يلتقون فكرا على الاقل ضمن الحد الادنى من الرؤى والتوجهات، فالجهود فردية ومبعثرة لذلك لا بد من وجود تجمع يضع ثوابت يتفق عليها الاغلبية. لعل الميثاق الوطني الاردني هو الاطار الذي يمكن ان يلتف حوله كل ما يدور في الوطن من افكار مبدعة وخلاقة، وهو الاساس الذي يمكن ان يبنى عليه، واعتقد ان بنوده صالحة للاخذ بها في اي توجه لخدمة الامة والوطن ،وإن من تعديل على اي بند اوفقرة او إضافة اوحذف فيتم دراسة ومناقشة ذلك مناقشة مستفيضة بما يخدم مصلحة الوطن بحيث يتفق عليه بالاغلبية ويؤخذ قرار بذلك.
انني ادعو جميع المعنيين والمهتمين ان يقرأوا هذا الميثاق وبتمعن لكي يتم وضع النقاط على الحروف، ونخرج من سوء الفهم الذي يطغى على الساحة السياسية، وننعتق من التهم -واحيانا التخوين- والتصنيف الذي لا مبرر له الى ميدان العمل لرفع راية الاردن عالية خفاقة .
من خلال هذه المقدمة فانني اضع بعض الاجتهادات والنقاط ليصار الى بحثها والتشاور حولها ومن ثم يتنادى المهتمون واصحاب الرؤى ورجالات الوطن الذين لا اجندة لهم غير خدمة الوطن وتقديم مصالحه على اي مصلحة او اعتبار شخصي، ويمكن تلخيص ذلك فيما يلي:
-
تحديد كيف يكون الولاءالصادق الذي لا يشوبه شائبة لرأس الدولة وهذا يتم من خلال الانتماء للوطن والنصيحة الصادقة الشجاعة؛ لأن من انتماءه مشكوك فيه لا يمكن ان يكون ولاؤه الا لجيبه ومصالحه، وهؤلاء يجب تحييدهم عن مراكز تكوين القرار واسداء النصيحة، وبالتالي فهم بطانة سيئة، ولذلك يجب التقاء نخبة من رجالات الحركة الوطنية مع القائد بين الفينة والاخرى لابداء الراي حول التوجهات والسياسات وإزالة ما يشوب المسيرة من اخفاقات وتصحيح المسارات بما يتلائم مع خدمة الوطن والمواطن.
-
التوافق على شكل الحكومة وكيفية تشكيلها ومن هم الذين سيتم ترشيحهم للمناصب العليا (الدرجات العليا) في الدولة، ويمكن ان يتم ذلك من خلال الموافقة على الترشيح من قبل مجلس الامة ضمن اسس مدروسة للخروج من اطار المزاجية والشللية والمحسوبية.
-
إعادة النظر بالدستور والقوانين والانظمة وما يتبع ذلك وتحديثها لتتلاءم مع متطلبات العصر والانفتاح الديموقراطي بجميع اشكاله.
-
تحديد شكل العلاقة الاردنية-الفلسطينية بحيث لا يكون هناك اي لبس اوتناقض ويجب ان يتم ذلك بوضوح ضمن ثوابت الصراع العربي-الصهيوني، ويمكن ان يكون مرجعية ذلك الميثاق الوطني الاردني.
-
تحديد شكل العلاقة والروابط بين الاردن والدول العربية، وخاصة المنظومة التي كان الاردن جزءا منها بما يؤدي الى التلاحم القومي والوحدة والاعتزاز بالهوية العربية دون التفريط بهويتنا الاردنية ليكون لنا في ذلك قوة ومنعة ، وقد كان الهاشميون هم الرواد في المناداة بذلك.
-
تقويم اي نشاط سياسي ،اجتماعي ، اقتصادي، إعلامي بما يخدم مصلحة الوطن والشعب، والتوفيق بين القطاع العام والقطاع الخاص بما يتلاءم وتقليل الفروق في الامتيازات والرواتب بين موظفي ومستخدمي القطاعين، لنؤسس لقيم صحيحة وسليمة وعادلة لمنع الجشع والاحتكار والاثراء غير المحمود الخارج عن تعاليم ديننا الحنيف، كل ذلك يعزز من قيم الانتماء للوطن والفخر بالانتماء إليه.
-
ترسيخ مفهوم دولة القانون والمؤسسات بما يؤدي الى التغني قولا وعملا بالحرية الهادفة والديموقراطية وممارسة العمل السياسي وتداول السلطة، ليكون الاردن انموذجا يحتذى في المنطقة.
-
ترسيخ دولة الرفاه والرعاية الصحية والتعليمية باقل تكلفة ممكنة في الوقت الحاضر تمهيدا لمجانية ذلك مستقبلا.
هذه بعض الافكار والاجتهادات اتمنى ان اكون قد ساهمت من خلالها في خدمة الوطن وابنائه الكرام
haniomosh@yahoo.com