أناس مبعثرة في كل مكان وأناس تراقب بنواظير قدوم الباص من بعيد وتذكرت الممثل الرائع دريد لحام بمسرحية(غربة) وبسرعة جنونية وبفوضى جاهلية يختلط النظام ببنات وشبان لامساك طرف الباص وفي ذلك اليوم كنت لابس بدلة سفاري لونها بنية. وطبقة زيت عليها مش طبيعية.
وهذا جعل تملصي أسهل للمقاعد الخلفية وكان ركوبي قد تدخلت فيه العناية الإلهية. وكان كنترول الباص قد جائني من بعيد ليخبرني بأن مقعدي محجوز لبنت جامعية. صديقها يدفع له شهرية. وزأرت كالأسد وقلت له باستهزاء هل نحن على متن خطوط الأجنحة الملكية.ولولا قدري ووساعة صدري وقبل أن ينفذ صبري ونظرت له نظرة أب لابنه.وبمعجزة سماوية ولولا صبية حاطه بروش على شكل حيه توسلت له كان مصيري بمقبرة سحاب الدولية. فقلت له مبتسما أنت بعمر ابني فعمري 44 ربيعا وسوء صحتي وقلة حيلتي دعتني لاختصاره وعند قولي سأشكو عليك لشرطة السير سمح لي بالجلوس على مقعدي وكنت قد حضرت لدفع ما تبقى معي من نقود ومن غضبة مني حرمني من إرجاع ما تبقى من ليرتي الله يسامحه .وهنا تم حشو الباص كما يحشو القطن بالمخدة أسف للتعبير.
ومع سماعي إعلان إقلاع الرحلة رقم 545 من مقبرة رغدان لمطار الجامعة الأردنية .اعتقدت وقتها انهم سيقدمون لي وجبه مجانية. وبعفويه كنت أبحث عن حزام الأمان وصبايا الجامعة وقتها ضحكوا عليي .وقالو لي عادي عادي بتتعود عليه شويه شويه. وبدأت بقراءة القران الكريم وتخيلت صلاة الجنازة كيف ستكون. جلست انظر للباص ومن فيه من طلاب شباب وبنات مثل الغزلان وخفت أتحرك من المقعد لانه كان تحتي شكله باكيت دخان. لصبية تروح تتهمني بالتحرش فيها لا سمح الله وجلست للنظر حولي من شباب بعضم لا تعرف هويته هل هو شاب أم فتاة وبنطلونة ساحل شوية وغياره الداخلي مرسوم عليه سحلية. وبعض الفتيات منهم من يقرأ ومنهم بتبعث رسائل نصية ومنهم من يلعب بمناخيره ويكعبل ويرمي علي شويه .ومنهم يقرأ الجريدة ومنهم يغازل الحبيبة ومنهم شالح من رجله لإضفاء الأجواء الرومانسية.ومنهم بيوكل بزر وبرمي القشر علي. غير الكتابات السوقية وصور لمطربات خلاعية . وعلكة مخدات بالمقعد الخلفي كانت لسه طرية........ وعداكم عن بعض التحرشات الجنسية.
ومنهم حالم بالشهادة الجامعية ومنهم معيد بالمرحلة الابتدائية ومنهم لابسه ملابس شرعية ومنهم لابسه أواعي شبه خلاعية. ومنهم نصفها لابسة ل الله ونصفها الثاني لعباد الله ومنهم عنده هواية أكل المقاعد الجلدية ومنهم من يحب الرسم والتوقيع على البرادي الجانبية والسرعة كانت جنونية.وعرق الركاب واصل الأرضية . والكنترول أبو الجنازير الحديدية نفسه يكسر رجليي .
(والسائق أبو صخر) أطال الله في عمره يطلب من الركاب قبل النزول ضرب الشباك (بالبريزة) لإنزاله بالمظلة بمساعدة الكنترول اللي ماخذ دورة صاعقة ودورة (ضفادع بشرية) ونصفه بالجو ونصفه الاخر بالارضية. وقبل نزول البنات يسمعهم العبارات المعتادة (ديروا بالكم على حالكم من السيارات) ولو استطاع لأخذ خمس بوسات تذكارية وإعطائهم وردة جورية .جائته الان مكالمة خلوية من بعض زملائه (الكنترولية) بوجود رادار لشرطة متخفية وعلى الفور وقبل وصولنا الجامعة الأردنية تم الإعلان لربط الأحزمة الوهمية والجلوس فوق بعضنا البعض لإظهار روح الوحدة الوطنية لسيارة الدورية .وتم إطفاء المحركات الخلفية تحضيرا للهبوط الاضطراري لمطار الجامعة الأردنية ولم تكن وقتها .مظلتي معي وما عندي دورات قفز حر. ومن شدة كره الكنترول لشكلي حاول القفز معي .وبحركة استثنائية قذف بي لشجرة صنوبرية وقد انكسرت وقتها نظارتي الطبية والحمد لله على وصولي بالسلامة وأخيرا هبطنا بمطار الجامعة الأردنية. اشتريت باكيت دخان من هالحرامية بأسعار خرافية ولولا الطفر لاشتريت( قهوة وقزازة ميه.) وهذه هي معاناتي اليومية وأرجوكم لا تأخدوا كلامي بحساسية.
ملاحظة:مقالي هذا ليس لجميع الباصات فمنهم أعظم الرجال المكافحين ومطلوب منهم ضمان فوق المية
وكنترول باص أنهى دراستة الجامعية وينتظر الموافقة الأمنية للحصول على الوظيفة الرسمية مع خالص التحية.
موجه للناس العابثين منهم فقط وتذكر بأن أولادك سيأتون بنفس الباص يوما ولنفس الجامعة الأردنية مع احترامي لكل الشخصيات الوهمية وهي فقط للتشبيه . والله ولي التوفيق.