الكاتب : الشيخ محمد عايد الهدبان
لقد كتبت قبل سنة من الآن مقالا عن شهر شعبان وكان اسم المقال \" شعبان ... شهرٌ وفضلٌ ومعنى \" حيث تطرقت فيه الى فضل شهر شعبان وتكلمت باسلوب متسلسل فيه حيث احتوى في باطنه على الفضل الكبير لشهر شعبان والحوافز التي انعم الله بها علينا فيه ... وانني سوف استفيد من ذاك المقال كثيرا في هذا المقال ... فلا يخرج عن مضمونه ...
وكما كان للاسم نصيب فيه حيث علمنا ان شهر شعبان ( وجوده قبل رمضان وبعد رجب جعل له من اسمه نصيب ، فتقول العرب : ( فبشر شعب رأسك بانصداع ) أي انه قسمان لذلك يقال : هما شعبان أي مثلان ، وعلى هذا سمي شعبان باسمه لأنه ظهرَ بين شهرين هما رجب ورمضان ، ويؤكد ذلك حديث المصطفى عليه الصلاة والسلام (ذاك شهر تغفل الناس فيه عنه ، بين رجب ورمضان ) ؛ وقيل انه اسم للشهر بسبب تَشَعُّبِهم فيه أَي تَفَرُّقِهِم في طَلَبِ الـمِـياهِ، وقيل في الغارات ؛ وغيرها الكثير منها : اسم لقبيلة واسم لموضع في الشام ، ومن المعاني العجيبة لهذا الشهر والتي ذكرها بعض أهل اللغة وهو العجلان أي أن شَعْبانُ لسُرْعَة نفاد أَيَّامه؛ ولكن فنّدَ هذا الكلام ابن سيده فقال : وهذا القول ليس بقَوِيٍّ لأَن شَعْبان إِن كان في زمن طُول الأَيام فأَيَّامُه طِوالٌ وإِن كان في زمن قِصَر الأَيام فأَيَّامُه قِصارٌ، وهذا الذي انْتَقَدَه ابنُ سيده ليس بشيء لأَن شعبان قد ثبت في الأَذهان أَنه شهر قصير سريع الانقضاء في أَيِّ زمان كان لأن الصومَ يَفْجَأُ في آخره فلذلك سُمِّي العَجْلان ) ....
والشيء بالشيء يذكر انه لا بد علينا ان نذكر الناس بهذا الشهر ، الذي ذكره نبينا عليه الصلاة والسلام بالاسم وعدّه من الاشهر التي يغفل الناس عنه حيث قال عندما سئل من الصحابي الجليل أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال : قلت يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان ، فقال : \" ذاك شهر تغفل الناس فيه عنه ، بين رجب ورمضان ، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين ، وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم \" ......
فنحن اليوم في هذا الشهر .... وكثير منا اليوم لبا يعلمون في أي شهر هم .... والقليل يعلم ذلك .... فعلينا الا ننسى هذا الشهر والا نغفل عنه لانه بداية نهاية سنة وبعده رمضان هو اول سنة لنا من حيث بدء العمل الصالح وهذه رحمة كبيرة من ربنا لعباده .....
وكما ان الله سبحانه انعم على هذه البلد الطيبه بالأمن والأمان ... كذلك ادعو الله ان يصفي القلوب لما فيه خير للبلاد والعباد ... فقال عليه الصلاة والسلام : (( إن الله ليطّلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن )) ؛ والمشاحن هو الذي بينه وبين أخيه خصومة .
الشيخ محمد عايد الهدبان
Malhadn2000@yahoo.com
0788171870