تناقلت وسائل الأعلام المحلية والعربية خبر بث مباريات كأس العالم داخل مراكز الإصلاح والتأهيل \"السجون\" الأردنية, الجميع أشاد بهذا الإجراء الحضاري الإنساني الذي ينم عن حسن ووعي الإدارة والذي ينعكس إيجاباً على نفسية وسلوك النزلاء.
يوم أمس وفي خبر نقلته إحدى الصحف الأردنية عن إقامة معرض للفن التشكيلي في المركز الثقافي الملكي لنزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل الأردنية , يأتي هذا المعرض ثمرة تعاون إدارة السجون ونقابة الفنانين التشكيليين ووزارة الثقافة في تدريب النزلاء الموهوبين على الفن التشكيلي وتوفير كل المستلزمات الضرورية ليتمكن هؤلاء النزلاء من ممارسة هذا الفن الراقي وقد انخرط عدد كبير من النزلاء في هذا البرنامج حيث أبدعوا أكثر من (70) لوحة فنية سوف تكون متاحة للمشاهدة أمام جمهور هذا الفن الراقي بالمركز الثقافي الملكي , كما وأكدت النقابة أنها ستتبنى أعمال هؤلاء النزلاء ليكونوا أعضاء في النقابة بعد انتهاء محكوميتهم .
المسئولين عن تنفيذ هذا البرنامج أكدوا أن ممارسة الفن التشكيلي لها أثار ايجابية على سلوكيات النزلاء مما يساعد على تفاعلهم واندماجهم بالمجتمع و تمنعهم من خرق القانون مستقبلا .
هذه الإجراءات الإنسانية والحضارية والعلمية تدل على ان هناك نقلة نوعية في عقلية إدارة هذه المراكز وتطور نوعي في التعامل مع هذه الشريحة من المجتمع مما يؤدي الى تحسين سلوكيات هؤلاء النزلاء داخل السجن وخارجة مستقبلا وهذا يترجم عمليا هدف الإصلاح والتأهيل الذي تسعى له هذه المراكز .
كثير من المنظمات المدنية ومنظمات حقوق الإنسان الدولية والمحلية الممولة من الخارج تتهم الأردن بإساءة معاملة السجناء والتضييق عليهم وحرمانهم من بعض الحقوق , وبغض النظر عن الغايات والأهداف السياسية المشبوهة أحيانا لهذه المنظمات في استثمار هذه القضايا للضغط على الأردن لتحقيق مكاسب سياسية معينه , فان هذه الإجراءات الحضارية رد عملي يفند ويعري تلك الادعاءات والتهم .
نتمنى ان لا تكون هذه الإجراءات مرحلية أو ظرفية أو استثنائية , بل تكون إجراءات برامجية مؤسسية لتحقيق الإصلاح والتأهيل والاندماج الحقيقي لهذه الشريحة في المجتمع لضمان عدم عودتها للانحراف والإجرام , ولتعزيز مكانة الأردن الدولية في مجال الحقوق المدنية وحقوق الإنسان .