التمريض مهنة من المهن الهامة في حياتنا ، تعرضت في الماضي إلى الكثير من الظلم والتجريح في المجتمع ولكنها سرعان ما اكتسبت مكانتها الراقية في مجتمعنا بحيث اصبحت مهنة مرغوبة خاصة في الوسط النسائي..
ولكن مهنة التمريض تتعرض مثل جميع المهن الأخرى ، إلى سوء التخطيط وسوء الدراسات الحالية والمستقبلية ، فلا تجد دراسات واضحة عن حاجة الأردن والدول المجاورة في العشرين سنة القادمة الى كوادر التمريض الأنثوي... كما أنك لا تجد التوجيهات الواضحة للخريجين الجدد في الثانوية تنصحهم بأخذ الاختيارات المناسبة حسب سوق العمل المستقبلي. وهكذا نجد زيادة في أعداد خريجي الجامعات في دراسات تفتقد الى سوق العمل عندنا أو في الخارج....
الشكوى من سوء التخطيط ليست وليدة اليوم واللحظة بل هي صفة ملازمة لجميع الحكومات التي تعتمد في تركيبتها ووظائفها الرئيسية على الواسطة والمحسوبية والعشائرية، وهي صفات ملازمة لحكوماتنا المتعاقبة. وهكذا تجد هؤلاء المسؤولين غير مؤهلين لوضع سياسات او استراتيجيات للبلد، وجل همهم هو الكسب غير المشروع أو التوسط وتوظيف آخرين غير مؤهلين من مناطقهم او القيام برحلات الى الخارج من اجل الاستجمام ، اما التخطيط للوطن او مستقبل الوطن فليس هو من ضمن مهامه حسب ظنه...
وإذا عدنا الى التمريض بشكل خاص فنجد أن الأردن أولاً والبلاد المجاورة لنا ثانياً ثم بقية دول العالم بحاجة الى هذه المهنة وخاصة الجزء النسائي منها، ومجال العمل فيها مفتوح للسنوات الثلاثين القادمة وبرواتب مجزية.. وعلى الدولة الأردنية ان تقوم بزيادة مقاعد التمريض في بلدنا بل ومضاعفته بفتح كليات جديدة وفي مختلف الجامعات، وان تقلل من المعدلات التي تطلب فيها الحد الأدنى للتمريض النسائي، وأن تسمح بسهولة الدوام فيها وليس هذا على حساب جودة التعليم أو مستوى الخريجين كما يقال ، فهذه عادة حجج واهية نعرفها وتتخذها الجهات المسؤلة الدرع الذي تحتمي خلفه في أي قرار تتخذه ، حيث تعتبر نفسها أنها الوحيدة التي تفهم مصلحة الوطن. ولكننا في النهاية نجد أنفسنا نتحدث عن بطالة خريجين تملأ الشوارع ناتجة عن قرارات قاصرة اتخذتها جهات قصيرة النظر اختبأت خلف شعارات التعليم والوطن والتقدم..
الآن ونحن على وشك إعلان نتائج الثانوية العامة ، مطلوب من الدولة دراسة سوق العمل وبجدية وإعطاء النصائح لأبنائنا وبناتنا، لأن هذا الامر سيعطي نتائجه وثماره بعد سنوات خمس يزداد فيها الوضع الاقتصادي صعوبة والتنافس شدة من قبل آخرين يحبون وطنهم قولاً.. وعملاً.
د. معن سعيد