زاد الاردن الاخباري -
ما زال وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الذنيبات مُصرا على اجراء العديد من التجارب على انظمة الثانوية العامة (التوجيهي) في الاردن، التي يراها مراقبون تزيد من صعوبة ورهبة مرحلة الثانوية العامة على الطالب بالدرجة الاولى دون تقديم اي امتيازات له.
وأكد مراقبون ان كثرة الحديث حول "التوجيهي"، واضافة العديد من التعليمات والانظمة الجديدة التي يُنظر في تطبيقها انها لا تعني دائما تحقيق المعنى الايجابي لوجودها بالاساس، مشيرين الى أن على وزير التربية ان يعي حجم الضغط الذي يتركه في نفوس الطلبة عندما يُفكر باصدار اي قرار جديد يتعلق بالتوجيهي.
وكان وزير التربية والتعليم قد صرح قبل يومين عن توجه الوزارة لالغاء الحذف الاختياري للمواد لطلبة الفرع العلمي في امتحان الثانوية العامة، بحيث تكون مواد الرياضيات والفيزياء والكيمياء والاحياء اجبارية، وتدخل في المعدل العام للطالب اعتبارا من العام الداسي 2015 -2016.
من جانبه قال الطالب معاذ الشبول الذي أمامه عام واحد لمرحلة التوجيهي: ان التوجه الذي تحدث عنه الذنيبات قد اربكه كثيرا، خاصة وان الفرع العلمي يُعد من اكثر الفروع الدراسية صعوبة، وان امكانية حذفهم الاختياري لبعض المواد تخفف عليهم وتعينهم على اجتياز المرحلة.
اشار الشبول الى ان على وزير التربية عدم الاقدام على اصدار مثل هذا القرار قبل ان يستشير اكبر قدر ممكن من الطلبة، وكذلك الخبراء التربويين لمعرفة مدى تاثير مثل هذا القرار في الطالب.
وبخصوص التوجه الذي تحدث عنه الذنيبات فقد أكد ان الوزارة لا تركز على معدل الطالب بقدر تركيزها على نوعية التعليم الذي تقدمه للطلبة الذي يسهم في تطوير المنتج التعليمي الذي نتطلع اليه.
حول ذلك قالت ولية امر احد الطلبة احلام الكيلاني: ان ما يتطرق اليه وزير التربية من حديث حول ضرورة التركيز على نوعية التعليم يجب ان لا يُعد الاولوية الاولى للوزارة، فاشارت الكيلاني الى الواقع المرير لحال العديد من المدارس الاردنية التي لا تصلح بان تكون بيئة صالحة للدراسة.
اضافت الكيلاني ان على وزير التربية ان يأخذ بعين الاعتبار الظروف البيئية للمدارس قبل ان يفكر باتخاذ قرارات تنظيمية، لان السبب الرئيسي لنجاح الطالب ام لا باعتقادها هو البيئة الصفية، مشيرة الى ان على الوزير ان يضع هذه النقطة في سلم اولوياته ويحاول اصلاحها قدر المستطاع.
في السياق ذاته تحدث الذنيبات ايضا على ان الوزارة بصدد اعادة هيكلة كافة المسارات التعليمية لديها ومتطلباتها الدراسية، وتعزيز التوجه نحو التعليم المهني في المملكة، وتدريس مواد الفيزياء والرياضيات الخاصة بالفرع العلمي لطلبة الفرع الصناعي، مبينا ان الطالب في الفرع الصناعي يكلف الوزارة 1400 دينار بينما يكلف الطالب في الفرع الادبي 700 دينار.
واضاف ان اعادة الهيكلة للمسارات التعليمية تتضمن كذلك مناهج جديدة لكافة الفروع، بالاضافة الى ادخال مادة جديدة باسم تاريخ الاردن لطلبة الفرع الادبي بحيث تكون اجبارية.
الطالبة ندى الحوراني تحدثت عن انزعاجها من القرارت والتوجهات العديدة التي يُلقيها وزير التربية على الطلبة وذويهم دون ان يُفكر بتبعات تلك القرارات، فترى الحوراني ان التوجه لاستحداث مناهج جديدة للتوجيهي ليس بالامر الهين ولا يجوز التصريح به بكل سهولة.
اشارت الحوراني الى ان مسألة استحداث مناهج جديدة لن يكون بمصلحة طالب التوجيهي لما سيتسبب به من ارباك وصعوبة لديه، فتقترح الحوراني ان على الوزارة ان تبدأ بتعديل المناهج بشكل دوري حتى يستطيع الطالب تقبل الفكرة دون ان تُربكه.
في الاطار ذاته قال الخبير التربوي حسني عايش لـ"العرب اليوم": ان بعض قرارات الوزارة تكون اجرائية وليست اشكالية، وبعضها يحتاج الى فترة طويلة المدى لتنفيذها.
اضاف عايش ان تلك القرارات لا تؤثر كثيرا في الوضع الراهن، والمطلوب هو قرارات جريئة تعيد النظر في امور جوهرية تخص المحتوى واعداد المعلمين وتطوير المرافق المركزية التي لم تعد ملائمة للعصر الرقمي، بالاضافة الى اعادة النظر بالامتحانات التقليدية التي لا تقيم لتعلم وانما تقيس لتدين.
واكد عايش ان تلك القرارات وفي حال لم يلمس بها الطالب تغييرا ايجابيا فلا يعد لها اي قيمة تذكر، ويجب ان تكون كل القرارات التي تُقرها الوزارة لمصلحة الطالب بان يتعلم بصورة افضل.
يذكر ان وزارة التربية والتعليم، قررت اشراك (500) موظف من ديوان المحاسبة في مراقبة مجريات الامتحان خلال الدورتين الامتحانيتين السابقتين.
وكان وزير التربية والتعليم قد أكد، أن مشاركة ديوان المحاسبة في الاشــــــراف على اجراءات عقد امـتحان الثانوية العامة نابعة من الدور الدستوري للديوان كمؤسسة وطنية رقابية، مشيرا الى ان دور ديوان المحاسبة في امتحان الثانوية العامة قد انعكس بشكل ايجابي وكبير على ضبط اجراءات الامتحان من النواحي الرقابية الادارية والمالية.
العرب اليوم