زاد الاردن الاخباري -
عادة ما يجتمع معظم افراد الاسرة في المناسبات والعطل الرسمية والاجازات وذلك بسبب انشغالهم بالعمل والامور اليومية التي تستغرق نهارهم وتتطلب منهم الالتزام بمواعيد معينة قد تتخالف مع مواعيد باقي افراد الاسرة. الا ان لكل اسرة وقتا محددا يجتمع فيه جميع افرادها قد يكون على مائدة الافطار او الغداء أيام الجمع ، او قد يكون في احدى الرحلات الاسبوعية او السنوية التي ينظمونها في العطل الصيفية والاجازات أو قد يكون التجمع في مناسبات محددة مسبقا مثل شهر رمضان والاعياد الرسمية التي يتوجب عليهم التجمع من اجل معايدة الاهل والاقارب والجيران بشكل جماعي.
الكثير من الاسر تترقب بشغف قدوم اي مناسبة لتجتمع وغيرهم قد لا يجدون الوقت المناسب لحضورهم حتى وان تواجدت المناسبة.
حفلات الزفاف
وتقول "ام علاء" ربة اسرة ان اسرتها والتي تتكون من تسعة افراد لا يجتمعون على مائدة طعام الا في يوم الجمعة وليس في كل ايام الجمع يكون تواجدهم مكتملا. وذلك لان لكل منهم انشغالاته الخاصة. فمنهم من يعمل في مؤسسات حكومية واخرون في القطاعات الخاصة والمشاريع الشخصية واشارت ام علاء الى ان بناتها الثلاث هن من اكثر افراد الاسرة التزاما في التواجد في البيت فترة العطل والاجازات كما اكدت على ان اكثر المخالفين او الغائبين عن تجمع الاسرة الاسبوعي هو زوجها الذي يعتذر عن كل تجمع بحجة ان عمله كصاحب محل "سوبر ماركت" يتطلب منه التواجد فيه بشكل دائم حتى في ايام الجمع والعطل الرسمية.
واضافت ان الاوقات التي تلتقي بها بافراد اسرتها محدودة جدا خاصة بعد ان كبر ابناؤها واصبح لكل منهم انشغالاته اليومية سواء العملية او الشخصية فهي لا تتذكر متى كانت اخر رحلة قاموا بها فمنذ سنوات لم يخرجوا بشكل جماعي مثلما كانوا يحرصون على فعل ذلك وهم اطفال.
وتقول ام علاء بكثير من الطرافة أنها تتذكر اخر مرة اجتمعت فيها بافراد اسرتها كاملة كانت في مناسبة زفاف ابنتها الكبرى حيث تواجد الجميع دون ان يعتذر احد منهم لانشغالاته كالعادة حيث تمنت ام علاء ان تكون كل ايامهم "اعراسا" لكي تجتمع باسرتها.
الافطار الاسبوعي
اما السيدة "جميلة سعادة" فاشارت الى ان الوقت الوحيد التي تجتمع فيه بجميع اسرتها يكون في وقت الافطار الصباحي ليوم الجمعة حيث يجلس جميع افراد اسرتها في هذا الوقت وبعدها يرافق اولادها الشباب والدهم الى صلاة الجمعة ولا يجتمعون بعدها الا في المساء بعد ان يكون كل منهم قد انهى اعماله. واشارت الى ان اولادها الاربعة يعملون في احدى الورش الكهربائية في منطقة وسط البلد وان عملهم يحتم عليهم انجاز الكثير من الطلبات على مدار الاسبوع فهم لا يجدون وقتا لالتقاط انفاسهم خاصة في فصل الصيف وفي ذلك كله استفادة تعود عليهم بتحسين اوضاعهم المعيشية.
وينتظر "انس علام" 24 عاما يوم الجمعة بفارغ الصبر لكونه اليوم الذي يجتمع فيه مع اخوته ووالديه بعد انقطاع اسبوع كامل عنهم بحكم اعمالهم التي تمتد من ساعات الصباح وحتى المساء فلا يجد الوقت الذي يجتمع فيه معهم طوال ايام الاسبوع باستثناء يوم الجمعة.
ويتحدث انس بفرح شديد عن مائدة الغذاء التي تعدها والدته يوم الجمعة والتي تحرص على ان تكون "منسفا" وهي الاكلة يفضلها الجميع وينتظرها في هذا اليوم.
كما انه ينبهر بطقوس المشاركة التي يعيشها الجميع دون استثناء حيث يساعد اخوته واخوانه في اعداد الطعام وتحضير المائدة التي تكون بالاصناف المختلفة. وقال انه الوحيد في اسرته الذي يشعر بالغربة والوحدة بسبب انه ما زال عاطلا عن العمل وقد اكدت له والدته انه وبمجرد ان يحصل على فرصة عمل سينشغل مثل باقي افراد الاسرة.
الرحلات الموسمية
وتحدد اسرة "ابو ابراهيم" سنويا موعدا للخروج برحلة داخلية او خارجية قد تكون لمدة اسبوع او اقل وتعتمد الرحلة على التجمع واختيار المكان والزمان المناسبين بعد الاتفاق مع الجميع واستمزاج ارائهم بحيث لا يتعارض موعد الرحلة مع احدهم.
ويتحدث ابو ابراهيم عن هذا الطقس السنوى الذي يجمعه ليس فقط بافراد اسرته بل وبعدد كبير من عائلته وعائلة زوجته حيث تكون هذه الرحلة مناسبة لكسر الروتين السنوي وفرصة لالتقاء الاقارب ومعرفة اخر اخبارهم وهمومهم. واضاف ان المسؤول عن تجميع اسماء الاشخاص المشاركين بالرحلة وجمع الإشتراكات هي زوجته وابنته الكبرى حيث ينظمن كل عام رحلات داخلية واحيانا خارجية للدول المجاورة مثل سوريا او لبنان بعد ان يقمن بإعداد البرنامج واعلام جميع المشاركين او من يرغب بالذهاب .
واكد ابو ابراهيم ان هذا الطقس السنوي اصبح عادة وتقليدا ينتظره الجميع بما يحققه من فوائد استجمامية ومعنوية تعود على الجميع بالنفع والراحة النفسية.
وبشكل جزئي كما وصفه "وائل محمود" يجتمع هو وبعض افراد اسرته في طقس شبابي اسبوعي حيث يتحلقون حول لعبة "الشدة" والتي يعتبر نفسه بانه لاعب محترف يفوز في كل الجولات التي يخوضها.
واشار الى ان لعبة "الشدة" التي تجمعه بافراد اسرته وجيرانه واحيانا اقاربه لها طابع خاص حيث انها تسليهم وفي نفس الوقت تجمعهم في هذا اليوم فبعد الانتهاء من اللعب يكون لديهم متسع من الوقت لتبادل اطراف الحديث والتعرف على اخر اخبار البعض منهم.
الدستور - جمانة سليم