زاد الاردن الاخباري -
حدد نقيب الصحفيين الأستاذ طارق المومني ثلاثة عوامل أسهمت في رسم واقع صحفي "محزن ولا يبشر بخير" لمستقبل الصحافة الورقية.
وحصر المومني في محاضرة (الصحافة الأردنية، واقعا وطموحا) في جامعة الشرق الأوسط اليوم الاثنين العوامل في "الإدارات التي تعاقبت على هذه الصحف، والحكومات التي لا تعير الإعلام اهتماما، والصحف نفسها التي لا تواكب متطلبات الثورة التكنولوجية".
وقال في المحاضرة التي نظمتها اللجنة الثقافية في الجامعة وحضرها طلبة وأعضاء هيئة تدريس إن "الصحافة الورقية تواجه تحديات صعبة أبرزها عدم مواكبة الثورة التكنولوجية التي تنبئ بأن الصحف ستطبق عليها النظرية الدارونية ، أي البقاء للأقوى"، مبينا أن "الأردن الدولة الوحيدة التي لا تقدم دعما للصحافة".
واستدرك :" الدعم المطلوب ليس الدعم المباشر لكن اعتبار الصحافة صناعة وتقديم إعفاءات ضريبية لتخرج من أزماتها" خصوصا أنها تعيل الآلاف من الأسر .
و تناول المومني الأزمات التي تمر بها الصحف اليومية ، مؤكدا على دعم نقابة الصحفيين للمؤسسات الصحفية و بذل كل جهد ممكن حتى تخرج من أزماتها و تحافظ على استمراريتها خصوصا أنها تتمتع بمهنية و موضوعية عاليتين.
ودعا الصحف الورقية إلى" مواكبة متطلبات الثورة التكنولوجية والإعلام الجديد وليس البديل "، مؤكدا في هذا الصدد أن "التاريخ لم يسجل نسخ وسيلة إعلام لأخرى"، بالإشارة لما يثار من أن الصحافة الورقية ستتلاشى لصالح الصحافة الاليكترونية التي دعا إلى منحها الفرصة "حتى تصل إلى الرشد والنضوج على غرار الأسبوعيات التي تطورت إلى صحافة موزونة تتمتع بالمصداقية إذا ما بقيت الأمور على حالها .
وصارح المومني متحدثيه بأن "الحكومات المتعاقبة لم تعر الإعلام اهتماما بل كان في آخر اهتماماتها ، فلا توجد إرادة حقيقة للحكومات للنهوض بالإعلام".
هذا المشهد"المحزن"، بحسب المومني، سينعكس على الحريات الإعلامية والصحفية التي واجهت في "نحو عشر سنوات 13 قانون مطبوعات ونشر ما يشي أن هناك عودة إلى الوراء في مجال الحريات الإعلامية التي هي ركن أساسي في أي نظام ديمقراطي".
لكن هذا المشهد، يستدرك المومني، يستدعي "من أطراف المعادلة الإعلامية اتخاذ قرارات جريئة وعمل يتسم بالشفافية يعالج التحديات بحلول واقعية تحترم حرية الإعلام التي هي أحد أشكال حرية التعبير".
وجرى في ختام المحاضرة، التي أدارها رئيس اللجنة الثقافية في الجامعة الدكتور سعود عبد الجابر، نقاش موسع مع الحضور تناول مقترحات بإيجاد "عضوية شرفية" لأعضاء هيئات التدريس غير الأردنيين في كليات الإعلام بالجامعات، وسبل مواجهة وتطويق التحديات التي تمثلها ممارسات بعض المواقع الالكترونية التي تتجاوز أخلاقيات العمل الصحفي حيث دعا الأستاذ المومني في هذا الصدد إلى اللجوء لأحد طريقين لمواجهة هذه التجاوزات "إما عبر نقابة الصحفيين من خلال لجان التأديب فيها أو القضاء".