زاد الاردن الاخباري -
فيما أكدت مصادر أردنية رفيعة أن سيناريو "سورية فيدرالية" مرفوض من قبل الأردن، وأنه "لا يحل المشكلة" السورية، جددت هذه المصادر موقف المملكة الداعي إلى "حل سياسي شامل والمحافظة على وحدة سورية وشعبها".
وكان رئيس تحرير صحيفة الحياة اللندنية غسان شربل ذكر في مقال له نشر أمس تحت عنوان "متى يرجع السوري؟"، أنه سمع ما وصفه بـ"كلام مقلق" حول أن "سورية القديمة، قُتِلت في الحرب"، وأن الدليل على ذلك، هو ان "زائراً حمل الى عاصمة كبرى، مشروعاً لسورية الفيدرالية"، فيما لم يحدد الكاتب من هو الزائر، الذي يقصده أو العاصمة التي يقصدها.
وحول مدى واقعية الفكرة وسلبياتها وإيجابياتها، أكد رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري أنه لم يسمع بطرح فكرة "فيدرالية سورية" إطلاقا، مستبعدا في ذات الوقت "قبول أي أحد بمثل هذا الطرح".
ولفت المصري الى ما ذكره جلالة الملك عبدالله الثاني في عمان وواشنطن خلال زيارته الأخيرة لها، عن "تطمين للعلويين" ولكنه اعتبر ان هذا الأمر "لا يدخل ضمن مفهوم الفيدرالية".
وتابع قائلا: "ما أعرفه ان هناك حديثا عن حل وسط" للأزمة السورية، وأن الخلاف الدائر حاليا يتمحور حول "بقاء النظام السوري، وهل سيكون ذلك ببشار أو بدونه"، كما أن "مفهوم الفيدرالية لا ينطبق على الحلول الوسطى أو الأفكار المطروحة بهذا الصدد".
وعن رأيه بإمكانية نجاح سيناريو الفيدرالية في سورية، استبعد المصري حصولها، منوها إلى أنه ربما "يكون في العراق حديث بهذا الشأن، وواقع على الأرض، ممثلا بالإقليم الكردي، إلا أنني لا أظن أن ذلك سيحصل في سورية ولا امكانية لحل من هذا القبيل".
أما النائب محمود الخرابشة فاعتبر ان الأردن "لا يقبل بمثل هذا الطرح، الذي يشكل مصدر قلق وخطر له، لأن من مصلحة المملكة امن واستقرار سورية والعراق ايضا، حتى لا تكون الدولتان مصدر إزعاج وإثارة فتنة وعبث بأمن الأردن".
ويشير الخرابشة الى ان الفيدرالية تعني تقسيم سورية الى دويلات، وان يكون بين هذه الدويلات اتحاد، سواء "اكان مركزيا أم غير مركزي، فهذه قضية ثانية، إلا أن أي عبث بأمن سورية يؤثر علينا، ومن مصلحتنا إنهاء الاضطراب في الدولة الجارة".
وأشار في هذا الصدد، الى "محاولات التسلل اليومية وتهريب السلاح والمخدرات (عبر الحدود السورية للمملكة) وهو الأمر الذي ينعكس سلبا على أمن واستقرار الأردن"، مستدركا أنه "بوجود نظام سياسي قوي قادر على حفظ أمن واستقرار سورية فإن هذه الآثار التي نعانيها ستزول".
وختم بقوله: "صحيح أن أجهزتنا الأمنية قوية وعلى أهبة الاستعداد، لكننا لا نريد أن نبقى متوترين ومتأهبين، بل نريد أن نعرف أن الأنظمة الموجودة على حدودنا قادرة على حماية أمنها واستقرارها".
الغد