من الحكمة هنا أن تترك الأمور لأهلها من المختصيين وأن نبتعد عن استخدام الجمل الكبيرة، وأن نوقف الكثير من الحكايات التي قيلت عن أسر الطيار معاذ ، والقصة بكل هدوء تقول أن طائرة أردنية سقطت في أرض العدو وتم أسر قائدها ، ورغم أن العدو هنا لايؤتمن له جانب ويتصف بالهوائية ولاتضبطة أية ضوابط أو قوانين دولية تحكم العلاقات بين الدول في حالة الحرب أو السلم .
وإن كان الشعور العام لدى الجميع يؤيد أن تتخذ الحكومة كافة الاجراءات ودون النظر لتلك القوانين أو الضوابط من أجل إعادت الطيار الأردني لوطنه ولأهله، فهناك دول كثيرة وبعيدا عن التعنت الأمريكي رضيت على نفسها أن تدخل بمفاوضات مع تلك الجماعات وأطلقت سراح اباءها ممن اعتقلتهم تلك الجماعات ، لأن تلك الدول عرفت كيف تفكر تلك الجماعات وما الذي يحكم علاقتها مع الدول .
ونحن في الأردن ومنذ انتشار خبر أسر الطيار معاذ وهناك الكثير من الأصوات التي خرجت تحلل وتناقش تلك القضية واتخذت من الفزعة اسلوبا في التعامل مع الحادثة ، والقضية هنا بحاجة لحنكة سياسية على أعلى المستويات وكما يقول المثل علينا أن نترك الخبز لخبازه ، وأن لاتصبح القضية تلك فرصة لإظهار الوطنية أو الانتماء لناس دون غيرهم من الشعب فليصمت الجميع ، فالحادثة غير مسبوقة في تاريخ البلد ومعاذ الكساسبة هو أول طيار يتم أسره في تاريخ الجيش العربي منذ نشأءة الدولة الأردنية .