أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الأردن يكتب فصلا جديدا بمكافحة العنف ضد المرأة مستوطنون متطرفون يقتحمون المسجد الأقصى المبارك الأعيان والنواب يرفعان ردهما على خطاب العرش اليوم وزير الخارجية: غزة أصبحت مقبرة كبيرة للأطفال والقيم الإنسانية نائب أردنية تسأل عن الشركة المصنعة لعدادات العقبة القسام توقع قوة إسرائيلية في كمين ببيت لاهيا النواب يناقش رده على خطاب العرش في جلسة مغلقة شهداء ومصابون بقصف الاحتلال لمنزل في رفح جنوبي قطاع غزة بـ99 دولارا .. ترمب يطرح للبيع رؤيته لإنقاذ أمريكا (كارت أحمر) مرتقب من ترامب للمتحولين جنسيا بالجيش الأمريكي العلوم والتكنولوجيا والألمانية الأردنية والحسين التقنية تطلق شراكات بحثية وأكاديمية تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL إطلاق منصة الابحاث والابتكار المائية. الخط الحديدي الحجازي الأردني يعلن إيقافا مؤقتا لرحلات القطار السياحية مذكرة تفاهم لتوليد 400 ألف طن سنويا من الأمونيا الخضراء إربد .. البندورة والزهرة بـ40 قرش في السوق المركزي هكذا عقّب سفير أمريكي أسبق على إمكانية اعتقال نتنياهو .. ماذا قال؟ إعلان موعد بدء استقبال طلبات منح رخصة الكاتب العدل اصابة 4 أشخاص بحادث تدهور باص على طريق الزرقاء - المفرق إيران تنفي التورط بمقتل حاخام يهودي بالإمارات
الصفحة الرئيسية آدم و حواء "بفكر في اللي ناسيني، وبنسى اللي فاكرني"...

"بفكر في اللي ناسيني، وبنسى اللي فاكرني" و"كيمياء غوتيه" .. تفسير الجاذبية والنفور بين البشر

16-07-2010 11:27 PM

زاد الاردن الاخباري -

بين قوانين الجاذبية الأرضية، ونظيرتها البشرية، بون شاسع، واختلاف يصل حد "الخلاف" أحيانا، فالأرقام والحسابات التي تسير على هديها الأولى تجعل التوقعات والتنبؤات تصل حدود اليقينيات، في أغلب الأحيان، أما الجاذبية البشرية، فلا تصلح معها أرقام أو حسابات، بل ولا حتى العرافة والتنجيم، في معظم الحالات.

هي، إذن، قوانين اللاقوانين، فعندما تشتعل شرارة الحب، مثلا، بين شخصين، يقال على الفور " بينهما كيمياء"، ولكن لا أحد فعلاً يدرك حرفياً معنى هذه الكلمة.

فـ"هبة" التي تعرفت على شاب في عملها، تشير، مثلا، إلى أنها لم تشعر بهذه "الكيمياء" مع زميلها الذي حاول خطبتها مراراً وتكراراً، فكانت تجيبه دائماً بالرفض، على الرغم من صفاته الشخصية المحببة.

وتؤكد " لم أشعر بالكيمياء نحوه مع أني لا أعلم حقاً ما هي الكيمياء".

ويذهب بعضهم إلى تفسير الكيمياء، بأنها تلك المشاعر الدافئة التي يحس بها المرء عند مقابلته شخصا آخر، بغض النظر عن كونه ذكرا أو انثى، وتساهم "الكيمياء" بشعور المرء بالراحة تجاه الآخر.

والكيمياء بين الناس، عبارة عن تفاعلات بين أشخاص يوصفون، علميا، بأنهم كائنات كيميائية يملكون الطاقة والقدرة على العمل.

وتاريخيا، تعود فكرة الكيمياء بين الناس إلى العام 1809، حين وضع العالم الألماني جون غوتيه نظرية، بين من خلالها، أن العلاقات بين الناس تشبه التفاعلات الكيميائية بين العناصر المختلفة.

اختصاصي الطب النفسي د.محمد الحباشنة، يقول إن الكيمياء البشرية على نحو عام، "هي القبول الذي يحدث في بادئ الأمر، ولكن بعد فترة وبعد حدوث الكيمياء، إذا كانت هناك صفات مزعجة لا يتقبلها الشخص من الطرف الثاني، تذهب الكيمياء على الفور".

والسبب في حدوث الكيمياء بين أناس بعينهم، برأي الحباشنة، يعود إلى "أن هناك أشخاصا مرتبطين في ذهن الإنسان، بأشكال وتصرفات وتاريخ معين"، وبالتالي عند مقابلة الطرف الثاني، يصبح هناك "تطابق ما بين الصورة الذهنية والشخص"، وفي حال كانت الصورة منفرة، فلا تحدث "كيمياء"، ويحدث العكس إذا كانت الصورة إيجابية.

ويضيف أن ذلك هو ما يفسر تماما النفور عند رؤية أشخاص من بعيد لأول مرة، وعدم الارتياح لهم، بسبب نمطيات الدماغ التي تكوّن صورة دماغية.

غير أن الحباشنة يرى أنه لا ينبغي الاعتماد على الكيمياء فقط في تكوين العلاقات، كون الكيمياء لا تصمد على الإطلاق، كما أنها غير كافية "للصمود داخل العلاقات"، لافتاً إلى أنه بمجرد اكتشاف أن هذا الشخص ذو مواصفات غير مناسبة، تزول الكيمياء التي نشأت بينهما على الفور.

ويشير إلى أن الكيمياء تعد سببا رئيسيا في "تضليل الشخص في بداية العلاقات" كونها تجعله لا يرى بوضوح، غير أن من الممكن اعتبارها "مقدمة منطقية لإنشاء أي علاقات جديدة"، ويدخل فيها كثير من العوامل، على غرار الطاقة والأنماط الفكرية المستقرة لدى المرء.

وتوصل العلماء حديثاً إلى جين قد يفسر سبب انجذاب الناس إلى أشخاص محددين دون غيرهم، وقد يكون هذا الجين هو الذي يطلق الإشارات الكيميائية القوية التي تدعى "الفيرمونات"، والتي "تحدد للشخص إلى من ينجذب"، بحسب ما أشار موقع BBC الإلكتروني.

الثلاثينية مريم تؤكد أنه حتى "الأطفال لديهم كيمياء"، مبينةً أن طفلتها البالغة من العمر عامين، تنجذب، أحياناً كثيرة، إلى أشخاص دون غيرهم، فتذهب إليهم كأنها على معرفة وطيدة بهم، وأحياناً أخرى ترفض أشخاصاً ولا ترضى الاقتراب منهم على الإطلاق، حتى لو حاولوا معها بسائر الطرق، وتبقى هذه الصورة معلقة في مخيلتها، حيال هؤلاء الأشخاص.

اختصاصية الطاقة راية خضر، ترى أن كل شخص لديه طاقة معينة، إما أن تكون طاقة إيجابية أو سالبة، ففي حال كانت الطاقة إيجابية ومتشابهة لدى اثنين، مثلا، فيكونان مهيأين لتقبل بعضهما، والعكس يحدث في حال كانت طاقة كل طرف منهما مختلفة عن الآخر.

وتضيف أن الطاقة الإيجابية تولد تفكيرا إيجابيا، والعكس بالنسبة للطاقة السلبية، مبينة أن كل شخص عنده شحنات ترصد ذبذبات مختلفة قد ترفض بعضها وقد تتقبل بعضها، فالطاقة الإيجابية ترفض السالبة، والعكس صحيح.

خبير مهارات الاتصال ماهر سلامة يرى أن الكيمياء البشرية هي عبارة عن "تواصل لا يتم من خلال الكلام فقط"، كون الكيمياء موضوعا ذا علاقة بتوافق الطباع وتناقضها، وأساسه ينبع من المرء منذ صغره، حيث يبدأ بتشكيل الأشياء التي يحبها وتلك التي يمقتها، ومع الوقت تصبح هذه الأشياء جزءا من شخصيته، ومن ثم تتحول إلى سلوك وعادات.

ويضيف أنه قد يحدث تجاذب بين شخصين يعتقدان أنهما سيكونان على وفاق، غير أنه بمرور الوقت، وبمعرفة صفات كل منهما للآخر، قد يكتشفان أن هذا التجاذب غير موجود، والعكس صحيح.

ويضيف أن مفهوم الكيمياء البشرية المتطورة، لا تقتصر على الشكل فقط، إنما تمتزج بها أمور أخرى، مثل الكلام، والحوار، وغير ذلك.

وبعد، هل كان المطرب الراحل محمد عبدالوهاب على دراية بالكيمياء البشرية، حين أطلق رائعته الغنائية " بفكر في اللي ناسيني، وبنسى اللي فاكرني"، فهذه الأغنية، تحديدا، تلخص تلك الغرابة غير المنطقية، التي تنطوي عليها الكيمياء البشرية، عموما.



مجد جابر





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع