زاد الاردن الاخباري -
رغم جميع محاولات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، لإنهاء ملف قضية الطلبة المبتعثين لدراسة الطب في جامعات هنغارية، إلا ان طلبة واولياء امور يعتبرون ان ما اتخذ من إجراءات ليس هو الحل.
وبدأت القضية عندما تفاجأ طلبة مبتعثون من وزارة التعليم العالي واخرون حصلوا على بعثات من خارج الوزارة بأن القبول بتخصص الطب في الجامعات الهنغارية يمر في مراحل، وان الحصول على مقعد الطلبة يتطلب النجاح في امتحان مستوى للغة الانجليزية واخرى في مواد العلوم الاساسية، الى جانب ان النجاح في تلك الامتحانات لا يؤمن القبول، إنما يضمن المنافسة على المقاعد المتاحة فقط، بحيث تكون الاولوية للمعدلات الاعلى بغض النظر عن جنسية الطلبة.
ولقت هذه الاشتراطات ردود فعل رافضة من قبل الطلبة واولياء امورهم، خصوصا وان الامتحان باللغة الانجليزية، وان التنافس في تلك الامتحانات يتم مع طلبة لغتهم «الام» هي الانجليزية، ما يؤشر الى تضاؤل فرص الحصول على مقاعد في الطب امام الطلبة الاردنيين.
وتنقسم مجموعات الطلبة الى أكثر من فئة، الاولى: الذين تم ابتعاثهم بداية من خلال البعثات المحددة بموجب مذكرات التفاهم، والتي يقدر عددها بـ(35) بعثة، اما الثانية، فهم الطلبة الذين ترشحوا للحصول على بعثات بموجب اتفاق تم خلال زيارة وزير التعليم العالي الى هنغاريا في وقت سابق وحصل على بعثات رفعت العدد الى حوالي (270) بعثة تقريبا، وطلبة هذه الفئة تنقسم الى فئتين: الاولى متواجدة في هنغاريا وعددهم يقدر بين (70-100) طالب والثانية موجودة في عمان حتى الان: ويقدر عددها بحوالي (187) طالبا.
اما الفئة الثالثة، فهم الطلبة المتحصلون على بعثات من خارج وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
في ظل ردود فعل الطلبة واولياء امور الطلبة الرافضة لالية القبول، والتي لم يكن يعلمها غالبية الطلبة قبل مغاردتهم الى هنغاريا، اوفدت الوزارة وفدا الى هنغاريا لايجاد حل للقضية، والتي ادت الى تخلي بعض الطلبة عن تخصصات تم قبولهم فيها بالجامعات الاردنية، للالتحاق بتخصص الطب في هنغاريا، خصوصا وان هنالك امتيازات تمنح للطلبة.
وتمكن الوفد من التوصل الى تفاهمات مع جامعات هنغارية تتعلق بقبول الطلبة الاردنيين، تمثلت في منح الطلبة الذين لم يجتازوا امتحان «المستوى» ثلاث فرص للنجاح به، بحيث يتقدم الطالب للامتحان وفي حال اخفق يتقدم مرة ثانية وثالثة.
الى جانب: ان نجاح الطالب يضمن له الحصول على مقعد الطب مباشرة وليس الدخول في المنافسة في ظل العدد المخصص للقبول في تخصص الطب، وتمكين الطلبة المتواجدين في الاردن التقدم للامتحان من خلال (skype)، خلال اوقات محددة ويتم التواصل بين الطلبة والجامعات عبر البريد الالكتروني.
بالاضافة الى التأكيد بأن تكون ورقة الامتحان متشابهة بين جميع الطلبة وتمكين الطلبة من الحصول على ورقة الامتحان بعد تصحيحها.
اما بالنسبة لامتحان اللغة الانجليزية في حال اخفق الطالب، يخضع لدورة تأهيلية لتقوية اللغة الانجليزية لديه.
وفي الوقت الذي يرى طلبة واولياء امور طلبة ان هذه التفاهمات الجديدة، لن تمكن الطلبة من الحصول على مقعد الطب، نظرا الى ان الامتحان في اللغة الانجليزية، وفي مواد العلوم الاساسية، ترى مصادر في الوزارة أن التعليم العالي الاردني لا يستطيع ان يغير من سياسة القبول في الجامعات الهنغارية لضمان قبول الطلبة، وان التفاهمات التي توصلت اليها من خلال تقديم حلول منطقية، من وجهة نظرها، لتمكين الطلبة من الحصول على مقعد الطب.
وتؤكد مصادر في الوزارة ان التفاهمات التي ابرمتها مع الجانب الهنغاري، لم تقتصر على الطلبة المبتعثين من خلالها، بل تشمل جميع الطلبة الاردنيين، بغض النظر عن جهة الابتعاث.
ولا يخفي مراقبون وجود تقصير من قبل وزارة التعليم العالي فيما يتعلق بالطلبة الذين تم ابتعاثهم بداية، لجهة عدم علم الوزارة بإجراءات القبول، التي لم تتضمنها مذكرة التفاهم، وان عدم التضمين، بحسب المراقبين، لا يعفيها من المسؤولية تجاه الطلبة.
ويعتقدون ان الوزارة «لو ابلغت الطلبة بتلك الاجراءات، لكان الامر خيارا للطلبة، بين القبول بالبعثة او رفضها»، وان عدم متابعة الامر زاد الامر تعقيدا مع تزايد اعداد الطلبة مع ارسال البعثة الثانية من الطلبة، خصوصا وان منهم من تخلى عن مقعد في جامعة اردنية لصالح الابتعاث لدراسة الطلب في هنغاريا.
وخلال الايام الماضية، راجع العديد من الطلبة واولياء امور وزارة التعليم العالي والتقوا وزير التعليم العالي والبحث العلمي والامين العام للوزارة والمختصين في الوزارة، ورغم هذه اللقاءات ما يزال ملف القضية مفتوحا.
وتحدث مسؤولون في الوزارة الى طلبة واولياء امور عن زيارة لوزير التعليم الهنغاري خلال الفترة المقبلة، الى جانب هنالك تفكير لارسال موظف من الوزارة لفترة من الوقت لحل اشكاليات الطلبة.
ورغم محاولات الوزارة والوعود بطرح الموضوع خلال زيارة الوزير الهنغاري، فإن مراقبين يعتبرون ان تخلي الجامعات الهنغارية عن اليات القبول فيها لصالح الطلبة الاردنيين، «أمر صعب»، وان التسهيلات التي قدمت لهؤلاء الطلبة، ضمنت اعطاء فرص للطلبة مع المحافظة على اشتراطات واليات القبول فيها.
قضية طلبة هنغاريا، تتطلب التأكيد بداية على الطالب المرشح، وإعلامه بجميع متطلبات الحصول على البعثة، وان يكون هنالك معلومات تفصيلية لدى الوزارة حول اليات القبول في جميع الجامعات التي يتم الابتعاث لديها.
الراي