زاد الاردن الاخباري -
بدأت امتحانات الثانوية العامة وصاحبها حملات مغرضة تستهدف الإساءة لإجراءات الامتحان وتشويه صورته, وتعكير صفو نزاهته وشفافيته ونشر الفوضى، في محاولة لاسترجاع مرحلة سابقة سادها الترهل والضعف في التعليم وساهمت في تقديم مخرجات رديئة.
ومع حشد الجهود للقضاء على جميع اشكال الضعف التي تهدد المنظومة التعليمية بدءا من الاشاعات التي يطلقها البعض لإلحاق الضرر بمنظومة التعليم في الاردن عامة وبالتوجيهي على وجه الخصوص الذي تعتبر المحافظة عليه جزءا هاما من تقدم مجتمعنا فكريا وثقافيا وعلميا، فقد رافق اليوم الاول من الامتحان اصدار نسخة عن الاسئلة على مواقع التواصل الاجتماعي.
دوبدأ سيل من الاتهامات يوجه لوزارة التربية والتعليم، فندها وزير التربية الدكتور محمد ذنيبات بالقول "ان الاشاعات التي يتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي ما هي الا حملة لتشويه صورة امتحان الثانوية العامة, ويجب التفريق بين تسريب الاسئلة قبل الامتحان وبعده".
مؤكدا أن "فتح الاسئلة يجري تحت اشراف 5 جهات"، وبالنسبة لما يشاع حول تسريب الأسئلة أوضح "أن البعض يقوم بتصوير الاسئلة بعد بدء الامتحان وبثها لإشاعة أنها كانت مسربة بهدف إحداث حالة من الفوضى، والتشويش على دور الوزارة في السيطرة على الامتحان".
وأشار الى انه في كل لواء يوجد غرف عمليات مربوطة بالوزارة لمتابعة الاسئلة لحين وصولها الى الطالب, اضافة الى متابعة أي مخالفة او استفسار, مبينا ان "بعض الاشاعات تكون من مجموعة من المنتفعين هدفها اشاعة الفوضى وتشويه صورة الامتحان".
وبين ان كثيرا من المشاكل التي تحدث في قاعات الامتحان سببها طلبة الدراسة الخاصة، لافتا الى انه سيتم اتخاذ اجراءات صارمة لضبط وتنظيم امتحانهم في الدورات القادمة.
وأوضح انه تم "ضبط طالب دراسة خاصة قبل نهاية جلسة اليوم الاول بعشر دقائق في الرمثا, قام بإدخال هاتف خلوي الى قاعة الامتحان بطريقة يصعب كشفها وحاول تصوير ورقة الأسئلة لإرسالها عبر تطبيق الواتسأب وقد تم ضبطه ومنعه من الاشتراك واحالته الى القضاء وهو طالب يدرس في جامعة اليرموك، وسيتم مخاطبة الجامعة من قبل الجهات المختصة لإجراء اللازم بحقه".
واكد الذنيبات حرص الوزارة على المضي قدما في تعزيز الثقة بامتحان الثانوية العامة من خلال الالتزام بتنفيذ إجراءاته بما يضمن العدالة وتكافؤ الفرص بين الطلبة والشفافية في أداء الوزارة.
من جهته، يقول الخبير التربوي الدكتور هاشم محمود، ان ما قامت به وزارة التربية والتعليم في الفترة الاخيرة من ضبط لامتحان الثانوية العامة ومراجعة المدخلات والمخرجات للعملية التعليمية في الاردن وتصحيح مسار التعليم في الاردن "هو خطوة تستحق الشكر والتقدير".
وأشار الى أساليب الغش المبتكر التي كانت تشوب قاعات الامتحان سابقا, موضحا أن وزارة التربية تتجه نحو تصحيح العملية التعليمية بكل جرأة ومصداقية, "ومن الطبيعي ان يجد الرجل المخلص في عمله كل اذى وقذف واتهام بالتقصير خصوصا من المغرضين او ممن كانوا يستفيدون من تسيب الامتحان واستغلاله كعملية تجارية لبيع الاسئلة بأسعار عالية".
ويؤكد الطالب احمد هاني احد طلبة الثانوية العامة؛ ان المعلومات التي يتم تداولها عن تسريب الاسئلة تصيب الطالب المجتهد بحالة من الألم والإحباط لشعوره بعدم العدالة والرضا لحصول البعض على الاسئلة بكل سهولة دون اي دراسة، وهذا برأيه ينشر ثقافة الغش بين الطلبة, مؤكدا أهمية تعزيز العدل والمساواة بين جميع الطلبة وان تكون الاسئلة مبنية على مراعاة مستويات جميع الطلبة.
مديرة مدرسة حليمة السعدية الثانوية في محافظة عجلون سوسن المومني اكدت الاجراءات الايجابية التي ارتقت بمستوى امتحان الثانوية العامة "بعد ان وصلت سمعة الامتحان سابقا الى الحضيض" بحسب وصفها, موضحة ان المصداقية والعدالة برزت في اجراءات التربية نحو الامتحان، وهذا يتضح من جدية فريق الوزارة "ومن المؤكد ان تلقى الشجرة المثمرة من يقذها بالحجارة ولا عجب في ذلك".
وتشير ام علي، والدة احد الطلبة، الى حجم الخوف والقلق الذي يحدث لأي اسرة بفعل اجواء الامتحان، ولكن ما يزيد الخوف اكثر هو ما يتم نشره عن تسريب الاسئلة حيث اصبح غالبية الطلبة ومنهم ابنائي يتابعون ما يتم تداوله عبر الانترنت عن اسئلة الامتحان, وهذا يزيد "من الشعور بعدم الثقة بالامتحان وعدم تكافؤ فرص النجاح للجميع"، لافتة بهذا الصدد الى "الاشاعات الهدامة التي تهدف الى الاساءة للتعليم والتي لا يمكن لأحد ان ينكرها خصوصا وان التعليم هو الاستثمار الاول في الاردن".
وفيما ساهم الترهل والضعف في التعليم سابقا في تقديم مخرجات رديئة, فقد جاء الدور الآن لحشد الجهود للقضاء على جميع اشكال الضعف التي تهدد المنظومة التعليمية بدءا من الاشاعات التي يطلقها البعض لإلحاق الضرر بمنظومة التعليم في الاردن عامة وبالتوجيهي على وجه الخصوص، والذي ينبغي ان نحافظ عليه لأن المحافظة عليه جزء هام من تقدم مجتمعنا فكريا وثقافيا وعلميا, والاساءة له يعتبر اساءة لأمة.
(بترا)