لا أحد ينتحر من الذين أوصلوا البلاد والعباد إلى ما هم فيه الآن , ولا أحد يرفض أي منصب جديد ممن تولى المسؤولية سابقاً ولا أحد يشعر بتأنيب الضمير مما آل اليه الحال .. فأنا هنا لست من هواة الكلام الكبير أو الكلام الجارح .. لكن بربكم أي كلمات تلك التي تليق بمن أوصلنا إلى ما نحن فيه وما هي الصيغة المثلى التي تتلائم مع المقامات الحساسة لوصف فشل السياسات التي كان على رأسها الرضوخ والانبطاح لبرامج صناديق النهب الدولية ..!! فربما يكون الكلام كبيراً لكنه أبداً لا يقاس مقارنة بحجم المعاناة التي آثارها بادية على غالبية شعبنا الذي يتقلب بين أنياب الفقر ووطننا يعاني ممن أوهموه العشق وهم يأمرون ويخططون ويشرعون ويسرقون .!!!
فالسلام الذي طبلوا وزمروا له مات منذ زمن دون أن يجد من يغسله ويكفنه ويدفنه ويقرأ ألفاتحه عليه .. وثقافة العيب ثبت بطلانها بعد أن عزفوا لها أجمل الألحان .. والفقر تمركز بخطة محكمة منذ زمن بعيد .. وإعادة هيكلة الاقتصاد غالباً ما تتعثر قبل أن تبدأ .. والسياسات العرجاء لا زالت تلاحقنا وتفرض شكل هزائمنا ..!! واليوم بعثت صندوق النقد الدولي بيننا ( يا بختنا ) وتقول هذه البعثة في تصريحاتها الصحفية أن الإجراءات الاقتصادية الأردنية فاعله ..! إذاً من أين أتى الفقر والجوع والعوز وكيف انخسفت الأوضاع ألاقتصاديه وما لحق بذلك من تراجع في الثقافة والسياسة وتردي الأوضاع الاجتماعية , وإذا افترضنا أن وصفات الصندوق النقدية والمالية والاقتصادية هي الدواء وفيها الشفاء فمن الذي ساهم باغتصاب اللقمة من أفواه الجياع ..؟!!
نحن ندرك وبكامل قوانا العقلية أن جانب الحكومة مهاب وكلمتها مسموعة وأوامرها منفذه لذلك عليها أي الحكومة أن تبادر إلى إخراج
الوطن من البلبلة التي تعيش فيه ومن ثم إعادة قطار الوطن إلى سكته وذلك بانتشال الوطن من أزماته التي يريدها ويخطط لها الأعداء الذين فقدوا بعض مكاسبهم وأخذوا يحلفوا أن الوطن لا خير فيه وأنه لا يستحق أن يكون وطناً وأنه يفتقر إلى أدنا مقومات الوطن ..!!
وعليها أيضاً ضرورة إعداد خطة وطنيه للتصحيح الاقتصادي تأخذ بعين الاعتبار ظروف الأردن الاقتصادية ومصالح الأغلبية الشعبية وان تحظى بالإجماع الوطني ... فنحن أمة ترى في الخيانة أمراً منكراً وترى في الخائن حتى وان كان فرداً أمراً حقت عليه لعنة الأجيال إلى يوم يبعثون .. وحمى الله الأردن وقيادته من المارقين المتسلقين المتملقين الذين يفضلون العيش في العتمة على النور ..!
ولا بد من التأكيد أن أيوب منا وصفاته بالصبر بعض من صفاتنا ..!
moqeem98@yahoo.com