أناشد المسئولين في بلدي العزيز وضع قانون للمسائلة عن الأخطاء الطبية بكل أنواعها
القصة يا سادة يا كرام واقعية لرجل يبلغ من العمر اثنين وخمسون عاما يعمل في مجال الألمنيوم والحدادة وكان يمر بضائقة مادية صعبة من قلة الأشغال وسوء الحال وهمه على أبنه البكر.وفشله بأكثر من مشروع وخسارة مادية جعلت منه إنسانا متشائما ويقضي أوقاته بالحسرة على أيام العز وأيام ما كانت معه (غلة) وهكذا هي الدنيا (دوام الحال من المحال)
وفي يوم 12-1-2010 شعر بوعكة صحية وكانت متعبة وخوفه منها لأنها الأولى بحياته كان قد تعرق وخوفه من قلة الإمكانيات المادية جعلته يتردد بالذهاب لأي مستشفى وقرر على الفور ابن أخيه الذي يعمل بقربه عرضه على طبيب مختص بأمراض القلب والشرايين.
وفعلا ذهب وكان كل خوفه الحاجة لعملية جراحية وخوفه الأكبر من التكاليف.وكان قد تفاوض مع الطبيب المختص بأنه لن يدفع أكثر من 450 دينار لعملية القسطرة.
بإحدى المستشفيات الخاصة وبالفعل عمل الإجراءات اللازمة للدخول وتمت الإجراءات بسرعة وفي الأثناء وأثناء قيام الدكتور المختص بعملية القسطرة خرج لأهله وبصوت منخفض ومؤثر (نتسه نتسة نتسة) لا حول ولا قوة إلا بالله وأثار الفضول عند الأهل وبخوف شديد كان الأهل يطرحون عليه السؤال المعتاد طمنا يا دكتور خير شو عندة وقعت قلبنا.
قال لهم بأنه يوجد عنده إغلاقا لسبعة شرايين ويحتاج لعملية قلب مفتوح بأسرع وقت ممكن وإلا ...... .
وكان الأولاد والزوجة بحالة صدمة لا مثيل لها من قلة الحال وقلة الإمكانيات المادية وبنفس الوقت لا يجوز ترك هذا الرجل للموت المفاجئ بأي لحظة لا سمح الله.وفي الحال عمل ابن أخيه إعفاء طبي عن طريق الديوان الملكي العامر وبفضل الله كانت الإجراءات سريعة للغاية. وكان الأهل قد حصلوا على نسخة ل(السي دي) لعملية القسطرة .وتم دخول العم حسين إلى (مدينة الحسين الطبية) إلى مركز القلب تحديدا وتقرر له عملية قلب مفتوح وقبل كل هذا تم التأكد من الفحوصات الطبية وإجراء بعض التحاليل (لإنزيم القلب) وكان الإفراز لا يدل على أي إغلاق وللتأكد من المشكلة تقرر له عملية قسطرة أخرى ولكن بعد فترة وجيزة.من خلال فترة الانتظار لأشهر كان قد أصابه (الموت ألسريري من الخوف) ومن ضيق الحال والخوف الدائم من العملية وسماعه من الناس بأنهم ينشرون العظم والأوجاع المنتظرة ليست بالسهل تحملها وكان الله في عونه.لم يعد يستطيع العمل أو الذهاب لأي مكان وأصبح انطوائيا وقليل النوم وقليل الأكل.انقضت المدة بكل ما فيها من حاجة ومن خوف وجاء اليوم الكبير لعمل العملية.
ومن منا لم يقرأ أو يسمع كم هي رائعة المدينة الطبية.
رائعة بمعنى الكلمة وكيف لا... فهي من عالج الأردن بأكمله من عسكريين ومدنيين على مدار السنين عداكم عن دول الخليج والعالم أجمع.
وألان العم حسين جاهز للعملية وكلنا نعرف بأن عملية القسطرة لا يوجد فيها بنج كامل فهو فقط موضعي. فريق من أمهر الأطباء المختصين يحضروا العملية والعم حسين يتخيل الموت بأي لحظة فلم يعلم ما هي اللغة الطبية التي يتكلمون بها الأطباء يتهامسون وينظرون لبعضهم البعض. على تعبيرات وجه العم حسين وأصر الطبيب مشاهدة ال (س يدي) لعملية القسطرة التي تم عملها من قبل بالمستشفى الخاص.
وكانت الصدمة للأهل وللعم حسين مش طبيعية .أقر أطباء الخدمات الطبية بأن ال(س يدي) لا يخص العم حسين ولا يوجد إغلاق كامل للسبع شرايين كما قالوا له .يوجد فقط إغلاق لشريانه التاجي بنسبة 60% فقط وباقي الشرايين تعمل بشكل جيد ولا يوجد أي إغلاق.
من منا بصدق عنده أي شك بأي طبيب يعمل بالخدمات الطبية الملكية لا أعتقد يوجد أي أحد.
فهم حاصلين على أعلى مستوى من الخبرة والشهادات العلمية ومربوطين بالانترنت مع أروع المستشفيات العالمية.
ويا لفرحة العم حسين وفرحة أهله وأصدقائه فهو عائد من الموت ومن العذاب.
ماذا لو كانت مشكلة العم حسين في أي بلد غربي وما حجم التعويض الذي كان من الممكن أن يحصل عليه من أموال ومن اعتذارات. وهل يوجد أي مفردات لمثل هذه الأعمال وهل أصبح الإنسان سلعة تباع وتشترى وهل مشاعر الناس وخوفها وقلة حالها يدعونا لاستغلالها وهل هذه هي الإنسانية.
وهل يجوز تزيين جدران القصور من دم المواطن الغلبان وركوب السيارات الفخمة من قلوب البشر وهل يجوز تذوق الطعام على حساب خوفهم وهل يجوز قضاء إجازاتهم الخرافية على الشواطئ الكاريبية على حساب الإنسانية يا ناس صفوا النية.
وأين حلفان اليمين وحساب رب العالمين مخافة الله مطلوبة.
(اقسم بالله العظيم ان أكون مخلصاً للملك والوطن وان أؤدي أعمالي بأمانة وشرف وان أحافظ على سر المهنة وان احترم القوانين والأنظمة المتعلقة بها).
بصدق وأمانة:
لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة
هاشم برجاق