إذا كنت تؤيد انخراط الأردن في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش ، فهذا حقُّك ، ولكن لا يدفَعَنَّك هذا للارتماء بين أحضان الحكومة وتوجيه قلمك ضد كل من يعارض سياسات الحكومه على أنه يؤيد الارهاب ، ولا يحق لك أن تختبيء خلف عباءة الجيش والأجهزة الأمنية وتزواد على الاردنيين في وطنيتهم وحبهم لجيشهم العربي واعترافهم بدور الاجهزة الامنية في حماية أمن الوطن الداخلي والخارجي .
ليكن في علمك أن الكثير ممن عارضوا دخول الاردن في التحالف الدولي كان دافعهم ولا يزال الخوف على الوطن والخوف على أن ينجر الجيش الاردني الذي يحبونه الى معركة ليست معركته وحرب ليست حربه.
ليس من حقك أن توجه اصابع الاتهام لكل من يعارض قرارات الحكومة بأنه يؤيد الارهاب وأنه ضد الجيش والاجهزة الأمنيه ، فالتطرف والارهاب مدان ولا يختلف عليه اثنان ، وليس من حقك أن تزاود على الذين خدموا الوطن وأفنوا شبابهم في الجندية في حبهم للوطن وجيشه ، بينما كنت سابقا في خندق المعارضة للنظام وتحيك المؤامرات مع أجهزة دول كانت تكيد المؤامرات لاسقاط الاردن في وحل الفوضى ونشر الفتنة بين ابنائه ، خلافك مع الاسلام السياسي لا يمنحك الحق في ان تهاجم الاسلام والمسلمين واحرار الوطن وتصنفهم على هواك على أنهم مؤيدون للارهاب ..زتحريضك للحكومة على اعتقال احرار الوطن بتهمة الارهاب لزجهم في السجون يسقط تاريخك النضالي ويمسح اسمك من سجل المناضلين ضد الاستبداد والظلم .
في الوقت الذي كان يتوقع الجميع فيه من اليساريين والليبراليين أن يدافعوا عن قيم الحرية واحترام راي الآخر.. والاحتكام لمباديء الديمقراطيه في المشاركة والتعددية ..نجد البعض منهم بعدما تم اشراكهم في مواقع وزاريه في الحكومات و بعدما تم احتضانهم من قبل المعنيين وجعلوا لهم شرف قص الشريط والاحتفال باعياد الميلاد والحصول على الامتيازات ورفع الحظر عنهم وجعلهم مقربيين من " أصحاب الحظوة" ويحظون بالاهتمام والوعود باحتلال مقعد مرموق في حكومة ترفع شعار "لا للمعارضة بعد اليوم " وحتى لو كانت معتدلة وسيف الاتهام البتار جاهز لقطع كل لسان يعارض بسوط قانون منع الارهاب ..تحريضكم للحكومة بالبطش بالمعارضة الاسلاميه والوطنيه لن يرفع من مكانتكم لدى اصحاب القرار ، بل ستكونون اداة يستخدمونها مؤقتا ويرمونكم لاحقا فتصبحون في عداد النسيان ...
عودوا الى رشدكم ..
فالشعب والوطن باق والحكومات تتبدل مع الزمان .......