-1-
لا تتمنى ان تتوقف على الحدود البرية او عند نقطة تفتيش في اي دولة من دول الرطوبة والنفط العربية، ليس ذلك لأنك لا تحمل وثائقك التي تجعل إقامتك مستحيلة في دول قوانين الإقامة والتفتيش فيها تتجاوز أي دولة غربية تعرضت لإعمال إرهابية ، لا تتمنى ان تقف عند نقطة تفتيش ذلكم لان رائحة العرق تزكمك وانت تتحدث مع الرجل بعصبية يظنك تتعالى عليه، الرطوبة عالية درجات الحرارة تسلق البيض ، وثقافة مزيلات العرق غير موجودة..!
-2-
في احدى الدول العربية ، الشرطي الذي يستجدي ما يسمى بالمواطنين ، للالتزام بقواعد المرور ، يشبه هيبة الشرطي في (افتح يا سمسم !) ليس اكثر ، فيما يرى صديقي النائب اليمني الذي يقضي الكثير من وقته هنا في عمّان ان هيبة شرطية مرور أمراه تقف على دوار مزدحم في العاصمة عمّان تتجاوز هيبة مدير امن عام في دولة مجاورة ، فقد السادة الضباط هيبتهم في الدول العربية الغارقة في الفساد ، لان القوانين تنتهي مع تعرفة الرشوة المقدمة لكل خدمة معرفة بقيمة معينة كما تُعَرف القوانينُ الضرائبَ ، ضباط حدود وضباط مطارات برتب اعتبارية في دول عربية لا تتجاوز قيمتهم قيمة ما يتقاضونه من المراجعين فسادا لا قانونا ، ربما عشرة دولارات ، الشرطي الأردني الذي يستقبلك على الحدود البرية وفي المطارات ، رائحة الورد والصابون ، وعفة الاردني التي تتجاوز ان يتسول الانسان على وطنه ، يتسول بيمينه ويمسك جواز السفر بشماله ، حال ألفناه في العواصم العربية لا اقل من ان نشعر بالفخر أننا اليوم في بلد رجل الامن فيها هو رجل امن وليس مرتزق يتسول حال دول عربية ليست من هنا ببعيدة..!
-3-
في احدى نقاط التفتيش باحدى الدول العربية يتقدم لك ضابط امن ، يتناول الكبسة عالق بعض الارز بلحيته ، ثم يمسك اوراقك بالمقلوب ، رجل الامن الاردني ببدلته الزرقاء النظيفة المكوية يغريك بالوقوف امامه باحترام ، يزداد ذلك لو انك ارتكبت مخالفة وتأبى هامته الا ان يحترم بلده وذاته من ان يسجل عليك مخالفة أنت أهل لها ، لا يتقاضى مقابل شطبها ما يتقاضاه رجال امن ، او رجال عار ينتشرون ليس ببعيد من هنا . لو اردت ان تشكو احدهم الى من هو اعلى منه رتبة قال لك :\" هم أولاء على أثري\"..!
-4-
باعتقادي الشخصي ومن جملة من نعرف من رجال الامن الأردنيين اخوة وأصدقاء ، ان ارتفاع نسبة التعليم في هذا الجهاز الحساس ، جعلت من رجل الامن الاردني صورة بهيبة ، بهيبة ربان أردني أمام الاخرين ، فيما بعض الدول العربية تحطمت فيها هيبة رجل الأمن, اما بسبب غياب التعليم او بسبب الفساد والرشاوى او بسبب غياب الرقابة المؤسسية على أفراد الأمن ، وثمة عامل اخر ايضا ، فمهنة رجل الامن في الأردن هي مهنة راقية يتقلدها أبناء العوائل ويتفاخرون بها ، فيما هي ليست كذلك في بعض الدول الغنية حيث لا يمتلك رجل الأمن السلطة الاعتبارية على المواطن فيستجديه فيفقد هيبته أمامه ، كل هذا بالفعل غائب عن رجل الأمن الأردني الذي ابسط ما يقال فيه انه أردني نشمي جبينه عال ، وصورته بهية ، وكرامته تعلو كما الوطن..!
===
pharmomari@hotmail.com