لقد اصبحت قضية عقد المؤتمرات الصحفيه في بعض الدول او عند العديد من مؤسسات المجتمع المدني هنا في الاردن
ظاهره شائعه عند النيه لارسال قوافل مساعدات الى قطاع غزه المحاصر ولا ادري هنا ما السبب او الداعي لعقد
مثل هذه المؤتمرات ودعوة الصحافة والقنوات الفضائية لتغطيه هذه المؤتمرات وهل محاولة ارسال قوافل مساعدات
وكسر الحصار بحاجه الى ضجه اعلامية ومؤتمرات صحفيه ما دام ان النيه هي تقديم المساعدات وكسر الحصار فقط
فاهل غزه بحاجه الى الغذاء والدواء وليسوا معنيين بمشاهدة مؤتمرات صحفية واعتصامات ومسيرات وسماع خطب رنانه
فهم يريدون ان يشاهدوا شيء ما على ارض الواقع يجنبهم واولادهم الجوع والعطش والمرض هم بحاجه الى الدواء
والغذاء اكثر من سماع كلام او قراءة خبر على الشريط الاخباري لبعض الفضائيات ومما دفعني فعلا للكتابه بهذا الموضوع
ولهذه المقدمه لعرض مقارنه بسيطه بين ما نسمعه ونشاهده من اخبار عن محاولة ارسال مساعدات الى غزه وما قام ويقوم
به الاردن كل يوم من تقديم يد العون والمساعده الى اهلنا في قطاع غزه.
فقد ارسلت الهيئه الخيرية الهاشميه ما يزيد على350 قافلة مساعدات على مدار عدة سنوات تحتوي على كل ما يحتاج اليه اهلنا في القطاع المحاصر من مواد غذائيه وملابس وادويه ولكن ما اجمل ما يميز ما تفعله الهيئه انها تعمل بصمت وهدؤ وبدون ضجه اعلامية ومؤتمرات صحفية ودون تغطية اعلاميه من قبل بعض القنوات الفضائية المعروفه ولم نسمع يوما ان مدير الهيئه قد دعى الى اعتصام او مسيره او رفع يافطه مكتوب عليها عبارات رنانه وثوريه عمل دؤوب جاد هدفه الوحيد خدمة اهلنا بالقطاع وتخفيف الحصار الغاشم المفروض عليه وليس الشهرة الاعلاميه .
وايضا وبتوجيهات مباشره من جلالة الملك عبدالله الثاني ارسلت القوات المسلحه الباسله ممثله بالخدمات الطبية الملكيه مستشفى عسكري على مستوى عال من التجهيز باحدث المعدات الطبية الحديثه وكوادر طبية عالية المستوى وتتمتع بكفاءه طبيه مشهود لها تعجز عن فعله الدول الكبرى الى قطاع غزه المحاصر بعد العدوان الهمجي من قبل العدو الصهيوني حيث كان بالفعل البلسم الشافي لجراح اهلنا بالقطاع حيث اجرى الالاف من العمليات الجراحيه الكبيره والمعقده وكان بالفعل على مستوى عال من المهنية والخدمه والتفاني وقمت العطاء وذلك بشهادة رئيس الوزراء اسماعيل هنيه واعضاء الحكومه في غزه وبشهادة اهل القطاع انفسهم كل هذا العمل والعطاء اللامحدودين لكوادر المستشفى العسكري ولم نسمع يوما ان دعى مدير الخدمات الى مؤتمر صحفي للحديث حول هذا الموضوع ولم نسمع او نشاهد اي وسيلة اعلامية عربيه او اجنبيه او محطه فضائيه تسلط الضؤ ببرنامج على هذا الانجاز العظيم الذي يحق لنا نحن الاردنيين ان نفخر ونعتز به لان هذا الوطن الاردني الاصيل الصغير في مساحته وامكانياته الكبير في قيادته وشعبه قادر بالفعل على عمل المعجزات بالفعل لا بالقول بصمت وهدؤ وليس بضجه اعلامية ومؤتمرات صحفيه وهذا قدرنا في الاردن ان يتنكر لنا العالم بما نفعل ونقدم للاخرين وهو بالمناسبه ليست منه او تبجح لا سمح الله ولكنه واجب انساني تفرضه اواصر القربى والدم والقوميه .
ولقد شاهدنا وسمعنا الضجه الاعلاميه الكبيره على جميع الفضائيات حول اعتزام بعض الدول التي تدعي وقوفها الى جانب الاشقاء في الضفه والقطاع ارسال سفن مساعدات ومع انها لم ترسل اي شيء وكانت عبارة عن نوايا مدروسه وذات اهداف معروفه وهي على علم كامل ويقين انها لن تستطيع الاقدام على ذلك وان اقدمت لن تصل الى قطاع غزه مهما كلف الثمن بالنسبة للعدو الاسرائيلي ومع ذلك استمرت بعض الفضائيات بتكرار نشر الخبر لايام وكثر المادحون والمزمرون لتلك الدول مع ان كل ذلك كلام في كلام فهل تلاحظون مدى التنكر الكبير والمحزن الذي يمارس ضد الاردن جهارا نهارا وتخيلوا معي لو ان تلك الدول هي من ارسلت فعلا المستشفيات الى القطاع ماذا ستكون ردة فعل وسائل الاعلام وماذا ستكون ردة فعل بعض مؤسسات المجتمع المدني هنا في الاردن والتي لم نسمع يوما انها ارسلت وفدا لمقر الهئيه الخيرية الهاشميه لتقديم الشكر والدعم او الى مديرية الخدمات الطبية الملكيه لتقديم الدعم المعنوي او قيام نقابة الاطباء على سبيل المثال بطلب مشاركة اطباء من اعضائها ضمن كوادر المستشفى العسكري لتقديم الخدمة الفعلية لاهل القطاع بدل من الدعوة لاعتصام او مسيرة مؤتمر تكون نتائجها معروفه مسبقا.
اذا كنا فعلا نرغب في تقديم المساعدات لاهل القطاع وليس اثارة ضجه اعلاميه او اثارة الرأي العام ضد دوله معينه فالطريق معروفه وواضحه وهي عن طريق الهئيه الخيريه الهاشميه كما فعلت العديد من الدول العربية الشقيقه والدول الصديقه حيث تم ارسال المئات من القوافل دون ضجه او حدوث مشاكل ودون مرافقة وسائل اعلام لان الهدف واضح
وضوح الشمس ليس بحاجه الى وسيله اعلاميه لاظهاره