اعتدت على التعرض للنقد القاسي في السنوات السابقة وهو أمر طبيعي لمن يعمل بالعمل العام، واختلف النقد بين البنّاء و"الملعون أبو حرمه" وكنت دائماً أتقبل هذا النقد بنوعيه من منطلق أن ليس في يدي السلطة لاعتقال و"ترفيش" من ينتقدني ..
في هذا العام، تعرضت لهجمة من كل حدب وصوب استهدفت الإساءة لشخصي "الكريم" وحملت كل معاني البذاءة، ولم تقتصر الهجمة على الجانب الرسمي، فالكل "آجر" بي من قوى سياسية وأشخاص كانوا قريبين مني .. وكان ردي على هذه الهجمة هو –كالعادة- المزيد من العمل والعمل فقط .
شكراً لكل من وقف إلى جانبي .. شكراً لكل من راهن على فاخر .. شكراً لأستاذي ورفيقي سعيد ذياب .. شكراً للمكتب السياسي للحزب الذي أفخر بكوني عضواً فيه .. والشكر كل الشكر لرفاقي في شبيبة الحزب الذين لم يخذلوا وطنهم يوماً وكانوا بحجم التحديات .. أما زوجتي فإلها الله اللي بعدها متحمليتني ... #يتبع
الخريفية الثانية:اتسم عام 2014 بعودة الكيان الصهيوني للهجوم على غزة، ولكن هجوم هذا العام كان مختلفاً من حيث آلية تعاطي الدول العربية معه وحجم ردة الفعل عليه.
فالأنظمة العربية –أدامها الله وحفظها ذخراً لأطفال غزة- لم تأل جهداً في إرسال اليود والسبيرتو والشاش والقطن وحتى الديتول "الأصلي"، بل إن بعض هذه الأنظمة قام بإرسال أكفان لأطفال غزة .. يعني بصراحة وبكل موضوعية وصدق و"تملق" هالأنظمة ما قصرت نهائياً وعداها العيب كما يقولون.
عدوى "اليود" انتقلت إلى مجمع النقابات المهنية ب"حلته الجديدة"، فرفض إقامة أي مسيرة أو اعتصام احتجاجاً على الهجوم على غزة معتبراً أن هذه المسيرات "حكي فاضي" وأن الأولوية لليود والديتول "قاتل الجراثيم".
في ختام هذا العام أوجه رسالة إلى أطفال غزة ومقاتليها .. اطمئنوا فلدينا من اليود والأكفان ما يكفي .. يعني بتقدروا تموتوا وانتوا مطمئنين .. والله من وراء القصد. #يتبع
الخريفية الثالثة: داعش والعنقاء والخل الوفي
فجأة أصبحت داعش حقيقة دولية .. فجأة أصبح لدينا عدو مشترك مع أمريكا والكيان الصهيوني .. فجأة أصبح لدينا معارضة سورية معتدلة ومعارضة متطرفة ..
فجأة أصبح "المهاجرون" القادمون من كل أرجاء العالم إرهابيين .. فجأة تحولت المطالبات الغربية بفتح الحدود لل"مجاهدين" للمشاركة في الحرب ضد "الصفويين والنصيرية" إلى أوامر دولية بوقف تدفق الإرهابيين ..
وفجأة تحول مصطلح "ثورة عشائر السنة العراقية" وفق تسمية الجزيرة والعربية إلى عصابات داعش الإرهابية ..
نعم، كل هذا حدث فجأة ليصبح عام 2014 هو عام داعش بامتياز، عام استطاع فيه الأمريكان توحيد الأمة العربية وإدخالها في حرب ليس في مواجهة الكيان الصهيوني ولكن في مواجهة داعش، ولكنها حرب ليست كأي حرب، حرب قد تمتد لسنوات –وفق تصريح السيد الأمريكي-؟؟!!
حرب تقوم بها قوات التحالف بقصف داعش ومن ثم تزويدها بأحدث أنواع الأسلحة –عن طريق الخطأ؟؟!!- ..
حرب يقصف بها التحالف داعش فيزداد انتشارها وسيطرتها على الأراضي السورية والعراقية؟؟!!
حرب تقوم فيها عشرات القافلات التابعة لداعش والمحملة بالعتاد والسلاح بالتنقل في وضح النهار دون أن تلتقطها الرادارات الأمريكية ...
بالتأكيد عام 2014 هو عام داعش .. عام يقوم به الأمريكان بخوض الحرب على داعش والحرب منأجل داعش ... #والحدق_يفهم
الخريفية الرابعة: الوداع على أمل "عدم" اللقاء
للعام الثالث على التوالي نودع العام في ظل حكومة "الرفع"، وهو إنجاز يحسب لهذه الحكومة التي استطاعت البقاء في الدوار الرابع طيلة هذه المدة في ظل ما تشهده المنطقة من اضطرابات ..
أجمل ما في هذه الحكومة الصدق والمصداقية .. يعني مش معقول قديش صادقة هالحكومة .. يعني شو بدي أحكيلكم .. والله مجلدات لن تكفي لشرح صدقها وموضوعيتها وشفافية قراراتها .. طيب والله العظيم قد ما قراراتها شفافة ما بتشوفها أصلاً .. يعني شفافية أصلية مش أي كلام ..
الحكومة قامت هذا العام ومن منطلق الصداقية قامت بوضع النواب في صورة آلية احتساب أسعار المحروقات شهرياً ..
طبعاً المعادلة الحسابية اللي قدموها أينشتاين نفسه ما بيعرف "قرعة أبوها من وين" وعندما احتج النواب أجابتهم الحكومة –بما معناه- : طيب إذا انتوا ما بتفهموا رياضيات ، احنا شو ذنبنا؟؟!!"
واستمراراً لمصداقيتها أعلنت الحكومة أن رفع أسعار المحروقات جاء لتقليص العجز في الميزانية ولخفض إجمالي الدين العام، لتقدم موازنة ال2015 بزيادة في المديونية وارتفاع في العجز..
طبعاً الحكومة اللي "زعلت" لما انخفض سعر برميل النفط لأنها راح تضطر "ما ترفع" أسعار المحروقات، واكتشفنا إنها بتربح من فاتورة النفط مش بتخسر زي ما كانت تحكي (مثال آخر على مصداقيتها؟!!).
أبت إلا أن تجعلنا نودع هذا العام ب"الرفع" كعادتها من ثلاث سنوات، فقررت رفع أسعار الكهرباء تأكيداً على مصداقيتها في أنها الحكومة الأكفأ على مدى تاريخ المملكة في التنكيد على المواطن والتنغيص على اللي خلفوه وإفقار أهله وكل قرايبه..
حكومتنا العزيزة .. كل عام وأنت بخير .. وكلنا أمل ما نشوف طلتك البهية في العام القادم .. #في_أمل