لا أعرف من أين أبدأ حينما أتكلم عن مسجد عجلون الكبير والذي أصبحت قصته كقصة ألف ليلة وليلة، فبعد أن عزمت الحكومة - قبل سنوات - ممثلة بوزارة الأوقاف والجهات المسئولة في عجلون على إعادة تأهيل المسجد ووضعت المخططات والتصميمات لإعادة بناء مرافق المسجد وترميم جسمه الأثري ... انطبق المثل القائل على هذا المشروع بأن \"تمخض الجمل فولد فأرا\".
نعم لقد \"تمخضت\" الحكومة سنوات طوال لإعادة تأهيل المسجد، فقامت بهدم المباني في محيطه وأغلقت الطرقات والشوارع أمام السيارات والمارة ، ثم توقف العمل في المشروع لأسباب لا نعلم فحواها، ليصبح المسجد بساحاته وحرماته محل انتهاك لكل من أراد العبث وخلق الفوضى وتشويه جمالية المكان ناهيك عن عراقته وقدسيته.
لقد انتهكت حرمات المسجد حتى أصبح ملاذا \" للمفطرين \" في رمضان، ومكانا\" لتقطيف الملوخية\" وتحزين بضائع\" الحسبة\" ومخلّفاتها حتى تطورت الأمور لتصبح ساحات المسجد الخارجية مكانا ملائما لقضاء الحاجات خصوصا في ظل عدم وجود أي \"حمامات عامة\" في عموم محافظة عجلون... فمن المسئول يا دولة الرئيس.
لقد سبق وان كتبنا الكثير عن هذا الموضوع وبينّا مواطن الخلل في مجمل المشروع الذي ولد \"ميتا\" لسوء تخطيط وإدارة وعدم صدق إضافة لسوء نوايا وتباين في جهات النظر بين الجهات المعنية المشرفة على هذا المشروع بدءا من وزارة الأوقاف مرورا بالمحافظة وانتهاء ببلدية عجلون الكبرى ليلقى باللوم في نهاية المطاف على المواطن العجلوني بأنه كان السبب في تخلّف وتراجع وعدم إتمام هذه المشروع بالشكل الذي كان مقررا عليه أن يكون.
،لقد كتبنا وكتب الكثير من أقلام وأعلام هذا الوطن ولكن لم تجد كتاباتنا آذانا صاغية من المسئول \" العجلوني تحديدا\" لأنهم لا يسمعون نصيحة\"أن أهل مكة أدرى بشعابها\"، لا بل أنهم يريدون منّا تكميم الأفواه لا قول كلمة الحق في وجه مسئول متخلف ظالم او متخاذل .
لقد كان مخططا لهذا المشروع أن يتضمن إنشاء مركز إسلامي ودارا لتحفيظ القرآن وقاعة مؤتمرات واحتفالات للمناسبات الإسلامية والندوات والمحاضرات، ومبنى لمديرية الأوقاف وسكنا للإمام ومصلى للنساء، إضافة إلى سقف الساحة السماوية المكشوفة لتكون جزءاً من مشروع توسعة المسجد، ومخازن تجارية. وأن تكلفة المشروع كان مقررا لها أن تصل إلى مليون و350 ألف دينار.
ولكن وبعد أن \"تمخضت الحكومة \" سنوات عديدة !!! ، خرجت إلينا بمشروع \"وليد وهزيل\" تمثل بترميم المسجد بمبلغ لم يزيد عن 55 ألف دينار، لينتهي المشروع بزيارة خاطفة لدولة الرئيس \"لشد أزر المسئولين\" عن هذه الفضيحة وذر الرماد في عيون أبناء عجلون !!!.
دولة الرئيس ... لقد تم إحاطة المسجد \"الأسير\" بسور إسمنتي مصمت ليصبح هذا المسجد سجينا مكبلا بأصفاد وضعتها الحكومة ومن قاموا بالتخطيط والتنفيذ لهذا المشروع . لقد أصبح هذا المسجد معلما يفتقر للحضارة والذوق الفني والمعماري خصوصا وان هذا السور الذي يحيط بالمسجد لا يصلح إلا لأن يكون سورا لسجن او مزرعة او مقبرة.
دولة الرئيس ... إن وضع المسجد بهذه الحالة هو نقطة \"تحدي\" لمشاعر العجلونيين بمسلميهم ومسيحييهم... إننا في عجلون العز والفخار، لن نقبل ما آل إليه حال المسجد متمنين من دولتكم الإيعاز لمن يلزم وبشكل فوري، ببناء حمامات وأماكن وضوء مرافقة للمسجد، إضافة لهدم سور المسجد \"العقيم\" وإعادة بناءه على طراز إسلامي يظهر عراقة وقدسية المكان ودمتم.
Thabetna2008@yahoo.com