ما يجري على ساحة وطني محزن ويبعث على الأسى والاكتئاب ، بيان وآخر ردا عليه وكأننا نعيش حربا طاحنة تدور رحاها بمساحة كل الوطن .
فمنذ الأول من أيار ونحن نشهد بيانات من المتقاعدين العسكريين هؤلاء الذين تخندقوا في كل الثغور غربي النهر وشرقيه ، فلا يوجد سهل ولا وادي إلا ولهم معه حكاية ، ولا جبل أو تله إلا ولهم فيه ذكريات ، حتى الحشرات والقوارض لهم معها صولات وجولات كانت تؤرقهم ولا يستطيعون صدها ، يوم كان المبيد عزيزا ونادرا ، وكانوا يتحملون ولا يتذمرون ، يصنعون من شح الموارد احترافا وكفاءة لمواجهة عدو يفوقهم عدة وعددا .حافظوا على العرض وما أمكن من الأرض بعد أن خذلهم الأشقاء قبل الأصدقاء .
وما معارك الكرامة واللطرون وباب ألواد إلا شواهد على حسن صنيعهم ، تقدموا ومنعوا تقدم الآخر نحو أرضهم في الكرامة شعارهم ( آخر طلقة وآخر جندي ) وقالوا لأعدائهم لن تمروا ولن تدخلوا أرضنا إلا على أجسادنا ، فكان لهم ما أرادوا وقهروا الجيش صاحب الأسطورة وعاد يجر أذيال الخيبة والفشل .
ثم واصلوا الاستعداد ولا زال إخوانهم من العاملين يواصلون الاستعداد ليوم لا بد آت ، فامتقعت جباههم وتحولت ألوان بشرتهم وسواعدهم إلى اللون البني الداكن ، هذا اللون المحبب إلى قلب قائد الوطن وراعي المسيرة وحادي الركب ، هاجسهم دائما الحفاظ على الهوية ، يرفعون شعارهم الخالد ( الله – الوطن – الملك ) ، هذه هي ثوابتهم مخلصون في الوظيفة وقادة فكر خارجها .
يحق لهم بعد كل هذا أن يعربون عن قلقهم وعما يؤرقهم من مؤامرات تحاك ضد فلسطين الأرض والإنسان والتي كانت وما زالت وستبقى هاجسهم وقضيتهم الأولى ومعها في الهم هذا الوطن الغالي .
يحق لهم على الحكومة أن تستمع إلى صرخاتهم ولا تتجاهل نداءاتهم ، تارة بالصمت الرهيب الذي يبعث على الريبة والشك ، وتارة باستئجار أناس ذوي شخصيات جدلية في الشارع الأردني غير موثوق بهم ولا بسيرتهم ، فبدلا من أن يجملوا الصورة يزيدوا العور اعتوارا ، أساءوا للحكومة ومن بعدها الدولة .
من هنا أقول لحكومتنا الرشيدة أن هناك قلقا وان هناك ما يؤرق المتقاعدين ومعهم شريحة واسعة من أبناء الوطن يستحقان منكم وقفة تبدد الخوف وتزيل الألم وتبعث فينا الأمل والتفاؤل .
فلا تتركوا إخوتنا في السلاح يتبادلون البيانات والشتائم والقدح ، لان صمت الحكومة يعني لنا الكثير ، واقل ما يعني: أن ما يقلق ويؤرق لا محالة قادم ...........فهل من مجيب