كان لمشاركة القطاع الخاص مع القطاع الحكومي في تقديم العون والمساعدة للمواطنين الذين تقطعت بهم السبل خلال العاصفة الثلجية " هدى" الأثر الكبير في خلق حالة وطنية حقيقية كرّست مفهوم الانتماء والولاء للوطن ، وبعيدا عن الشعارات والهالة الاعلاميه التي كانت تطلقها بعض المجموعات سابقا عن " الانتماء والولاء" و تفوح منها رائحة النفاق وتنطلق عادة من منطلق حب التسلق والظهور والمزايدة بالشعارات .
في هذه العاصفة شهدنا عمل حقيقي ومبادرات قامت بها مجموعات من الشباب كان دافعهم حب المساعدة وغيرتهم الوطنية من خلال تخصيص سياراتهم المجهزة لمثل هذه الظروف في خدمة العائلات المحاصرة من الثلج وإيصالهم للمستشفيات وتأمين المتطلبات الضرورية .
والحق يقال أن بعض مؤسسات القطاع الخاص تستحق الإشادة والعرفان والشكر والامتنان لما قامت به من جهد كبير من خلال الإسهام بفتح الطرقات وتوفير الآليات المجهزة بكاسحات الثلوج ، ومنها ما قدم مادة الملح كشركة البوتاس التي قدمت مليون طن من الملح لجميع البلديات في المملكة وأمانة عمان الكبرى ومنها ما قدم بعض الاحتياجات الأساسية للأسر المحتاجة في المناطق النائية من خلال توزيع المدافئ والبطانيات وغيرها على الأسر العفيفة .
مبادرة " فزعة وطن" التي أطلقتها مجموعة رجل الأعمال الأردني المهندس زياد المناصير كانت بحق مبادرة وطنيه تستحق الإشادة وتسليط الضوء عليها ، فقد ساهمت في فتح الطرقات الرئيسية والفرعية في المناطق التي شهدت تراكما للثلوج ، وساعدت المواطنين الذين تقطعت بهم السبل خلال العاصفة الثلجيه ، ففي مبادرته هذه تم تخصيص نحو 50 آلية مجهزة لغايات إزالة الثلوج و 16 كاسحة ونحو 35 لودرا وجريدرا الى جانب سيارات الدفع الرباعي وكادر بشري يضم 100 شخص ، وهذا دليل على الحس الوطني الذي يمتلكه رجل الأعمال " المناصير " ، فأعماله ومشاريعه التي تنتشر في جميع ارجاء الوطن تشهد ، تبني وتساهم في نهضة الوطن ، وتوظّف العمالة الأردنية دون تمييز فساهمت في تقليص حجم البطاله ، فمثله لا يبحث عن دعاية اعلاميه ومثله لا يحتاج لبناء ثروة ، فهو من أغنى رجال الأعمال في العالم ،وهو لم يبني ثروته من استغلال مؤسسات الوطن ولم يكن من رجالات الديجتل الذين بنوا ثروة من خلال خصخصة وبيع مؤسسات الوطن بثمن بخس كما فعل البعض ، بل بنى ثروته خارج الوطن واتى بها ليساهم في بناء الوطن ويعزز اقتصاده ويزيد من نموه ، فكان من حقه أن تشير القنوات الفضائية الى مبادرته أسوة بالآخرين الذين أفردت لهم مساحة فضائية واسعة لمساهماتهم في التخفيف من أثر العاصفة " هدى " وهم يستحقوها ، لكن ما قدمته مجموعة المناصير أضعاف ما قدمه الآخرون ، ففارق الإمكانيات احدث الفارق ، وهنا نضع علامة استفهام على توجه بعض القنوات الفضائية التي لم تكن منصفة في تغطيتها للمساهمات الوطنية من القطاع الخاص وكان الأجدر بها أن تقف على مسافة واحدة من الجميع ، فالمطلوب أن يكون الاعلام محايدا فيشيد بمن يستحق الإشادة ، وينتقد من يستحق النقد ، فالإعلام الحقيقي هو الذي يحترم عقل المشاهد وينقل الصورة بشفافية ونزاهة .
msoklah@yahoo.com