أقدمت حكومتنا على إحالة عدد من المعلمين على التقاعد وبعضهم على الاستيداع , وبرر الناطق الرسمي الذي ما نطق بالحق بان ما جرى كان أمرا طبيعيا , وأجرى مقارنة مع أعوام سابقة تشبه ما يجري في مقارنات استطلاعات الرأي الممجوجة . نفى الناطق الرسمي أن يكون القرار على علاقة مع الاعتصامات التي نفذها المعلمون مطالبين بنقابة لهم , ولو كلفت الحكومة أميا بالتصريح لكانت كلماته مطابقة حرفيا لكلمات الناطق الرسمي فقد حفظناها وزهقناها وهى النفي دائما . يعلم الناطق الرسمي وتعلم الحكومة أن نفيها لا ينطلي على الأعمى ولا أحد يشترى ما تقول حول الموضوع حتى ببلاش . الأردنيون جميعا ومعهم ضيوف الأردن و كل من سمع الخبر , يعرف حقيقة القرار بأنة تصفية حساب مع المعلمين الذين اعتصموا وطالبوا بنقابة وترمى الحكومة من قرارها تأديب كل من يحاول انتقادها وتريد أن تقول للجميع أنها لا تنسى وان ردها قادم لا محالة فعلى الجميع أن يكونوا مؤدبين منصاعين مطيعين وديعين , ونفذت نيتها بان كل من يطالب بمحاسبة أو إقالة وزيرا من وزرائها سوف يعاقب هو , لذلك نرى وزير التربية برغم كل أخطائه باقيا في مكانة ومن انتقده من المعلمين أحيلوا للتقاعد أو الاستيداع. لقد كانت الحكومة ذكية في توقيت القرار حيث جاء بعد انتهاء مراقبة وتصليح امتحانات التوجيهي والمعلمون الآن في إجازة الصيف وبذلك ضمنت الحكومة أن لا ردود فعل مؤثرة عليها وهذا ما يؤكد ترتيبها وتبييتها للأمر . برغم ذكائها في تحديد ساعة الصفر إلا أنها جاءت بأمر مشين امتزج بقصر النضر فهي لم تحسب نتائج هكذا قرار خاصة في الظروف المادية السيئة التي يعانيها المعلمون وعائلاتهم ولم تحسب ما ورثة من غصة في نفوسهم ونفوس من حولهم وكل ذلك أثرة على الوطن و على العلاقة بين الناس وحكومتهم فهي لا يؤتمن جانبها تتعامل مع الناس بطريقة الندية و بطريقة أنزلتها مما يجب أن تكون علية من رفعة واحترام إلى درجة استهجان قراراتها. إن ما أثارني واعتقد أنة يثير كل محب للأردن هو ليس القرار بحد ذاته , فلهم الله من لحقهم جور الحكومة وهو حسبهم وهو كفيل بهم وبأرزاقهم وأرزاق عيالهم وقد يفتح الله عليهم ما هو خير وأفضل مما كانوا علية , و لن تضيق بلدهم بهم , إلا أن الأهم هو لماذا كل هذا الذي يحدث في بلدنا , الحكومة تصنع الخلاف مع كل شرائح المجتمع, مع العمال مع المعلمين مع المتقاعدين العسكريين مع القضاة , والمشاكل موجودة في كل زوايا الدولة من تعليم وقضاء وخدمات . إن ما نراه فوضى لكنها ليست خلاقة , إنها فوضى هدامة . ألا ترى الحكومة أن الخارطة حولنا سوداء , أمريكا صديقتنا كشفت عن وجهها الصهيوني الحقيقي , ولإرضاء الصهاينة تنكر رئيسها حتى من أبية , والصهاينة يضمرون لنا شرا ويتربصون بنا , والزناقيل من أشقائنا العرب لا يقوون على مساعدتنا في ضائقتنا لان أمرهم ليس بأيديهم بل أنة بأيدي الصهاينة . في ضل هذا السواد من حولنا لماذا لا تتصالح الحكومة مع الشعب فهو الرصيد الحقيقي المضمون وعادت إلى جيبه لمعالجة الأزمة الاقتصادية ولم يبخل بذلك , وهي إن طلبت دمه دفاعا عن عزة وكرامة الأردن لن يبخل وقد خبرته الأيام وخبرت أن في الأردن رجال أشداء يصنعون مجدهم ومجد وطنهم بدمائهم . بنفس الوقت في الأردن شعب طيب تتصالح معه على الدم بالكلمة الطيبة . ما أقدمت علية الحكومة وما تنوي ليس من الحكمة ولا المصلحة ولا الرشاد بشيء, انه لا يخدم إلا أعدائنا. ما نراه من فعل الحكومة هو عودة للوراء وخلقا للازمات , فهي تغتال الديمقراطية كل يوم بدلا من تأصيلها وتنميتها . ليس هكذا تنمى وتتطور الأوطان , إنها تكبر بأبنائها الأحرار , بأبنائها الذين لا رقيب على ألسنتهم إلا ما خالف العرف والدين , إن ما تقوم بة الحكومة هو تكميم للأفواه والانتقام من كل من ينتقدها أو يتظاهر ضد قراراتها , ولو أننا نرى منها برنامجا وطنيا جامعا مانعا لالتفينا حولها ولساندناها ومدحناها وهتفنا لها لكننا لا نرى إلا السيئ من أفعالها ولسنا ممن يرون الجانب المظلم بل إننا نحب النور ونحب أن تكون حكومتنا معنا لنساندها بكل ما نملك من قوة اللسان والجيب والدم , حمى الله الأردن من كل مكروه و من رياح الصهيونية وحمى الله ملكة ملاذا للأردنيين من تجبر الظالمين .
د.عبدالله الرواشدة 0795507156 drabdullah63@gmail.com